ارتفعت أسعار النفط في تداولات الخميس، 21 أبريل (نيسان)، بأكثر من دولارين، بعد أن طغت المخاوف من ضعف الإمدادات على تراجع الطلب المتوقع، وتجاوز سعر خام برنت القياسي العالمي 108 دولارات للبرميل. وقال كبير محللي السوق في شركة "أواندا" الأميركية جيفري هالي، "ما زلت أتوقع أن يظل خام برنت في نطاق متقلب يتراوح بين 100 و120 دولاراً، وغرب تكساس الوسيط في نطاق 95 إلى 115 دولاراً"، في وقت تتجه ألمانيا لوقف وارداتها من النفط الروسي بنهاية العام الحالي، وتحاول أوروبا خفض اعتمادها على الخام الروسي، وقال محللون، إن تقلبات السوق ستزيد على الأرجح من جديد قريباً، إذ لا يزال الاتحاد الأوروبي يدرس حظر واردات النفط الروسية بسبب الحرب الأوكرانية.
وأعلنت ليبيا، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، أنها تخسر أكثر من 550 ألف برميل يومياً من إنتاجها النفطي بسبب حصار حقول نفط كبيرة ومرافئ تصدير، كما لا تزال توقعات الطلب في الصين تلقي بظلالها على السوق، مع تخفيف بكين، أكبر مستورد للنفط في العالم، تدريجياً القيود المفروضة لمكافحة جائحة "كوفيد-19" التي أضرت بشدة بنشاط قطاع الصناعات التحويلية وسلاسل الإمداد العالمية.
لكن السوق لا تزال متوازنة مع سعي تكتل "أوبك+"، الذي يضم "أوبك" وحلفاء منهم روسيا، إلى الالتزام بأهداف الإنتاج المحددة وانخفاض مخزونات الخام الأميركية بشدة في الأسبوع المنتهي في 15 أبريل.
الدنمارك تعلن خطة
إلى ذلك، عرضت الدنمارك خريطة طريق ترمي إلى وضع حد لاعتمادها على الغاز الروسي من خلال تعزيز مصادر الطاقة المتجددة والغاز الحيوي وعلى إنتاج الغاز محلياً، وفي حين يرفض الاتحاد الأوروبي إلى الآن فرض حظر على النفط والغاز الروسيين على خلفية النزاع الدائر في أوكرانيا، يسعى التكتل إلى وقف استيراد الغاز من البلاد، نهاية العام، وكشفت دول في الاتحاد الأوروبي النقاب عن خطط إفرادية للحد من استعمالها الوقود الأحفوري الروسي، وتتضمّن الخطة التي أعلنتها الحكومة الدنماركية تحويل نصف الأسر التي تعتمد على الغاز وسيلة للتدفئة والبالغ عددها الإجمالي 400 ألف إلى وسائل أخرى تعتمد على شبكات تدفئة في المقاطعات أو مضخات حرارية كهربائية بحلول عام 2028، وفي ما يتعلق بأسر أخرى وبشركات تجارية، تعتزم الحكومة إنتاج الغاز الحيوي (BIOGAS) من مصادر طاقة متجددة "بما يضمن تحررنا من بوتين"، وفق ما أعلن وزير المناخ والطاقة دان يورغنسن في مؤتمر صحافي.
وعزّزت الحكومة برنامجها لتطوير الطاقة المتجددة، وأعلنت أنها تعتزم زيادة محطات الطاقة الشمسية والمزارع الريحية الأرضية بمعدل أربعة أضعاف، وتولد الدنمارك نصف طاقتها الكهربائية من الرياح، وقالت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، "نريد تطوير مصادر الطاقة المتجددة بأكبر قدر ممكن وبذكاء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويشكل الغاز 18 في المئة من الطاقة المستهلكة سنوياً في الدنمارك، وفي عام 2019 أنتج محلياً 75 في المئة من الغاز المستهلك في البلاد، وكانت روسيا إحدى الجهات الأساسية المصدرة للغاز الطبيعي إلى الدنمارك، وفق وكالة الطاقة الدنماركية، وأعلنت الحكومة أنها تعتزم البحث في إمكان زيادة إنتاج الغاز بشكل مؤقت في حقول يتم استغلالها حالياً في بحر الشمال.
صادرات النفط الأميركي
على صعيد متصل، صدرت أميركا أكبر كميات من الخام والمنتجات البترولية في تاريخها خلال الأسبوع الماضي، حيث تعمل الدول في مختلف أنحاء العالم على استبدال الإمدادات الروسية في أعقاب الحرب، وارتفعت الصادرات إلى مستوى قياسي أسبوعي قدره 10.6 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع المنتهي في 15 أبريل، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية وفقا لما ذكرته "بلومبيرغ"، كما تفوقت صادرات الولايات المتحدة على وارداتها بأكثر من أي وقت مضى، وفق البيانات الحكومية المسجلة منذ عام 1990، وبذلك تصبح واشنطن ملاذاً أخيراً لتوريد الطاقة بعد أن دفعت حرب أوكرانيا المشترين إلى اللجوء إليها للحصول على كل شيء من النفط الخام ووقود السيارات والغاز الطبيعي المسال.
وكانت معظم الشركات الغربية سحبت استثماراتها من روسيا وقطعت العلاقات مع شركات الطاقة والتجارة فيها، وفرضت حكومات عدة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، عقوبات على واردات النفط.
وتساعد قفزة الصادرات بصورة شاملة أيضاً على استنزاف المخزونات في أميركا ورفع الأسعار، وهوت مخزونات الخام الأميركية، الأسبوع الماضي، بأكثر من ثمانية ملايين برميل، وهو أبرز هبوط منذ يناير (كانون الثاني) 2021.
استقالة رئيس مجموعة النفط الروسية
إلى ذلك، استقال رئيس المجموعة النفطية العملاقة "لوك أويل" فاغيت أليكبيروف، كما أعلنت الشركة التي كانت قد دعت مطلع مارس (آذار) إلى وقف هجوم الكرملين في أوكرانيا بسرعة، وقال بيان للمجموعة الثانية في قطاع النفط الروسي، إن "رئيس وعضو مجلس إدارة لوك أويل أليكبيروف أعلن قراره الاستقالة من مناصبه"، وتأتي الاستقالة بعد أسبوع من إدراج اسم الملياردير على لائحة الشخصيات الروسية التي فرضت عليها بريطانيا عقوبات، وكانت المجموعة الخاصة دعت في بداية مارس، بعد أسبوع من دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، وبينما كان الغرب يعزز العقوبات، إلى وقف الهجوم الروسي بسرعة في هذا البلد.
ويشغل أليكبيروف (71 عاماً) بثروته التي تقدر بـ10.5 مليار دولار المرتبة العاشرة على لائحة أثرياء روسيا، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على قطاع الطاقة الروسي بينما لا يزال الاتحاد الأوروبي الذي يعتمد إلى حد كبير على المحروقات الروسية متردداً، وفرض الغرب عقوبات على عدد من الأثرياء القريبين من السلطة وجمَد أصولهم، وأليكبيروف هو أول رئيس لمجموعة على هذا المستوى في قطاع المحروقات يستقيل، وأدت العقوبات المفروضة على ملياردير آخر هو رومان أبراموفيتش إلى طرح نادي تشيلسي الذي اشتراه في 2003 للبيع.