Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صفقة طائرات أميركية للقاهرة بقيمة 2.6 مليار دولار

تتمثل في 23 هليكوبتر من نوعية "شينوك" بمقدرتها نقل المركبات والمدافع والجنود بسرعة هائلة

تُعد "شينوك" إحدى أهم طائرات النقل العسكرية في العالم  (أ ف ب)

أعلنت الولايات المتحدة الموافقة على بيع طائرات هليكوبتر "شينوك 47- إف" وعتاد متصل بها إلى مصر في صفقة قيمتها 2.6 مليار دولار، هي الثالثة من نوعها خلال أشهر قليلة، ليصل إجمالي تلك الصفقات إلى ما يزيد على 5 مليارات دولار.

وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) كشفت، يوم الخميس، عن موافقة وزارة الخارجية على "بيع عسكري أجنبي محتمل للحكومة المصرية لطائرات هليكوبتر من طراز "سي إتش- 47 إف- شينوك"، ومعدات ذات صلة بتكلفة تقدر بنحو 2.6 مليار دولار، بعد نحو شهرين فقط على إعلان صفقة كبرى لتزويد الجيش المصري بمقاتلات "إف- 15" الأميركية، للمرة الأولى في تاريخ العلاقات العسكرية بين البلدين.

وأكد بيان "البنتاغون" أن عملية البيع المقترحة "ستدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة في تحسين أمن حليف رئيس من خارج (الناتو) لا يزال شريكاً استراتيجياً مهماً في الشرق الأوسط"، في حين أكد مراقبون أهمية الصفقة لدعم جهود القاهرة في مواجهة التهديدات المتغيرة بالمنطقة.

صفقة جديدة 

الحكومة المصرية طلبت شراء 23 طائرة هليكوبتر "شينوك 47- إف"، إضافة إلى أنظمة ومعدات عسكرية، بحسب "البنتاغون" الذي أوضح في بيان له أن وكالة التعاون الأمني الدفاعي قدمت للكونغرس" إخطاراً بالموافقة على الصفقة.

وقال محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان في مصر، لـ"اندبندنت عربية" إن صفقة طائرات "شينوك" تعكس أهمية علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، موضحاً أن الصفقات جاءت ثمرة اللقاءات الدورية الأخيرة التي جرت بين كبار قادة البلدين، بخاصة منذ جولة الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، التي أعقبتها زيارات لكل من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان وقائد القيادة المركزية مايكل كوريلا"، مضيفاً، "صفقات الطائرات الأخيرة، بما في ذلك طائرات شينوك التي تستخدم في عمليات الإبرار الجوي وتدعم منطقة القتال في مسرح العمليات بنقل المعدات والمركبات، تعكس العلاقات المتميزة بين البلدين. كما أن مصر تنوع من مصادر تسليحها ليس من السلاح الأميركي فقط، بل من روسيا وفرنسا وألمانيا وغيرها". 

وبحسب البيان، طلبت الحكومة المصرية 10 محركات إضافية كقطع غيار للطائرات وعدداً من الأنظمة الأمنية والذخيرة والمدافع الرشاشة المدمجة بالطائرة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من قدراتها، مثل نظام تحديد المواقع العالمي المدمج وأنظمة الملاحة بالقصور الذاتي وأنظمة التحذير من الصواريخ، كما تم تضمين البرنامج المصنف لنظام التحذير من الصواريخ المشترك (CMWS) وأجهزة استقبال تحذير الرادار ومجموعات الكشف عن الليزر وأجهزة الراديو عالية التردد ومعدات بقاء الطائرة وأجهزة استقبال النطاق الراديوي متعدد الاتجاهات وأجهزة الرؤية الليلية، وكذلك الأجهزة والخدمات المطلوبة لتنفيذ خيارات إضافية للطائرات مثل روافع الإنقاذ والرافعات والشبكات الخارجية للبضائع وأنظمة سحب الحبل السريع وأنظمة التحميل وأنظمة الوقود ذات المدى الطويل ومعدات الدعم الأرضي ووسائل المساعدة التقنية كافة والعناصر الأخرى ذات الصلة باللوجيستيات ودعم البرامج، ووصلت التكلفة الإجمالية المقدرة للبرنامج 2.6 مليار دولار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعد الصفقة الأخيرة الثالثة منذ بداية العام الحالي، ففي يناير (كانون الثاني) الماضي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الموافقة على بيع رادارات للدفاع الجوي و12 طائرة نقل من طراز "سي- 130 جيه- 30 سوبر هيركوليس" لمصر، إضافة إلى معدات الدعم وقطع الغيار والدعم الفني، بقيمة إجمالية تزيد على 2.5 مليار دولار.

وفي مارس (آذار) الماضي، أعلن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكينزي، اعتزام بلاده تزويد الجيش المصري بمقاتلات "إف- 15"، بعد أعوام طويلة من طلب القاهرة طائرة السيادة الجوية المتطورة، لتدخل البلاد قائمة قصيرة من 6 بلدان فقط تتمتع بميزة استخدام هذه الطائرة التي لا تملكها في المنطقة سوى السعودية وإسرائيل، وانضمت إليهما قطر العام الماضي بصفقة جديدة.

ووقّعت الولايات المتحدة ومصر في أبريل (نيسان) من العام الماضي مذكرة تفاهم لتسهيل تبادل الدعم اللوجيستي العسكري والإمدادات والخدمات، وذكر موقع السفارة الأميركية في القاهرة أن واشنطن تبرم مثل هذه الاتفاقيات مع "الدول الشريكة الرئيسة حول العالم. وتعزز هذه الاتفاقيات ذات المنفعة المتبادلة، القدرة على دعم التدريبات وعمليات حفظ السلام وبعثات الدعم الإنساني وجهود الإغاثة في حالات الكوارث في جميع أنحاء العالم. وتسهل اتفاقيات ومذكرات التفاهم للاستحواذ والخدمات المتبادلة، التشغيل البيني اللوجيستي والتعاون العسكري وجاهزية الوحدات وتعزز عنصر المرونة لقادة العمليات".

إضافة مهمة 

تُعدّ "شينوك" إحدى أهم طائرات النقل العسكرية في العالم، فبإمكانها نقل المركبات والمدافع والجنود والذخيرة بسرعة هائلة، وذكرت وزارة الدفاع الأميركية أن الصفقة ستعمل على "تحسين قدرة الرفع الثقيل في مصر"، في إشارة إلى قدرات الطائرة، التي بإمكانها نقل حمولة يصل وزنها إلى 10886 كيلوغراماً، وباستطاعتها التحليق لمدة تصل إلى 5 ساعات من دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود، نتيجة سعة خزانها التي تصل إلى 3914 لتراً، ويُعدّ طراز "47- إف" من بين الأكثر تقدماً في عمليات الرفع الثقيل حول العالم.

وقال بيان "البنتاغون"، "ستستخدم مصر هذه القدرة المعززة لتطوير دفاعها عن نفسها وردع التهديدات الإقليمية". أضاف، "لن تجد مصر صعوبة في استيعاب هذه المعدات والخدمات في قواتها المسلحة". وأكدت واشنطن أن الصفقة العسكرية "لن تغيّر التوازن العسكري الأساس في المنطقة".

وتستخدم مروحيات "شينوك" بشكل رئيس في نقل الأفراد، ويمكنها حمل ما يصل إلى 35 فرداً، وأنظمة المدفعية والتجهيزات الميدانية بحمولة تصل إلى 12 طناً من المعدات في خطافاتها الخارجية، كما يمكن تعديلها 20 تعديلاً مختلفاً لتعمل في مهمات الإخلاء الطبي بقدرة حمل 24 محفة لنقل المصابين، أو لأغراض الإنسانية ومكافحة الحرائق وإغاثة منكوبي الكوارث والعمليات الخاصة ومهمات الاقتحام والبحث والإنقاذ والدعم اللوجيستي. وفي أغسطس (آب) من العام الماضي، شاركت مروحيات "شينوك" المصرية في عملية إخماد حرائق الغابات باليونان.

ويرى الباحث المصري هاني الأعصر، مدير المركز الوطني للدراسات في القاهرة، أن صفقات الأسلحة الأميركية تعكس إدراك إدارة الرئيس جو بايدن أهمية مصر كحليف استراتيجي للولايات المتحدة، وما قد يحدث من خلافات أو ضغوط، بمثابة  تحديات عابرة لعلاقة مستمرة ومتينة واستراتيجية بين الجانبين"، مضيفاً، "الطائرات وغيرها من الأسلحة والصفقات الأخيرة تدل على أن مصر واحدة من الحلفاء الأقوياء لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط، بالتالي لا يمكن التخلي عنها في ملفات مثل التسليح وما شابه، وإلا سيؤدي ذلك إلى تفكك الحلفاء الاستراتيجيين الأقوياء لواشنطن في المنطقة، والتوجه نحو منافسي أميركا مثل بكين وموسكو، وهو ما ليس مطلوباً بالنسبة إلى الأميركيين في هذا التوقيت".

وقال الأعصر إنه بالنظر إلى إنشاء الجيش المصري "قوات التدخل السريع" المحمولة جواً عام 2014 كأحد أفرع القوات المسلحة، للعمل على مواجهة المخاطر والتهديدات الإرهابية المحتملة داخل البلاد وخارجها، ستمثل الطائرة "شينوك" إضافة مهمة للجيش المصري في ضوء أهمية الطائرة الأميركية في عمليات الإبرار الجوي للقوات الخاصة وقدرات النقل التكتيكي والدعم السريع، فالمروحيات مخصصة لتزويد القوات بالدعم والذخيرة والسلاح، فضلاً عن كونها الخيار الأفضل لحركة القوات الخاصة ومهمات نقلها، إذ يستخدمها 20 من أقوى الجيوش حول العالم.

واعتبر الباحث أن اتجاه مصر إلى تعزيز قدراتها من طائرات النقل التكتيكي أخيراً يرتبط بطبيعة التحديات التي تواجهها حالياً، مضيفاً، "منذ عقود، كانت مصر وغيرها من البلدان تواجه تحديات مرتبطة بالحروب التقليدية المحتملة طوال الوقت، وحالياً ظهرت الحروب الهجينة والمخاطر غير التقليدية وعلى رأسها الإرهاب، والقوات المسلحة منخرطة في مكافحته، ونمط التسليح يختلف وفقاً للأهداف الاستراتيجية للدولة، ومن هنا ستسهم (شينوك) وغيرها من طائرات النقل في إمداد قوات مكافحة الإرهاب بالعون". وأكد أن صفقات الأسلحة الأميركية الأخيرة تعكس أهمية العلاقة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن، إذ تدرك الأخيرة أهمية مصر كحليف استراتيجي، بينما تدرك الأولى أهمية تنسيقها مع الولايات المتحدة كقوة عظمى، و"الموافقة في الوقت الحالي على الصفقة التي طُلبت منذ فترة، تعكس رغبة إدارة بايدن بالإبقاء على حلفائها وتعزيز علاقاتها في السياق الدولي الراهن".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير