Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سينما "الحرب الروسية"... خيال أسود يتحول إلى واقع

رعب وحب وندم ودمار شامل... موسكو كانت طرفاً رئيساً في أفلام الحروب النووية

مشهد من فيلم "اليوم التالي" (موقع الفيلم)

مثلما كانت الحربان العالميتان الأولى والثانية مادة خصبة لتقديم أعمال سينمائية لا تُنسى، فالحرب العالمية الثالثة، ظلت تراود خيال السينمائيين، وبدت الأفلام في هذا الصدد وكأنها كانت تتنبأ بصراع حاسم بين روسيا من جهة والغرب والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى.

ويبدو أن بعض زعماء السياسة يتسابقون على تحقيق تصورات السينمائيين الأكثر تشاؤماً، فمنذ اندلعت الحرب الروسية ضد أوكرانيا قبل شهرين تقريباً، كانت "المخاوف النووية" حاضرة، بحديث متواصل عن اشتباكات في محيط مفاعل تشيرنوبل، ومن ثم تزايدت نسبة الإشعاعات في تلك المنطقة بشكل قياسي، فالنووي الذي يلوح في الأفق لم يعُد خيالاً صرفاً أو مبالغة في التقديرات، بخاصة مع تواتر توقعات مراقبين بأن يتسع نطاق تلك المواجهة، ما ينذر بحرب عالمية ثالثة، أو أنها ستُحسم باستخدام السلاح النووي على الأرجح.

روسيا طرف رئيس

إذا كانت روسيا طرفاً رئيساً في الصراع الدائر على أرض الواقع الآن، فهي أيضاً كانت المحرك الأساسي للأحداث على شاشات السينما، تلك الأحداث المتخيلة، التي لم يكُن أحد يتمنى تحقيقها، بمن فيهم صانعوها أنفسهم، ومن بين أبرز الأمثلة هنا فيلم "The Day After"  إنتاج 1983، للمخرج نيكولاس ماير، ودارت أحداثه حول أزمة عاصفة بين قوات حلف "الناتو" وروسيا، لتندلع حرب نووية بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية. واستعرض الفيلم الذعر والرعب الذي حل بسكان عدد من الولايات جراء هذا التصعيد، بخاصة الولايات الواقعة بجوار محطات الصواريخ النووية.

أيضاً، يُعدّ فيلم "Fail Safe" الذي عرض في أكثر من نسخة، بينها نسخة المخرج سيدني لوميت عام 1964، من بين الأفلام التي تخيلت سيناريو للصدام بين روسيا والغرب، حيث تقع أخطاء عدة، ينتج منها إرسال قاذفات القنابل الأميركية لتدمير العاصمة الروسية موسكو بالسلاح النووي، وفي محاولة منه للتكفير عن الخطأ ولتجنب وقوع حرب عالمية جديدة، يدمر الجانب الأميركي مدينة نيويورك بقنبلة نووية.

وبين الرومانسية البريئة وقسوة الحرب، جاء فيلم "Miracle Mile"  الذي عرض عام 1988، تنشأ علاقة حب سريعة بين شابين، ثم تسري الأنباء التي تتحدث عن حرب نووية ستقع خلال ساعات بين الولايات المتحدة وروسيا، فيما المدينة على رأس المناطق التي ستتأثر بالضربات، ويحاول الشاب البحث بشكل سريع عن حبيبته كي ينقذها من الوضع المأساوي الوشيك، وتسبح المدينة بأكملها في بحر من الرعب والجنون، والجميع يسارع الوقت للهروب من المصير الكارثي، والفيلم من إخراج ستيف دي جارنيت.

وعام 1995، عُرض أحد أشهر أفلام العميل جيمس بوند "GoldenEye" بطولة بيرس بروسنان، وتأليف إيان فيلمنغ وإخراج مارتن كامبل، فكان العميل 007 يسعى إلى التصدي لوكالة إجرامية روسية تمكنت من سرقة سلاح قاتل، يطلق أشعة مدمرة من الأقمار الاصطناعية إلى الأرض، ويحاول جيمس بوند منع الكارثة.

للصين نصيب

الصين أيضاً كان لها نصيب من تلك الاتهامات، إذ كانت ضيفاً أساسياً على عدد من الأفلام التي تستعرض كيف يمكن أن تكون الحياة على كوكب الأرض بعد أن تندلع حرب عالمية ثالثة، وبينها "On the Beach"  الذي عرض عام 1959 من إخراج ستانلي كرامر، فكان قطبا الحرب هما الصين والولايات المتحدة الأميركية، وقضت المعارك على عشرات الملايين من البشر في نصف الكرة الشمالي، بينما الأمل في النجاة كان في النصف الجنوبي، وإن كان من المتوقع أن يصل إليه الغبار النووي أيضاً. وعلى الرغم من ذلك، تصل بعض الإشارات من الجانب الشمالي بأنه ربما يكون هناك بعض الناجين، ويستعرض الفيلم الصراع الإنساني وكيف تكون خيارات البشر حينما يكونون على وشك الموت، وهل سيتمسكون بعلاقات الحب ويحاولون مساعدة غيرهم أو أن النجاة بالنفس هي الشغل الشاغل لكل منهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك لم يسلم عالم "الكرتون" من هذا الخيال الأسود، إذ جسّد فيلم "When the Wind Blows" حياة زوجين مسنين في إنجلترا وهما يكافحان من أجل البقاء على قيد الحياة إثر هجوم نووي شامل، من خلال محاولة التزام التعليمات المكتوبة التي وزعتها الحكومة، فيتمكّنان من بناء ملجأ، ويأملان في تجنب التلوث الإشعاعي المدمر.

والكوميديا السوداء أيضاً كانت لها كلمة في الحرب النووية المتخيلة بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي من خلال فيلم ستانلي كوبريك "Dr. Strangelove" عام 1964، إذ يستعرض الفيلم التوتر الذي يحيط بالمسؤولين حينما يقرر جنرال أميركي شن هجوم نووي على روسيا بسبب اعتقاده بسعي الروس إلى تسميم سكان الولايات المتحدة عن طريق مياه الشرب.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما