Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"العاصوف" يحيي ذكرى مريرة للسعوديين مع رجال الشرطة الدينية

أكاديمي سعودي يعتبر ما عُرض ليس سوى "غيض من فيض"

البوستر الخاص بالمسلسل السعودي العاصوف (إم بي سي)

على الرغم من أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية) في السعودية، لم يعد لها دور أكثر من نشر منشورات التوعية والدعوة والإرشاد، فإن الحديث عما مضى من هفوات بعض رجالها لم ينقطع. آخر ما أحيا ذلك الماضي المرير بالنسبة لشريحة كبيرة من السعوديين هو المسلسل الشهير "العاصوف 3" الذي أشعل الذكرى من جديد في مشاهد صادمة لا تبدو للمُشاهد الطارئ أنها بالفعل واقعية.

ويعرض المسلسل في جزئه الثالث مشاهد كيف أن رجال الشرطة الدينية في حقبة التسعينيات يطوفون على الناس في الشوارع والأسواق بسلطة مُطلقة، ويُرافقهم الجنود والعصيّ والسيارات ذات الدفع الرباعي. وكانت تفرض بسلطتها ما تراه آداباً من وجهة نظرها على الناس، إذ كانت تُلاحق النساء للتأكد من ارتداء العباءة السوداء الفضفاضة، وتطبيق قواعد أخرى من منع الاختلاط بين الجنسين، إلى التأكد من إغلاق المحلات وقت الصلاة، إلى نوع قَصّة الشبان، وقواعد أخرى لا ينجو مرتكبها من شدة الحساب.

بدأت القصة حين أثارت حلقة من حلقات الجزء الثالث الجدل والشكوك حول ممارسات الشرطة الدينية، ما دفع أحدهم لكتابة "أصحيحٌ كان يحدث هذا؟"، تعليقاً على مشهد صادم حين التقى بطل المسلسل ناصر القصبي برجل آخر وآثار الدماء على وجهه ويده مقيدة من جانب رجال الشرطة الدينية.

حول هذا المشهد المأساوي تعلق ديما، وهي مغردة تضع علم بلادها بجوار اسمها، "صدمتي في (العاصوف) لا تُوصف... معقولة، كانوا الهيئة يسوون في الناس كذا؟". وكانت هذه الحلقة وحلقات أخرى قد أثارت كثيراً من الانتقادات.

وفي معرض حديث طويل وتجارب عديدة من الناس الذين عاشوا حقبة ما قبل 2016، وهو العام الذي قيدت فيه صلاحيات الشرطة الدينية، يرد الكاتب والروائي السعودي تركي الحمد على المشكيين بقوله، "ما عُرض في مسلسل (العاصوف) غيض من فيض"، معتبراً أن "كثيراً من متابعي مسلسل (العاصوف)، يشككون في صدقية الأحداث التي يعرضها المسلسل حول وحشية الهيئة أيام (الصحوة)".

وأضاف في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر": "ولكن تلك أيام عشناها، ولا يُقال (قيل لنا)، وما عُرض هو غيض من فيض".

وتابع قائلاً: "ببساطة، كانت أيام إرهاب علني بكل معنى الكلمة، وكان المجتمع عاجزاً عن المقاومة في ظل تغلغلهم في أجهزة الدولة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولم يكن الحمد وحده من لفتته المشاهد، إذ ثمّة جمع كبير من المغردين بدأوا في عرض مواقفهم مع الجهاز المثير للجدل.

يقول عبد الرحمن الرمال، وهو صحافي متخصص في عالم السيارات، "بمناسبة حلقة (العاصوف 3) اليوم، هذه حادثة لي مُوثّقة قبل 10 سنوات في 2012".

ويواصل الصحافي الذي شارك صوراً ووثائق لإثبات قصّته، أطلق عليها "رحلة في جمس الهيئة"، وأرفق إيموجي ضاحكاً.

لكن التهمة التي دفعت رجال الهيئة لإرغامه على الركوب واقتياده للمركز هي "الجلوس على المكتب وقت الصلاة"، على حد قوله.

( الجلوس على المكاتب وقت الصلاة ! ) #اغلاق_المحلات_وقت_الصلاة pic.twitter.com/zAdLZWNG9Q

قد يكون المسلسل التلفزيوني الذي تعرضه "أم بي سي" قد أثار في حلقته جراحاً قديمة مثل تلك الحادثة التي شهدتها مكة غرب البلاد حين شب حريق في مدرسة للبنات، وما إن وصل رجال الإنقاذ لإخراج الفتيات ومساعدتهن حتى وجدوا رجال الهيئة على الأبواب رافضين دخولهم بسبب "عدم وجود محرم" تلك قصة شهيرة يعرفها السعوديون، وأعاد روايتها مغرد سعودي.

لم يكن يسير رجال الهيئة وحدهم في تلك الحقبة التي سادوا فيها، ثمّة قنوات متلفزة وصحف وراءهم تروي حركاتهم وسكناتهم.

وجاء في تغريدة لفتاة تدعى بينه الشمري مقطع من قناة "الاقتصادية" التي أغلقت أخيراً، وهي تابعة لقطاع الإعلام الحكومي، وفي مقطع الفيديو المتداول رجل هيئة ينتقد شاباً في العشرينيات من عمره لأنه يرتدي قميصاً أسودَ وسواراً في يده.

فيما لا تزال قصة أخرى أكثر مأساوية تروى عند ذكر رجال الهيئة، حين تسبب رجالها في وفاة شابين في اليوم الوطني للبلاد بعد مطاردة انتهت باصطدام فوق أحد الجسور، لتهوي بهم السيارة قبل أن يفارقا الحياة.

المسلسل في أجزائه الثلاثة يجسد حياة البلاد في حقبة السبعينيات والثمانينيات وما تلاها من عقود وقيود بدأت السعودية الجديدة تتحرر منها.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون