Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مرجان البحار يمكن تدريبه على مواجهة الإجهاد الحراري

دراسة أولى عن درجات الحرارة المتقلبة على المدى الطويل تساعد العمل على حماية تلك الكائنات

الشعاب المرجانية مهددة بالتبيض تحت تأثير مياه بحرية تزداد دفئاً (أ ف ب)

وصفت دراسة حديثة بأنها "بصيص أمل" للمرجان المعرض للهلاك فيما ترتفع درجة حرارة المحيطات وتغدو الأحوال الجوية البالغة الشدة أكثر تكراراً نتيجة أزمة المناخ.

إذ يرى علماء أميركيون أنهم توصلوا إلى طريقة في رفع مستوى "القدرة على الاحتمال" لدى تلك الكائنات البحرية حينما يواجهها الإجهاد الحراري، من ثم تعزيز فرصها في البقاء على قيد الحياة في عالم تتزايد حرارته باستمرار.

تبدو هذه أنباء سارة بالنسبة إلى مرجان البحار، بعدما وجدت نفسها أمام عاصفة من تحذيرات صارخة بشأن المصير الذي ستؤول إليه في غمرة أزمة المناخ التي تمثل "التهديد الأكبر" الذي يترصد الشعاب المرجانية، وفق توصيف باحثي "جامعة ميامي".

تذكيراً، سبق أن أطلق عدد من العلماء تحذيراً مفاده أن الإبقاء على الارتفاع في درجات الحرارة عند حدود 1.5 درجة مئوية [قياساً بمستويات ما قبل العصر الصناعي]، علماً أن الهدف المدرج في "اتفاق باريس" للمناخ، سيترك تأثيراً "كارثياً" على الشعاب المرجانية نظراً إلى الأذى الذي يلحقه بها الإجهاد الحراري.

وكذلك يكشف التقرير الأخير الصادر عن "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" [اختصاراً IPCC]، التي تعتبر المرجعية الرئيسة في علم المناخ، عن أنه حتى في حال اقتصر الارتفاع في درجات الحرارة على 1.2 درجة مئوية على المدى القريب، فإنه سيفضي إلى ظاهرة تسمى تبيض الشعاب المرجانية، في إشارة إلى تحولها إلى اللون الأبيض وذوائها، وربما لا تكتب لها النجاة.

في البحث الجديد، وضع العلماء مجموعات من المرجان في ظروف حرارية مختلفة في المختبر. إذ تعرضت مجموعة منها لدرجات حرارة متقلبة، تتراوح بين 28 و31 درجة مئوية مرتين في اليوم، بينما أبقيت مجموعة أخرى عند 28 درجة مئوية طوال ثلاثة أشهر.

في النتيجة، تبين أن مجموعة شعاب المرجان التي واجهت درجات حرارة متفاوتة في المختبر استسلمت لظاهرة التبيض بصورة تدريجية أكثر، بالمقارنة مع المجموعة التي وضعت عند 28 درجة مئوية، إضافة إلى المرجان في مجموعة الضبط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بينما تناولت دراسات أخرى تكيف المرجان البحري مع الظروف المجهدة في الماضي، تعتبر الدراسة المشار إليها آنفاً الأولى من نوعها التي تبحث في التأثير الذي يطرحه التقلب الطويل الأمد في درجات الحرارة على هذه المخلوقات البحرية.

واستطراداً، أشارت الباحثة الرئيسة في الدراسة أليسون ديميرليس، إلى أن نظام "التدريب" [الذي تقترحه الدراسة] "أقرب إلى رياضي يتحضر لخوض سباق. إن النتائج التي توصلنا إليها تحمل بارقة أمل للمستقبل الغامض الذي ينتظره مرجان البحار، إذ حددنا علاجاً يمكننا عبره تعزيز قدرتها في تحمل الإجهاد الحراري".

في الحقيقة، لا غنى عن هذه الحلول من أجل ضمان نجاة الشعاب المرجانية في غمرة أزمة المناخ، وفق باحث آخر في الدراسة المنشورة في مجلة "كورال ريفز" Coral Reefs.

وفق إيان إينوكس، "وصلنا للأسف إلى مرحلة تستدعي اللجوء إلى تدخل فاعل وإصلاح لهذا النظام البيئي، حرصاً على بقاء الشعاب المرجانية التي تكتسي قيمة كبيرة بالنسبة إلى الأجيال المقبلة".

وأضاف العالم المتخصص في الكائنات المرجانية في "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي" (اختصاراً "نوا"NOAA ) في الولايات المتحدة، "يهمنا أن نعزز كفاءة وفاعلية هذه الجهود، ونضمن في نهاية المطاف أن يتمتع المرجان الذي أعيد إلى الشعاب المرجانية بأكبر فرصة في تحمل الظروف المجهدة التي سيواجهها في المستقبل".

© The Independent

المزيد من بيئة