Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نصائح من اللغويين لممارسة لعبة ووردل بمهارة أكبر

لا يشبع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي منها، لكن لا يسعنا إلا أن نتساءل عن وجوب بدئها كل يوم بالكلمة ذاتها

إنها لعبة "ووردل" (غيتي)

"ووردل" Wordle. إنها لعبة كلمات يومية متوافرة على الإنترنت، جذبت انتباه العالم، إذ يحاول الجميع من الممثل ريتشارد عثمان إلى الفنانة الكوميدية روزي جونز إتقان اللعبة التي تتطلب منهم تخمين كلمة يومية مكونة من خمسة حروف.

في الواقع، يعتقد أن اللعبة التي تمنح اللاعبين ست محاولات كي يخمّنوا كلمة اليوم الجديدة، يلعبها ثلاثة ملايين شخص عالمياً.

أنشأ جوش واردل هذه اللعبة. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، اشترت صحيفة "نيويورك تايمز" حقوق استخدامها مقابل مبلغ مكون من سبعة أرقام لم يُكشف عنه. وهذا لا يستخف به بالنسبة إلى اللعبة البسيطة التي ابتكرها واردل كهدية لشريكته.

منذ شرعت شعبية اللعبة في التزايد، ووصلت إلى حساباتنا على "تويتر" مع بداية العام الجديد، ينشر الناس نتائج محاولاتهم اليومية التي تدل عليها المربعات الصفراء والخضراء. [يشير اللون الأخضر إلى أن الحرف صحيح وفي الموضع الصحيح، بينما يشير اللون الأصفر إلى أن الحرف موجود في الكلمة المختارة لكنه ليس في الموضع الصحيح، ويرمز اللون الرمادي إلى أن الإجابة لا تحتوي ذلك الحرف على الإطلاق]. لكن، لماذا نحن مهووسون بتلك اللعبة؟

 

ما سبب شعبية "ووردل" الكبيرة؟

وبحسب ما أبلغت "اندبندنت"،  ترى أستاذة اللسانيات ورئيسة قسم اللغة الإنجليزية واللغويات في "جامعة سوسكس" لين ميرفي أن "جزءاً كبيراً من شعبية ووردل مردّه الجانب الاجتماعي لكن غير التنافسي حقاً، إذ يقارن الأصدقاء نتائجهم، لكنهم يتساءلون أيضاً عن الاستراتيجيات التي يتبعونها. وتكفي المعلومات التي يتيحها زر ’المشاركة‘ لخلق جو نقاش مثير للاهتمام بعد الانتهاء من محاولتك، لكنها ليست كافية لإفساد متعة اللعب بالنسبة إلى الآخرين".

إنها ليست المرة الأولى التي تحظى فيها لعبة كلمات بشعبية كبيرة، وفق ميرفي، إذ إن عدداً من الأشخاص الذين يحبون ألعاب "الكلمات" فعلوا شيئاً مشابهاً مع لعبة "سبيلينغ بي" Spelling Bee التي تنشرها صحيفة "نيويورك تايمز".

الحروف الساكنة مفيدة أكثر من حروف العلة

وتتابع ميرفي، "لكن جمال ووردل، والسبب في انتشارها الواسع، هو أنها لا تتطلب اشتراكاً، ويستغرق إتمامها بضع دقائق، وتطرح لغزاً واحداً في اليوم. يمكنك فعل ذلك من دون الخوف من التورط في هوس اللعب وإضاعة وقتك".

ثمة سبب آخر قد يكون وراء شعبية اللعبة يتمثّل في أنك لست بحاجة إلى "مخزون لغوي ضخم" كي تشارك فيها. وبحسب ميرفي، "الإجابات هي كلمات يعرفها معظم المتحدثين باللغة الإنجليزية. لذا، لن تشعر بالغضب حقاً من اللعبة حينما تفشل في التوصل إلى الإجابة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

ما هي أفضل الكلمات لبدء لعب "ووردل"؟

يرى بعض المستخدمين أن أفضل طريقة تتمثّل في بدء اللعبة كل مرة بالكلمة ذاتها. عادةً ما تتضمن بعض كلمات البداية الشائعة تلك التي تحتوي حروف علة كثيرة على غرار ADIEU و STEAK و TREAD و TABLE و AUDIO.

