Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بينالي داكار الدولي يخرج من النار مع فنانين عرب

الرسام المصري يقدم البيض الفاسد ليرشق الجمهور منحوتته

مشهد من بينالي داكار للفنون العالمية (الخدمة الإعلامية)

افتتح الرئيس السنغالي ماكي سال الدورة الرابعة عشرة ل"بينالي" داكار الدولي للفنون، وهو الحدث الفني الأبرز في دولة السنغال، إذ يتم الاحتفاء به على نطاق واسع في أنحاء العاصمة السنغالية بمجموعة متنوعة من الأنشطة الفنية والثقافية. كان من المقرر أن تنظم هذه الدورة في 2020 غير أنها أجلت كإجراء احترازي بعد انتشار وباء كورونا. يعود البينالي هذا العام محتفظاً بألقه المعتاد كأحد أبرز الأحداث الفنية في ساحة الفنون البصرية في أفريقيا. يشارك في هذه الدورة التي تستمر أعمالها حتى 21 من يونيو (حزيران) 150 فناناً وفنانة من جميع أنحاء العالم، مع تسليط الضوء على نحو خاص على فناني القارة السمراء، ممن يعملون في بلدانهم الأصلية أو في الشتات، وهو بهذا يعد واحداً من أهم الأحداث الفنية المعبرة عن الإبداع الأفريقي.

انطلق بينالي داكار الدولي للفنون عام 1990 باعتباره مهرجاناً للفن والأدب الأفريقي، ثم اقتصر في دورته الثانية على الفنون البصرية الأفريقية المعاصرة، وتوسعت مشاركاته في ما بعد لتشمل دولاً أخرى خارج القارة السمراء. وهو يستقطب سنوياً عشرات الآلاف من الزائرين والمهتمين بالفنون الأفريقية، وينظر إليه على نطاق واسع خارج أفريقيا كمؤشر للنشاط الفني وتطور الممارسات الأفريقية المعاصرة.

فنون متنوعة

تضم هذه الدورة من البينالي عشرات الأعمال الفنية في مجالات متنوعة، كالرسم والتصوير والفيديو والتجهيز وغيرها من الوسائط الأخرى، وتغطي عروض البينالي العديد من المساحات في أنحاء عدة من العاصمة السنغالية. وخلافاً للمقر الرئيس الذي استضاف حفلة الافتتاح، توزعت العروض والأنشطة المصاحبة بين صالات عرض ومراكز للفنون ومطاعم وفنادق في أنحاء المدينة، وقد تحولت كلها إلى مساحة مفتوحة للعرض أمام الجمهور.

تحمل هذه الدورة من البينالي عنواناً لافتاً وهو "ندافا" وتعني الخروج من النار حسب إحدى اللغات المحلية السنغالية. يشير عنوان البينالي في جانب منه إلى فترة الإغلاق الطويلة التي شهدها العالم بسبب انتشار وباء كورونا، وما خلفه ذلك من خسائر وتحديات ما زالت تلقي بظلالها على العالم حتى اليوم. ويشير العنوان كذلك إلى الرغبة في ترتيب الأولويات من جديد أو إعادة التشكل، إيذاناً بعالم جديد ومتنوع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بين المشاركات في هذه الدورة ثمة حضور عربي لافت، يمثله سبعة فنانين من مصر والمغرب وتونس. يشارك من المغرب كل من محمد ثارا وليلى هيدا، ومن تونس إلهام اللوز وفريال دولين، ومن مصر كارم إبراهيم وشيرين البارودي وروان عباس.

بين أعمال الفنانين العرب يبرز عمل الفنان المصري كارم إبراهيم، وهو عمل تجهيزي يعرضه الفنان تحت عنوان "بيض فاسد". يتكون العمل من ثلاثة مجسمات معدنية تتخذ شكلاً بيضاوياً بارتفاع سبعة أمتار. ينتصب الشكل المعدني في فراغ العرض كهدف للتصويب من قبل الجمهور المتسلح بالعشرات من البيض الفاسد والمتاح على طاولة قريبة. بعد انتهاء العرض يترك المجسم على هذا النحو ملطخاً بسائل البيض اللزج. يحمل العمل تساؤلات مبطنة حول الكيفية التي تفسد بها الأشياء والمجتمعات والأنظمة، ومقومات هذا الفساد وطبيعته وأسبابه.

أما الفنانة التونسية فريال دولين، فيعتمد عملها على المزج بين الخامات الطبيعية والصناعية، كالخيوط الصوفية والأسلاك المعدنية والبلاستيك والنباتات الطبيعية والطين والفحم وغيرها. تجمع دولين بين هذه الخامات لتشكل بها تركيبات ومجسمات صغيرة تبدو كمعلقات أو أدوات للزينة. تتساءل الفنانة من خلال هذه التجربة عن فكرة التعايش بين العالم الطبيعي والاصطناعي، وما ينطوي عليه هذا التعايش من تجسيد رمزي للمصالحة وحل النزاعات، كما تتطرق إلى مفاهيم الهوية وتعقيداتها في المجتمعات المعاصرة.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة