Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

آمال عريضة بإنهاء الحرب في اليمن مع بدء سريان الهدنة

ترحيب محلي ودولي واسع بوقف العمليات العسكرية واتخاذ إجراءات تخفف معاناة السكان

حالة من التفاؤل تسود الشارع اليمني مع إعلان طرفي الحرب التوصل لهدنة إنسانية لمدة شهرين قابلة للتمديد متبوعة بعدد من الإجراءات من بينها فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وإطلاق جميع الأسرى والمعتقلين في خطوة تهدف للتخفيف من آثار المعاناة الإنسانية، على أمل أن تهيئ هذه الإجراءات الظروف الموضوعية للتوصل لحل سياسي شامل ينهي الحرب الدائرة في البلد المنهك منذ ثماني سنوات. 

وعقب إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمس، استجابة أطراف النزاع لمقترح الدخول في هدنة اليوم السبت 2 أبريل (نيسان) الساعة 19:00 الذي يوافق أول أيام شهر رمضان، قوبل هذا الإعلان بترحيب محلي وإقليمي ودولي واسع عبرت عنه الحكومة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها فيما رحبت بالخطوة الولايات المتحدة وإيران وتركيا وبريطانيا وسلطنة عمان وغيرها. 

إسكات آلة الحرب

يأتي إعلان الهدنة عقب سلسلة من اللقاءات والمفاوضات التي قام بها المبعوث الأممي منذ أشهر، إذ التقى، الخميس، ممثلين عن الحوثيين في سلطنة عمان، التي يقيمون في ضيافتها، إضافة إلى سلسلة لقاءات أجراها مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في الرياض.

وأعلن غروندبرغ أمس أن الأطراف وافقت على وقف العمليات الهجومية الجوية والبرية والبحرية داخل وعبر حدود اليمن، مشيراً إلى أن نفس الأطراف وافقت على دخول سفن الوقود ميناء الحديدة (غربي اليمن)، واستئناف الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء.

وقال غروندبرغ، إن الرحلات من مطار صنعاء ستكون إلى وجهات محددة سلفاً في المنطقة، تبين لاحقاً أنها مصر والأردن. كما أكد أن الأطراف وافقت على الاجتماع برعاية الأمم المتحدة لفتح الطرق في تعز ومحافظات اليمن الأخرى.

مبادرة طال انتظارها

الخطوة التي تأتي بالتزامن مع استمرار أعمال المشاورات اليمنية - اليمنية التي تشهدها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بمقره في العاصمة السعودية الرياض بمشاركة جميع القوى والمكونات السياسية والجماهيرية، قوبلت بأصداء دولية مرحبة على نطاق واسع، إذ أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء أمس الجمعة، عن ترحيبه بالهدنة التي أعلن عنها المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ. 

وقال بايدن، في بيان "أرحب بالإعلان عن الهدنة، وهي مبادرة طال انتظارها للشعب اليمني، حيث تشتمل على وقف لجميع الأنشطة العسكرية لأي طرف داخل اليمن وعبر حدوده، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، وكذلك استئناف الرحلات الجوية التجارية من صنعاء وإليها إلى الوجهات المتفق عليها".

وأضاف أن هذه "خطوات مهمة، لكنها ليست كافية، ويجب الالتزام بوقف إطلاق النار، وكما قلت من قبل، من الضروري أن ننهي هذه الحرب".

وتابع، "بعد 7 سنوات من الصراع، يجب على المفاوضين القيام بالعمل الجاد والضروري للتوصل إلى تسويات سياسية يمكن أن تحقق مستقبل سلام دائم لجميع الشعب اليمني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الرئيس الأميركي، "أنا ممتن للدور القيادي للمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في تحقيق هذه المبادرة قبل حلول شهر رمضان المبارك، كما أنني ممتن للعمل الجاد الذي قامت به الحكومة اليمنية والثقة التي أولتها للوساطة التي تقودها الأمم المتحدة".

التزام بمساعدة الشركاء 

وفي إشارة للتصعيد الحوثي المستمر الذي طاول الأعيان المدنية في السعودية والإمارات قال بايدن، "ستعمل الولايات المتحدة الأميركية على ردع التهديدات لأصدقائنا وشركائنا، بينما نواصل السعي من أجل وقف التصعيد وإحلال السلام في جميع أنحاء المنطقة".

وتابع، "أتمنى لشعب اليمن أن ينعم بالسلام في شهر رمضان، وأؤكد له التزامناً المستمر بالمساعدة في إنهاء هذه الحرب الرهيبة".

الشرعية تستجيب

وبُعيد إعلان المبعوث الأممي عن التوصل لهدنة، أعلن وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، الجمعة، أن الرئيس عبد ربه منصور هادي وجه باتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل ترتيبات إطلاق أسرى، وفتح مطار صنعاء، وتسيير سفن مشتقات نفطية عبر ميناء الحديدة، وفتح المعابر بمدينة تعز (جنوب غرب) وكل ما من شأنه أن يخفف معاناة اليمنيين التي تسبب فيها الحوثيون، وفق تعبيره.

وقال ابن مبارك إن هذه التوجيهات تأتي انسجاماً مع موقف الحكومة اليمنية الداعم لأي جهود تخفف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، وفي ظل الأجواء الإيجابية للمشاورات اليمنية - اليمنية في الرياض والمبادرات الإقليمية والدولية الداعية لهدنة بمناسبة شهر رمضان.

وأعلن وزير الخارجية اليمني عن تسيير سفينتين للوقود عبر ميناء الحديدة.

ترحيب بالهدنة

بدوره، رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، بإعلان الهدنة لتوفير البيئة والأرضية المناسبة لخفض التصعيد والوصول إلى تسوية سياسية للنزاع بين الأطراف اليمنية وتحقيق السلام الشامل. 

وأعربت الخارجية العمانية عن ترحيبها بإعلان المبعوث اليمني عن هدنة في الجمهورية اليمنية الشقيقة لمدة شهرين، مؤكدة أنها "تشيد بالمباحثات الإيجابية التي أجراها المبعوث الأممي في زياراته الأخيرة إلى مسقط، وتؤكد استمرار مساعيها مع الأمم المتحدة والأطراف المعنية بهدف إنهاء الحرب والتوصل إلى التسوية السياسية الشاملة".

كما رحب التحالف العربي الذي تقوده السعودية بالهدنة. وأكد أنه يدعم جهود وترتيبات الأمم المتحدة لتثبيتها.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية، العميد تركي المالكي، إن قيادة القوات المشتركة ترحب وتدعم إعلان الحكومة اليمنية بقبولها للهدنة المعلنة برعاية الأمم المتحدة، مثمناً جهود المبعوث الأممي.

وأكد المالكي، أن قيادة القوات المشتركة تدعم جهود وترتيبات الأمم المتحدة لتثبيت الهدنة وتهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن للشعب اليمني.

فرصة للسلام

"البرلمان العربي" اعتبر أن الهدنة فرصة حقيقية لاستئناف العملية السياسية والتخفيف من معاناة الشعب اليمني، فيما أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير هيثم أبو الفول، أن بلاده تدعم جهود ومساعي الأمم المتحدة لحل أزمة اليمن، مؤكداً ضرورة التوصل إلى حل سياسي يستند إلى المرجعيات المعتمدة: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

كما رحبت جمهورية مصر العربية، اليوم، بالبيان الصادر عن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، والمتضمن الإعلان عن هدنة لمدة شهرين اعتباراً من الغد.

وتتطلع مصر - بحسب بيان وزارة الخارجية - إلى أن تسهم الهدنة في دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة اليمنية، ودعم مبادرات الحل السياسي، بما في ذلك المشاورات الحالية التي تستضيفها الرياض. 

موافقة حوثية

وفي صنعاء، رحب المتحدث باسم جماعة الحوثي بإعلان المبعوث الأممي لليمن هدنة إنسانية لمدة شهرين.

وفي السياق ذاته، قال القيادي في الجماعة، محمد علي الحوثي في تغريدة على "تويتر" إن نجاح الهدنة مرهون بتنفيذها.

أمل لوقف الحرب

وفي ردود الفعل الدولية، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في أن تتيح الهدنة إطلاق عملية سياسية تفضي لسلام دائم في اليمن.

وفي لندن، رحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالإعلان عن الهدنة. وقال إن هناك الآن فرصة لتحقيق السلام وإنهاء المعاناة الإنسانية في اليمن.

إيران تأمل السلام

ومن جانبه، رحب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة بإعلان هدنة إنسانية في اليمن برعاية أممية لمدة شهرين.

وأعرب زادة عن أمله في أن تشكل هذه الخطوة تمهيداً لوقف إطلاق النار الدائم في سياق الوصول لحل سياسي للأزمة اليمنية.

تشجيع الحوار 

وفي السياق ذاته، رحبت الخارجية التركية بالاتفاق، وأعربت عن الأمل في أن يتبع خطوة الهدنة إعلان وقف دائم لإطلاق النار، وبدء عملية حل سياسي في جميع أنحاء البلاد.

وأكدت الوزارة أن أنقرة ستواصل دعم جهود الممثل الخاص للأمم المتحدة بهذه المرحلة، وتشجيع الحوار والمصالحة بين جميع الشرائح وتقديم الدعم للشعب اليمني.

وكان التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أعلن، في وقت سابق يوم الجمعة، ترحيبه بإعلان المبعوث الأممي الخاص لليمن عن عقد الهدنة.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي، إن "قيادة التحالف ترحب بإعلان المبعوث الأممي ببدء هدنة يتم من خلالها وقف جميع أشكال العمليات العسكرية بالداخل اليمني وعلى الحدود السعودية - اليمنية لتوفير البيئة والأرضية المناسبة لخفض التصعيد والوصول إلى تسوية سياسية للنزاع بين الأطراف اليمنية وتحقيق السلام الشامل"، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس).

وأضاف المالكي أن "قيادة التحالف ترحب وتدعم إعلان الحكومة اليمنية بقبولها للهدنة، كما تثمن جهود المبعوث الأممي بإعلان الهدنة، والتي تأتي في سياق المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل والمعلنة في مارس (آذار) 2021،

وإعلان التحالف بوقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني، والذي جاء استجابة لدعوة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية".

وكان التحالف، أعلن، الثلاثاء، أنه سيوقف العمليات العسكرية في اليمن ابتداءً من يوم الأربعاء في محاولة للمساعدة في محادثات السلام بين الأطراف اليمنية خلال شهر رمضان.

المزيد من متابعات