Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يحول عيد الفطر دون جمعة الحراك الجزائري الـ16؟

على الرغم من الوضع السياسي المتأزم الذي تعيشه البلاد الشعب لا يترك فرص الاحتفال تتجاوزه

محل لبيع الحلوى يعرض منتجاته مع اقتراب العيد (اندبندنت عربية)

يستعد الشعب الجزائري كغيره من الشعوب الاسلامية لاستقبال عيد الفطر المبارك، وعلى الرغم مما تعيشه البلاد من أزمة سياسية، بخاصة في ظل تأجيل الانتخابات الرئاسية. غير أن مظاهر التحضير لاستقبال العيد تسيطر على المشهد العام عبر الأسواق والمحلات والشوارع ومحطات نقل المسافرين، ما يرهن نجاح الجمعة الـ16، التي تتزامن مع عطلة عيد الفطر ونهاية الأسبوع.



تحضيرات ممزوجة بالسياسة

اعتادت العائلات الجزائرية استقبال العيد في وقت مبكر، وذلك مع الأسبوع الأخير من رمضان، وقد مازجت بين التقاليد والعولمة، لتلتقي حول تنظيف البيوت وصناعة الحلويات واقتناء الملابس للأطفال، حيث تشهد الأسواق والمحال إقبالاً كبيراً، وتزدحم الطرق والشوارع. وعلى الرغم من الوضع السياسي المتأزم الذي تعيشه البلاد، والذي أدى إلى وضع اجتماعي واقتصادي صعب، الشعب الجزائري لا يترك فرص الاحتفال تتجاوزه.
وقالت أستاذة علم النفس وريدة لزرج، "إن الشعب الجزائري بطبعه لا يترك المناسبات جانباً، بخاصة الدينية، وتجده تحت أي ظرف يحتفل ويحيي المناسبات، وعلى الرغم مما تعيشه البلاد من مشاكل سياسية، فإن مظاهر استقبال العيد الفطر في كل زاوية وكل بيت وكل شارع وكل مدينة، وتشرع العائلات في التحضير مع الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل، إذ يتم شراء ألبسة الأطفال، والانطلاق في عملية طهو الحلويات، لتنتهي بتنظيف البيوت عشية العيد".

غلاء فاحش

وعلى غير العادة، يشتكي الجزائري هذه السنة من ارتفاع الأسعار بشكل لافت، فإضافة إلى ملابس الأطفال التي تشهد التهاباً بسبب تراجع قيمة الدينار الجزائري، وضعف أجور العمال، وغياب الإنتاج المحلي الذي عوضه الاستيراد، بلغ ثمن بدلة طفل بعمر 6 سنوات، حوالى 16 ألف دينار، أي 130 دولاراً تقريباً. وعرفت أسعار مستلزمات الحلويات غلاء فاحشاً، دفع ربات البيوت إلى مراجعة الكميات والأنواع التي كانت مقررة ضمن برنامج التحضير، وذلك حفاظاً على ميزانية البيت، بعد أن وصل سعر الكيلوغرام الواحد من اللوز حوالى 2500 دينار جزائري، أي 25 دولاراً، لتتزايد الأسعار مع بقية المكسرات مثل الجوز والفستق والبندق، وحتى الفول السوداني الذي تعتمده العائلات البسيطة كبديل، لم يسلم من الارتفاع.



الملابس المستعملة للفقراء؟

وفي وقت تفنن التجار في إبراز عروضهم والترويج لسلعهم أمام الأرصفة المحاذية لمحلاتهم التجارية، سعياً منهم لجذب أكبر عدد ممكن من العائلات، لجأت فئة إلى أسواق ومحال الألبسة المستعملة، لاقتناء ألبسة بأسعار في متناولهم، على الرغم من خطورتها على جسم الإنسان، وفق ما ذكرت الإخصائية لزرج، التي أوضحت أن الملابس المستعملة المستوردة من الخارج، تحمل أمراضاً وفيروسات مجهولة، وهو ما يؤدي في حالات إلى ظهور أمراض جلدية بين الأطفال في المدارس وحتى في الوسط العائلي. وتابعت أن الكثيرين يعتقدون بأن غسل هذه الألبسة يزيل الأمراض، وهو خطأ تقع فيه العائلات، فلا يزيل هذه الأمراض إلا المواد الطبية والصيدلانية والتعقيم، وخلصت إلى أن العائلات الفقيرة تلجأ إلى الألبسة المستعملة فراراً من لهيب الأسعار لتجد نفسها ضحية الأمراض.

إقبال على الكتب

"ما دامت أسعار مستلزمات تحضير الحلويات مرتفعة فإن اقتناء حلويات جاهزة يريحني على الأقل من التعب"، قالت السيدة "رتيبة"، العاملة في أحد البنوك، وتابعت "الأسعار صدمتني، لذا قررت العودة أدراجي، في انتظار الخروج خلال السهرة لشراء حلويات جاهزة"، وأوضحت أن صنع الحلويات في البيت سيكلف الكثير من المال والتعب.
وتعرف كتب الحلويات إقبالاً من ربات البيوت، مع كل مناسبة، بعد أن تراجعن عن التمسك بالحلويات التقليدية، في محاولة منهن لتنويع موائد عيد الفطر، بخاصة أن هذه الكتب تتضمن وصفات عصرية ومن مختلف دول العالم، وفق ما أكدته السيدة "سمية" التي قالت إن طريقة التحضير تكون سهلة ومبسطة، وتجذب الاهتمام.
وبعد اقتناء الملابس وصنع الحلويات، تباشر العائلات حملة تنظيف البيوت وكي الملابس، عشية عيد الفطر، إيذاناً بانتهاء التحضيرات لاستقبال الضيف الخاص، عيد الفطر، وهي من العادات التي لازمت الجزائريين، حيث تُستبدل الأفرشة ويُرتّب أثاث البيت، وتنظيف الغرف والقاعات والمداخل. ومنهم من يذهب إلى النوم فيما يترقب الباقون طلوع شمس العيد ليذهب إلى المساجد لإقامة الصلاة.



الجمعة الـ16... لا حدث؟

وتواجه الجمعة الـ16 من الحراك، الفشل، لتزامنها مع عيد الفطر وعطلة نهاية الأسبوع، حيث الانتقال إلى الجزائر العاصمة يصبح صعباً، بسبب غياب وسائل النقل خلال هذه الفترة كما جرت عليه العادة، كما أن الطلبة والعمال القادمين من خارج العاصمة يغادرون إلى مناطقهم البعيدة. وعرفت محطات نقل المسافرين اكتظاظاً كبيراً، فهل تمر خطة تأجيل الانتخابات، وتمديد عهدة بن صالح، من دون رد فعل الشارع، الذي يرفض انتخابات بإشراف من رموز النظام.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات