Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معركة كبيرة تلوح بالأفق في شرق أوكرانيا والمستشار النمساوي يلتقي بوتين

سماع دوي انفجارات قوية في خاركيف وميكولايف وألمانيا تشهد تظاهرات مؤيدة للروس

فشلت روسيا في السيطرة على أي مدينة رئيسية منذ الهجوم الذي بدأته في 24 فبراير (رويترز)

واصلت القوات الروسية قصف أهداف في شرق أوكرانيا، يوم الأحد، بالصواريخ والمدفعية في وقت يعتزم فيه المستشار النمساوي لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بينما قالت واشنطن إنها ستلبي طلب كييف مزيداً من المساعدات العسكرية من خلال توفير "الأسلحة التي تحتاجها" للدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا.

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية الأحد أن سلسلة انفجارات قوية سُمع دويها في مدينتي خاركيف في الشمال الشرقي وميكولايف القريبة من البحر الأسود في الجزء الجنوبي من البلاد.

وقال المستشار النمساوي كارل نيهامر إنه سيلتقي ببوتين اليوم الاثنين في موسكو وسيكون أول زعيم من الاتحاد الأوروبي يجلس وجهاً لوجه مع بوتين منذ بدء الهجوم في 24 فبراير (شباط).

وكتب نيهامر على "تويتر" يقول "نحن محايدون عسكرياً، لكن لدينا موقفاً واضحاً حيال العدوان الروسي على أوكرانيا... يجب أن يتوقف! هناك حاجة لممرات إنسانية ووقف لإطلاق النار وتحقيق شامل في جرائم حرب".

والتقى نيهامر بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف السبت وهو اليوم ذاته الذي التقى معه أيضاً رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وتعهد بأن يزود أوكرانيا بـ120 عربة مدرعة وأنظمة صواريخ مضادة للسفن.

وفشلت روسيا في السيطرة على أي مدينة رئيسية منذ الهجوم الذي بدأته في 24 فبراير لكن أوكرانيا تقول إن موسكو تحشد قواتها في الشرق لشن هجوم كبير وحثت الناس على الفرار.

وقال مسؤولون إن القوات الروسية أطلقت صواريخ على منطقتي لوغانسك ودنيبروبتروفسك في أوكرانيا الأحد. وقال فالنتين ريزنيشنكو حاكم منطقة دنيبروبتروفسك بوسط البلاد إن الصواريخ دمرت المطار بالكامل في مدينة دنيبرو.

وقالت وزارة الدفاع الروسية الأحد إن صواريخ عالية الدقة دمرت مقر كتيبة دنيبرو في بلدة زفونتسكي. 

مطالبات بتقديم أسلحة

منذ بدء الهجوم الروسي ناشد زيلينسكي القوى الغربية تقديم مزيد من المساعدات الدفاعية ومعاقبة موسكو بعقوبات صارمة تشمل حظراً على صادرات الطاقة الروسية.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لشبكة (إيه.بي.سي نيوز) "سنزود أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها لصد الروس من أجل منعهم من الاستيلاء على مزيد من المدن والبلدات".

وفي مقتطفات من مقابلة مع برنامج "60 دقيقة"، عبر زيلينسكي للشبكة نفسها عن ثقته في قواته المسلحة لكن "لسوء الطالع ليس لدي ثقة بأننا سنحصل على كل ما نحتاجه" من الولايات المتحدة.

وقبل ذلك قال زيلينسكي على "تويتر" إنه تحدث هاتفياً إلى المستشار الألماني أولاف شولتس بشأن فرض عقوبات إضافية علاوة على تقديم المزيد من الدعم الدفاعي والمالي لبلاده.

وذكر مكتب زيلينسكي أن الرئيس ناقش مع مسؤولين أوكرانيين مقترحات كييف لفرض مجموعة جديدة من عقوبات الاتحاد الأوروبي.

وجدد زيلينسكي في خطاب ألقاه عبر الفيديو في ساعة متأخرة من مساء السبت مناشدته بفرض حظر كامل على منتجات الطاقة الروسية وإمداد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة.

وكان الاتحاد الأوروبي فرض يوم الجمعة حظراً على استيراد الفحم والخشب والمواد الكيماوية وغيرها من المنتجات الروسية، لكن واردات النفط والغاز من روسيا ما زالت كما هي.

عقوبات جديدة

وفجّر تزايد الضحايا المدنيين إدانات دولية واسعة النطاق وأدى لفرض عقوبات جديدة.

وقال مسؤول أوكراني إنه تم العثور على مقبرة تضم جثتين لمدنيين على الأقل في قرية بوزوفا بالقرب من كييف، في أحدث اكتشاف من نوعه منذ الانسحاب الروسي من مناطق في شمال العاصمة.

وقال سوليفان الأحد إنه يتوقع أن يعمد الجنرال الروسي المعيّن حديثاً للإشراف على العمليات في أوكرانيا إلى تدبير جرائم وأعمال وحشية بحق المدنيين الأوكرانيين. ولم يذكر سوليفان أي دليل.

