Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السوريون منقسمون حتى في موعد الفرح

التوقيت الصيفي والشتوي يختلف في بعض المناطق الشمالية

ملابس العيد للأطفال (اندبندنت عربية)

يصعب على السوريين في العام التاسع من حربهم الأهلية أن يعيشوا فرحة العيد وبهجته، واقعٌ فرضته الحرب الدائرة رحاها، للعام التاسع على التوالي، حيث يحلّ العيد ضيفاً حزيناً يلتمسه السوريون بقلوبٍ محطمة وفرحة باهتة ولسان حالهم (بأي حالٍ عدت يا عيدُ).

وفي وقت تحرّت الدول العربية والإسلامية هلال شوال يوم الاثنين مساءً معلنة عدداً منها يوم الثلاثاء أول أيام عيد الفطر السعيد هو أول أيام شوال، تعذّر رؤيته في (مصر وفلسطين والأردن وغيرها من الدول) ومنها سوريا.

الهلال الغائب

أعلنت دمشق أن يوم الأربعاء هو أول أيام العيد وفق ما أعلنه القاضي الشرعي محمود المعراوي، وذكر أنه لم يُر هلال شهر شوال في يوم الاثنين، وعليه فإن أول شهر شوال لعام 1440 هجري هو يوم الأربعاء الخامس من شهر يونيو (حزيران) لعام 2019 ميلادي.

وأوضح القاضي الشرعي في دمشق أنه لا يمكن رؤية هلال شوال في الأراضي السورية عبر العين المجردة عند غروب يوم الإثنين، وذلك لغروب الهلال بعد 4 دقائق، وأن وهج الشمس يمنع رؤية الهلال بالعين، في وقت أعلنت الحكومة منذ أيام عبر صفحتها الرسمية عطلة رسمية في البلاد تبدأ من اليوم الثلاثاء 4 يونيو.

ثلاثاء وأربعاء

في غضون ذلك أعلنت الهيئات المعارضة التي تسيطر على مدينة إدلب وريفها شمال غربي سوريا مع ريف حماة ممثلة بالمجلس الإسلامي السوري، وما تسمى حكومة الإنقاذ وفي المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "هيئة تحرير الشام" أن أول أيام العيد اليوم الثلاثاء.

وأقرّ "المجلس الإسلامي السوري" في إدلب أن إقراره للعيد يأتي تماشياً مع تحديد دول محيطة لسوريا أول أيام عيد الفطر بما فيها تركيا، إضافة إلى ريف حلب الغربي وهي ضمن مناطق النفوذ التركي في حين مدينة حلب سيكون العيد فيها الأربعاء.

 

العيد في إدلب

وفي وقت تصدحُ حناجر السوريين بتكبيرات العيد ابتهاجاً بقدومه تشهد محافظة إدلب مآسي حروب واشتباكات ممتدة منذ أول شهر مايو (أيار) الماضي خيمت بأجوائها السوداء على العائلات الواقعة في ريفي إدلب وحماة دفعت قرابة ربع مليون سوري للنزوح إلى الغابات والسهول والمناطق الفارغة.

وتتحضر إدلب المدينة لمعركة كبرى مرتقبة بمساعدة ودعم روسي في حملة عسكرية أعدتها السلطات السورية لتعيد فرض نفوذها على ما تبقى من الشمال السوري، ومعها تحتدم معارك في ريف المدنية الجنوبي مشتبكة مع جيوب لفصائل مسلحة متشددة.

شمال شرقي البلاد

ولم تسلم مناطق شمال البلاد من الانحياز السياسي في إعلان توقيتها للعيد، فالمواقع التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، والتي تضم غالبية كردية في شمال شرقي سوريا، أعلنت الأربعاء أول يوم العيد مخالفة بذلك أنقرة العدو اللدود لها.

ووفق "مؤتمر المجتمع الإسلامي الديمقراطي" في شمال شرقي سوريا، وهو هيئة تشريعية لا تتبع دمشق، فإن يوم الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان المبارك، والأربعاء هو اليوم الأول من شوال وفي ذلك تتوافق مع ما أعلنه القاضي الشرعي الأول في دمشق.

العيد في الرقة

وهز مدينة الرقة في الشمال الشرقي تفجيران، الأول بلغم أرضي، والثاني بسيارة مفخخة وسط المدينة يستقلها انتحاري، يُعتقد بحسب التحقيقات الأولية أنه من تنظيم داعش، أسفر عن مصرع 10 أشخاص بين مدنيين ومقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية.

وتزامن التفجيران مع إعلان للقيادة العامة للقوات الداخلية في شمال وشرق سوريا، عن خطة أمنية للحفاظ على الأمن بمناسبة عيد الفطر من 3 لغاية 6 يونيو الحالي، تضمنت منع تجوال السيارات والعربات والدراجات النارية.

مواعيد متضاربة

حالات الانقسام السوري في تحديد موعد عيد الفطر السعيد لم تكن فريدة أو طارئة، بل ظلت المواعيد المتضاربة سيدة الموقف السياسي وراسمة صوراً خلافية حول أغلب المناسبات بين طرفي النزاع منذ بدايته عام 2011 بين جمهوري المعارضة والموالاة.

وشهدت أول حالة مخالفة شرعية للسلطة في عام 2012 حيث خالف المعارضون يوم الصوم الذي حدده القاضي الشرعي من شهر رمضان، وصام جمهور المعارضة بفارق يوم واحد.

وفيما تكرر هذا الانقسام بمناسبات دينية وأعياد عدة، ويرى مراقبون أن الخلاف لم يتوقف عند هذا الحد بل بدا جلياً حتى في مواعيد تتعلق بالتوقيت الصيفي والشتوي والتزام المناطق الشمالية ضبط الساعة على توقيت إسطنبول.

وعلى الرغم من وطأة الانقسام لدرجة أن يخرج السوريون بموعدين للعيد في بلد مزقته الحرب وتختفي فيه مظاهر الفرح، بخاصة في الشمال السوري، حيث يفترش المدنيون من الأهالي والأسر الأرض إلى جانب أشجار الزيتون التي تشتهر بها مدينة إدلب، فيما لا سقف للنازحين إلا السماء وضوء قمر يضيء ظلمة الليالي.

المزيد من العالم العربي