لكن، هل يُعتبر هذا أفضل تكتيك حقاً؟ تشير ميرفي التي تحب "ووردل" وتلعبها يومياً بثلاث لغات مختلفة، إلى أنها تنوّع الكلمات التي تبدأ بها اللعب، لكنها تختار دائماً كلمات تحتوي على حروف ساكنة كثيرة.

وتشرح ذلك، "الحروف الساكنة مفيدة أكثر من حروف العلة، إذ يمكن استبعاد الكثير منها أثناء المنافسة. أفضّل استخدام كلمات من قبيل  CLAMP أو DRINK، التي تحتوي إما على L أو R أو M أو N  في حين أنك لو كنت تخمن كلمة تحتوي على حروف علة كثيرة كـALIEN في بداية اللعبة، فقد تدرك أن الكلمة تحتوي على حرفي A و E، لكن هناك كلمات كثيرة تحتوي على هذين الحرفين، بالتالي لن تتمكن من استبعاد عدد كبير من الكلمات".

وتضيف ميرفي، "أحب في البداية أن استخدم الحروف L و R و N وM (يسمّيها اللغويون الحروف الساكنة الصوتية) لأنه يمكن جمعها بسهولة مع الحروف الساكنة الأخرى. بمجرد معرفتي أن الكلمة التي تحتوي على P لا تحتوي على L مثلاً، أكون قد استبعدت كثيراً من الكلمات المحتملة التي تحتوي على P".

تتابع ميرفي أنها تعتبر تغيير كلمة البداية كل يوم "ممتع أكثر"، أو استخدام كلمة اليوم السابق بحيث "يبدو الأمر كأنه مواصلة اللعب" من اليوم السابق.

وتضيف، "ألعب أيضاً بلغتين أخريين لا أعرفهما بمقدار معرفتي بالإنجليزية، وفي هاتين اللغتين أبدأ دائماً بالكلمة ذاتها، أي LAGOM باللغة السويدية و AVOIR بالفرنسية. يرجع هذا إلى افتقاري للمفردات أكثر من أي سبب آخر!"

 

هل يمكنك امتلاك "مهارة" اللعب بـ"ووردل"؟

بقدر ما قد يساعدك اتباع استراتيجية معينة، يؤدي الحظ دوراً كبيراً في "ووردل". ففي نهاية المطاف، لا أحد يعرف ما هي كلمة اليوم باستنثاء مطوّري اللعبة. لكن، لماذا يبدو أن بعض الناس يلعبها بطريقة "أفضل" من غيره؟

يملك بعض الأشخاص القدرة على ملاحظة أنماط اللغة، وتوضح ميرفي أن بعض الأنماط أكثر شيوعاً.

وتتابع، "الأنماط هي أساس اللغة. نحن ندرك أيضاً أن بعض الحروف أكثر شيوعاً من غيرها، خصوصاً في بداية الكلمات. يبدو لي أن أداء الناس يكون أسوأ عندما تنتهي الكلمة بحرف Y، وهو أمر طريف نظراً إلى وجود كلمات كثيرة تنتهي بـY. لكنني أعتقد أننا نركز قليلاً على نهايات الكلمات".

 

ما هي فوائد لعب "ووردل"؟

إضافة إلى الشعور بالروح الجماعية الذي تعطيه "ووردل"، تشير ميرفي إلى أن أي شيء يجعلك تفكر بطرق مختلفة "يكون تمريناً عقلياً جيداً. لعب ووردل يجعلك مدركاً أكثر لكيفية صياغة الكلمات الإنجليزية وتهجئتها. وإذا كنت تلعب بلغة أخرى وتستعين بالقاموس، قد يساعدك ذلك على تعزيز مفرداتك. في المقابل، على الأرجح أنني متحمسة للعبة أكثر لكونها تضيف بعض المرح اللطيف والتجربة المشتركة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت قد تسوده مشاعر التوتر والبؤس".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم