عندما انتخب كير ستارمر زعيماً لحزب العمال، عرفنا أن علينا أن نفعل ثلاثة أشياء: استعادة الحق في أن يسمع صوتنا، بعدما كلفتنا أزمات مثل الجدل حول معاداة السامية ثقة العديد من البريطانيين ودعمهم؛ والبدء في إعادة بناء قاعدة حزب العمال في كل أمة ومنطقة في المملكة المتحدة، لإظهار الاختلاف الذي يحدثه حزب العمال حين يتولى السلطة؛ ووضع رؤية لبريطانيا، مدعومة بخطط ملموسة يثق الناس في قدرتنا على الوفاء بها. باختصار، كان علينا أن نكون بديلاً عن الحزب الحاكم، وليس مجرد معارضة.
تشكل مكاسب حزب العمال نقطة تحول لحزبنا. وبكلمات بسيطة، حزب العمال الذي يستطيع الفوز في ورثينغ وواندسوورث وكامبرلاند (وهي معاقل للمحافظين) هو حزب يستطيع توحيد البلاد ومساعدة البريطانيين على المضي قدماً بعد عقد من الظلام [التخبط] والانقسام. وبطبيعة الحال، ثمة جهد إضافي يجب بذله. لكن بريطانيا تحتاج إلى حكومة تحمل لمجتمعاتنا المحلية وبلادنا طموحات توازي طموحات شعبها.
لقد فاز بوريس جونسون في الانتخابات الأخيرة بوعد بالمضي قدماً، لكن كل ما قام به منذ ذلك الوقت كان سبباً في دفعنا إلى الوراء. قال إنه سيرفع مستويات المعيشة، لكنه رفع الضرائب بدلاً من ذلك. وقال إنه سيضع أولويات الناس في المقدمة، لكن في أول مناسبة سنحت، دعم أرباح كبار منتجي النفط والغاز على حساب العائلات التي تواجه فواتير مرتفعة جداً في مجال الطاقة.
وقال إن كل جزء من بريطانيا سيشعر بمنافع [ثمرات] الانتعاش، لكنه ألغى مبادرة "نورثرن باورهاوس للسكك الحديد" (مشروع إنشاء خط سكك حديد للقطارات السريعة في شمال إنجلترا) وقلص إلى النصف الصندوق المخصص لمبادرة "العودة الفضلى إلى التنقل بالحافلات" (الاستراتيجية الوطنية لتقديم خدمات حافلات أفضل للركاب في جميع أنحاء إنجلترا). كان زمناً لازدهار المحتالين وذوي العلاقات الوثيقة مع الوزراء؛ بالنسبة إلى الجميع غيرهم، كانت حالة من التساؤل حول المغزى من هذه الحكومة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحين قال جونسون إنه سوف "يعيد كتابة كتاب القواعد"، لم نعتقد بأنه قصد أنه سيضع قاعدة لنفسه وأصدقائه وأخرى لسائر البريطانيين. لا عجب إذاً، بعدما تبين أن خطته المنتظرة منذ وقت طويل المخصصة لتحقيق المساواة اقتصرت على درس تاريخي [إبداء الرأي أو موعظة] من 300 صفحة حول صعود الإمبراطورية الرومانية وسقوطها، أن المحافظين تخلوا عن وعدهم الانتخابي الرئيس.
بالنسبة إلى حزب العمال، هذه نهاية فصل وبداية فصل آخر. بوسعنا أن نفخر بما قمنا به لإعادة البناء والتجديد، واستعادة الثقة، وإرساء أسس الانتخابات العامة المقبلة. فالمحافظون لن يفوا بالوعد البريطاني، لذلك يتعين علينا أن نفعل ذلك. وهناك إمكانات هائلة في كل جزء من هذا البلد. لنتخيل معاً ما الذي قد يتحقق مع حكومة –حكومة عمالية– تؤمن ببريطانيا، وتملك خطة لمطابقة الطموح الذي يحمله شعبنا.
ستكون مهمتنا المحددة ما يلي: الانطلاق والكفاح من أجل البلد الذي نستطيع أن نكونه. وسيظهر حزب العمال أننا الحزب الذي يركز تماماً على مساعدة العاملين في مواجهة التحديات القريبة الأجل والبعيدة الأجل التي تواجه البلاد. وسنخطط لإعادة الوظائف الجيدة إلى بلداتنا الساحلية والصناعية، وربط قرانا وبلداتنا ومدننا بأنظمة نقل لائقة ظلت محرومة منها لفترة طويلة – ما يعيد ربط الناس بأصدقائهم وعائلاتهم ووظائفهم ومدارسهم.
سندعم شبابنا، ونستثمر في جيلهم حتى يتمكنوا من دفعنا خلال القرن المقبل مثلما دفعنا آباؤهم وأجدادهم خلال القرن الأخير؛ وسنسد الثغرات بين بلداتنا ومدننا ومناطقنا، حتى يسهم كل جزء من هذا البلد في نجاح بريطانيا ويشارك في هذا النجاح.
لقد فعلنا ذلك من قبل. تفويض السلطة إلى اسكتلندا وويلز، وإعادة بناء مدننا الشمالية العظيمة بعد اضمحلال وانحدار تسببت بهما حكومات المحافظين المتعاقبة، وإظهار الزعامة العالمية في التعامل مع تغير المناخ، وانتشال مليون طفل من براثن الفقر من أجل إنهاء الإهدار الكبير والمأساوي للإمكانات البشرية. هذه هي الطريقة التي نعرف أننا نستطيع من خلالها تكرار إنجازاتنا.
حزب العمال في طريقه إلى العودة [إلى السلطة]. نحن عازمون الآن على أن نعمل بسرعة وعلى ضمان أن تفعل بريطانيا ذلك [تسلك طريق التعافي] أيضاً.
*ليزا ناندي وزيرة الدولة لشؤون تحقيق المساواة والإسكان والمجتمعات المحلية في حكومة الظل، وعضو البرلمان عن ويغان
© The Independent