Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف أصبح أبراموفيتش "حمامة سلام" في أوكرانيا؟

الملياردير الروسي يشارك في المفاوضات من دون صفة رسمية

أثارت أنباء تحدثت عن أعراض تسمم لبعض المشاركين في المفاوضات بين موسكو وكييف مسألة دور الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، المالك السابق لنادي تشيلسي الإنجليزي الخاضع للعقوبات، في تلك المشاورات.

ويستغرب كثيرون السبب وراء مشاركة الملياردير الروسي، المعروف بأنه لا يحب الظهور والأضواء، ولا يعطي مقابلات صحافية، في محاولة إيجاد تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، خصوصاً أنه لا يملك أي صفة رسمية.

كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن موقع إخباري، أن ثلاثة من المشاركين في جولة مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في العاصمة كييف، مطلع الشهر، عانوا من أعراض تشبه التسمم، إلا أن صحيفة الـ"غارديان" نقلت عن أحد المصادر أن أبراموفيتش عانى فعلاً أعراضاً مرضية، لكنه تعافى وتمكن من المشاركة في الاجتماعات التالية.

تشكيك في رواية التسمم

وفي الاجتماع الأخير لوفدي التفاوض الروسي والأوكراني، أظهرت الصور وجود أبراموفيتش، على الرغم من أنه ليس عضواً في الوفد الروسي، وليست له أي صفة رسمية في المفاوضات.

بدورها شككت الولايات المتحدة في رواية التسمم، بينما اعتبرتها روسيا جزءاً من حرب التضليل الإعلامي. ونقلت وكالة "رويترز"، الاثنين 28 مارس (آذار)، عن مسؤول أميركي قوله، "ترجح معلومات الاستخبارات أنه ربما كان تلوثاً، لكن بالتأكيد ليس تسميماً". وتلك من المرات النادرة التي تتفق فيها واشنطن وموسكو على أمر ما، وهو نفي احتمال أن يكون هناك تسميم طال المفاوضين.

المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، قال "هذا جزء من الذعر والتخريب المعلوماتي، هذه الأنباء غير صحيحة، من الضروري التدقيق في سيل المعلومات". بينما حذر نظيره الأوكراني من أنه يتعين فقط "متابعة المعلومات الرسمية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أبراموفيتش وبوتين

بغض النظر عن قصة التسميم المشكوك فيها، أثار ظهور أبراموفيتش في المفاوضات استغراب كثيرين، وهو المعروف بعزوفه عن الظهور، حتى أنه تخلى عند إدارة ثروته بشكل مباشر منذ وقت، واكتفى بأن يعيش حياة الأثرياء. ولا يعرف الكثير عن حياة الملياردير الروسي، ولا حتى حجم أمواله بالكامل، وإن كانت بعض تلك المعلومات ظهرت فقط من قاعات المحاكم.

في عام 2012 خلال قضية شهيرة بمحكمة في لندن بين رومان أبراموفيتش وشريكه السابق بوريس بريزوفسكي، قضت المحكمة لصالح أبراموفيتش في ادعاء شريكه بأنه احتال عليه في مليارات عدة من الدولارات، بإجباره على بيع نصيبه في شركة النفط "سيبنفت" بسعر أقل من السوق.

وأخيراً رفع أبراموفيتش دعوى تشهير على الصحافية كاترين بيلتون، بسبب كتابها "رجال بوتين"، ونفى ما جاء فيه من ادعاءات بشأنه، ومنها أنه اشترى نادي تشيلسي بطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقبل الملياردير الروسي بتسوية القضية خارج المحكمة بعد تعهد ناشر الكتاب بالإعلان عن أن ما جاء به ليست معلومات حقيقية. وفي تلك المحاكمة قال محاميه إن "أبراموفيتش ليس مقرباً من بوتين".

ويتناقض ذلك، في نظر كثيرين مع ظهور أبراموفيتش بقوة خلال المفاوضات الروسية الأوكرانية الحالية. ونقل موقع "برافدا الأوكرانية" الإخباري عن مصدر في وفد كييف قوله، إن أبراموفيتش يتعامل على أنه "وسيط محايد"، وأن دوره الرئيس هو "نقل مواقفنا واقتراحاتنا لرئيسهم بصورة مباشرة".

من أين جاءت الوساطة؟

تنقل صحيفة الـ"غارديان" عن ألكسندر رودنيانسكي، المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قوله إن والده هو من أتى بأبراموفيتش للوساطة، وهو منتج أفلام أوكراني معروف صديق للملياردير الروسي، الذي ينظر له في العاصمة كييف على أنه وسيط جاد يمكنه التحدث مباشرة مع بوتين، بينما أعضاء الوفد الرسمي الروسي مجرد موظفين صغارغير مؤثرين.

من جانبها، تقول الصحافية الروسية، يفجينيا ألباتس، إن "بوتين يبحث عن قنوات غير رسمية، فهو لا يثق إطلاقاً في الطرق العلنية، وبالنسبة إليه، يحتاج الأمر دائماً لأن يكون خفياً بشكل تآمري". وتنقل الـ"غارديان" عن مصدر في موسكو، أن أبراموفيتش عقد بالفعل لقاءين مع زيلينسكي في كييف الشهر الماضي، وهو ما لم يؤكده الجانب الأوكراني.

الرئيس زيلينسكي قال في لقاء مع الصحافيين الروس، إن أبراموفيتش واحد من رجال الأعمال الروس الذين تواصلوا معه وعرضوا الاستثمار في الاقتصاد الأوكراني. وأضاف "تلقينا إشارات منه ومن عدد آخر من رجال الأعمال مفادها: دعونا نساعد بشكل ما، دعونا نحاول أن نفعل شيئاً". مشيراً إلى أن الملياردير الروسي كان طرفاً في محاولات سابقة لتنظيم ممرات إنسانية في مناطق الحرب في أوكرانيا.

المزيد من دوليات