ورفضت روسيا مزاعم أوكرانيا والدول الغربية بارتكاب جرائم حرب. ونفت استهداف مدنيين فيما تسميه "عملية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا و"القضاء على النازيين" فيها. ورفضت أوكرانيا والدول الغربية ذلك باعتباره ذريعة لا أساس لها لشن حرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأجبر الهجوم الروسي نحو ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة على ترك منازلهم، وحول المدن إلى أنقاض وتسبب في قتل أو جرح الآلاف.

قصف عنيف

تتعرض بعض المدن في الشرق لقصف عنيف ولا يستطيع عشرات الآلاف المغادرة. وصارت دعوات المسؤولين الأوكرانيين للمدنيين بالفرار أكثر إلحاحاً بعد هجوم صاروخي يوم الجمعة على محطة قطارات في مدينة كراماتورسك بمنطقة دونيتسك، كانت مكتظة بالنساء والأطفال وكبار السن الذين يحاولون المغادرة.

وقال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونتسك الأحد إن عدد القتلى جراء ضربة صاروخية على محطة قطارات في مدينة كراماتورسك الأوكرانية ارتفع إلى 57.وأضاف أن 109 أشخاص أصيبوا في الهجوم الذي ألقت أوكرانيا بالمسؤولية عنه على روسيا.

ونفت روسيا مسؤوليتها قائلة إن طراز الصواريخ المستخدمة في الهجوم لا يستخدمه سوى الجيش الأوكراني.

وكتب حاكم المنطقة سيرهي جايداي على تطبيق "تليغرام" قائلاً إنه سيكون هناك تسعة قطارات متوفرة الأحد لمغادرة سكان منطقة لوغانسك.

وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن 2824 تم إجلاؤهم الأحد عبر ممرات إنسانية بينهم 213 من ماريوبول التي تقبع تحت حصار منذ أسابيع.

ودعا البابا فرنسيس إلى هدنة في عيد القيامة بأوكرانيا وأدان "حماقة الحرب" أثناء رئاسته قداس أحد الشعانين (أحد السعف) في ساحة القديس بطرس أمام عشرات الآلاف من الزوار.

وتساءل، في إشارة على ما يبدو إلى روسيا، "أي نوع من النصر هذا الذي يرفع علما فوق كومة من الأنقاض؟".

وخلال عظة في موسكو الأحد، دعا البطريرك كيريل رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، والحليف المقرب للرئيس فلاديمير بوتين، الناس إلى الالتفاف حول السلطات.

تظاهرات مؤيدة للروس في ألمانيا

شهدت ألمانيا في نهاية الأسبوع تظاهرات عدة مثيرة للجدل دعت إليها الجالية الكبيرة للناطقين بالروسية في البلاد والتي تعتبر أنها تتعرّض للتمييز منذ بدء الهجوم الروسي.

والأحد شارك نحو 800 شخص، بحسب الشرطة، في تظاهرة في وسط فرانكفورت رافعين الأعلام الروسية، في تحرّك "ضد الحقد والإساءة"، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وشارك 600 شخص في تجمّع مماثل نظّم بشكل متزامن في هانوفر في شمال البلاد، دعا إليه أفراد في الجالية الناطقة بالروسية، وفق ما أفادت الشرطة المحلية.

والسبت نُظّمت تظاهرتان مماثلتان في ليوبيك (شمال) بمشاركة 150 شخصاً وفق الشرطة، وفي شتوتغارت (جنوب-غرب).

في فرانكفورت، تجمّع المتظاهرون بادئ الأمر في شارع المصارف في المدينة تحت رقابة أمنية مشددة.

وانطلق المشاركون في التظاهرة المؤيدة لروسيا في مسيرة نحو أكبر مدفن في المدينة لوضع الزهور عند السياج تكريما لجنود سوفياتيين سقطوا في الحرب العالمية الثانية. وتصدّرت المسيرة لافتة كبرى كتب عليها "حقيقة وتنوّع آراء وليس دعاية".

في هانوفر حيث انطلق متظاهرون مؤيدون للروس في موكب بالسيارات تحت مراقبة الشرطة، نُظّمت تظاهرة مقابلة شارك فيها 3500 شخص تحت شعار "دعم أوكرانيا"، وفق الشرطة.

والسبت منعت قوات الأمن في ليوبيك موكباً مماثلاً لنحو ستين سيارة من المضي قدما بسبب "مخالفة التشريعات" المرعية الإجراء، خصوصاً في ما يتعلّق بـ"إبداء التأييد للحرب العدوانية التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا واستخدام رموز محظورة"، وفق الشرطة المحلية.

وتخشى السلطات الألمانية تمدّد النزاع الروسي الأوكراني إلى أراضي البلاد.

وعارض سفير أوكرانيا لدى ألمانيا أندريه ميلنيك بشدة الضوء الأخضر الذي أعطته السلطات الألمانية لتنظيم المسيرات، واصفاً ذلك بأنه "عار كبير" على البلاد. وقال ميلنيك إن ذلك يعد "إعلان فشل" لسياسة الحكومة تجاه موسكو التي رأى أنها متأرجحة.

المزيد من الأخبار