Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معاناة الخياط المغربي ليلة العيد… قصص طريفة ومواقف محرجة

فرحة العيد في المغرب لا تكتمل إلا بجلباب أو "قفطان" تقليدي أصيل

احد متاجر الألبسة التقليدية في المغرب (اندبندنت عربية)

هو عيد الفطر أو "العيد الصغير" كما يُطلق عليه في المغرب، في ليلة العيد ينصبّ اهتمام المغاربة على شراء الحلويات والملابس والهدايا للأطفال، وفي هذه الليلة تتركّز الأنظار أيضاً على الخياط التقليدي.
وتقول سكينة مازحةً إنّ "أكثر شخص يكون في مأزق ليلة العيد هو الخياط التقليدي، تراه يسابق الزمن لتسليم طلبات الزبائن في موعدها، متخوفاً من ردّ فعلهم بسبب خطأ محتمل في المقاس أو ضياع الثوب".

 
في محل صغير


في محله الصغير وسط أقمشة مختلفة الألوان والأشكال، يجلس عبد القادر هادئاً الإبرة وماكينة الخياطة رفقاء دربه لأكثر من 30 سنة. اختار حيّ "فالفلوري" في مدينة طنجة مكاناً لمشغله، وهنا تعوّد عليه الزبائن على الرغم من الخلافات والقصص التي تحدث بينه وبينهم من حين إلى آخر.
عبد القادر الذي يبلغ 60 سنة أو أكثر، أحاطت به ماكينة خياطة وإبر وخيوط وأزرار للتطريز من مختلف الألوان، وهو يَنشط ويبرع في هذه المهنة، عبر تفصيل أثواب وأقمشة بدت في أحسن حالاتها ورُتّبت في زوايا المكان الصغير لتجبر عين الناظر على التعلق بها. "هذا الإتقان في العمل يستمد سِرّهُ من الصبر والتَّروي"، يقول عبد القادر، "ففي مثل هذه المناسبات يلزم الكثير من الصبر للتعاطي مع الزبائن الذين لا يحسنون التعامل في كثير من المواقف، ونظراً إلى كثرة الطلب في فترة العيد تحدث في كثير من الأحيان مواقف محرجة أو طريفة مع الزبائن".



الخياط لا غنى عنه


فرحة العيد لا تكتمل إلاّ بجلباب أو قفطان تقليدي أصيل، وبهذه المناسبة تشهد محلات خياطة اللباس التقليدي إقبالاً واسعاً يتزايد معه الضغط على الخياط الذي يكون في سباق مع الزمن لتلبية رغبات الزبائن وتسليمهم الثياب في مواعيدها.
مُستمتعةً بهذه الأجواء، تقول سكينة إن ذلك "جزء من فرحة العيد". وعن أسبابِ تفضيل الخياط عن الألبسة الجاهزة، تُوَضح سكينة أن "الملابس تكون على مقاسك وتحت طلبك وليس كالتي تشتريها جاهزة من المحل وإن كان ارتفاع الثمن بمناسبة العيد قاسماً مشتركاً بينهما". وأضافت "ما زلنا وسنبقى بحاجةٍ إلى وجود الخياط في حياتنا فهو مطلب مهم وإن حصلنا على الملابس الجاهزة فنحن بحاجة له لتقصيرها أو توسيعها، وغيرها من التغييرات التي يمكن أن ندخلها على القطعة التي نحتاجها أو حتى سبق لنا أن استعملناها وكانت في حالة جيدة ولا نريد رميها فنستطيع أن نذهب بها إليه ليغيّر لنا في شكلها".
 

الخياط التقليدي في قفص الاتهام
 

كثيراً ما تحدث أخطاء من جانب الخياطين بسبب ضغط العمل وكثرة الطلبات، فتطاول إما الجودة أو النوعية أو المواصفات المطلوبة التي تعرّض الزبون أو الزبونة إلى مواقف محرِجة أحياناً ومضحِكة أحياناً أخرى.
وتقول فتيحة إنه "من المستحيل أن يُسلمك الخياط ثوبك في الوقت ذاته الذي اتفقت معه". وتروي حدثاً جرى معها، عندما لجأت إلى خياط، فتقول إنها اضطرت ذات عيد لزيارة أهلها بثيابها القديمة بعدما فوجئت ليلة العيد بإغلاق المحل باكراً، ولدى اتصالها برقم المتجر أخبرها أحدهم أن الخياط سافر من دون أن ينهي خياطة الثوب الذي أوصته به.
أما سكينة فتروي حكاية أخرى، وتقول إنه "ذات عيد فصّلت ثوباً واحداً استلمته في الواحدة صباحاً من ليلة العيد من دون أن أجربه لأفاجأ صباح يوم العيد بأن الجلباب قصير".
ويعترف الخياط عبد القادر بكل هذه المواقف مُتحججاً بكثرة الطلبات والازدحام في الموسم. ويضيف مازحاً "صرت أتفهم نفسية الزبونات وأتوقع مفاجئات عدة". ويكشف عبد القادر بدوره عن بعض المواقف المحرجة كمثل يزيد وزن الزبونة بعد شهر رمضان، وتكون تهمة الخياط أنه لم يأخذ المقاس المناسب. ويتابع "أحرص على التعامل مع الزبائن المعروفين لدينا، لأننا نفهمهم، وإذا أخطأنا من دون قصد بسبب الازدحام، يمكنهم قبول اعتذارنا".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات