Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جامعة هونغ كونغ تزيل نصبا تكريميا لضحايا تيان أنمين

خطوة أثارت تنديداً واسعاً في صفوف المعارضة التي باتت أبرز وجوهها في المنفى

نصب "عمود العار" الذي كان موجوداً في جامعة هونغ كونغ تكريماً لضحايا التظاهرات التي قُمعت في ساحة تيان أنمين (أ ف ب)

سُحب "عمود العار"، وهو نصب تذكاري يكرّم ضحايا التظاهرات التي قُمعت في ساحة تيان أنمين، الخميس 23 ديسمبر (كانون الأول)، من حرم جامعة هونغ كونغ حيث أقيم قبل 24 عاماً، فحُرمت المدينة من رمز للحريات التي كانت تنعم بها قبل عام 2020.

وجاء في بيان صادر عن الجامعة المعروفة اختصاراً بـ"إتش كاي يو"، أن "هذا القرار الخاص بتمثال قديم اتُخذ بناءً على رأي قضائي خارجي وتقييم للمخاطر من أجل المصلحة العليا للجامعة".

وقد بات كل ما يخلّد ذكرى القمع الذي وجهت به تظاهرات الرابع من يونيو (حزيران) 1989 في بكين، من جماعات ومواقع، في مرصد قانون الأمن القومي المتشدد الذي فرضته السلطات الصينية.

ولطالما كانت هونغ كونغ الفسحة الوحيدة في الصين حيث يُسمح بتخليد ذكرى أحداث تيان أنمين. وكان طلاب جامعة هونغ كونغ ينظفون التمثال الذي نُصب في حرم المؤسسة عام 1997 لتكريم ذكرى ضحايا تلك الأحداث.

غير أن بكين رسّخت نفوذها الاستبدادي في هذه المستعمرة البريطانية السابقة بعد تظاهرات حاشدة وعنيفة أحياناً عام 2019، فارضةً قانوناً في مجال الأمن القومي يجرّم الانشقاق على أنواعه.

صاحب المنحوتة

وكان المسؤولون في الجامعة طلبوا في أكتوبر (تشرين الأول) سحب المنحوتة الممتدة بطول ثمانية أمتار والتي تمثّل مجموعة متداخلة من 50 جسداً مشوّهاً بفعل التعذيب، متذرعين بمخاطر قضائية من دون تحديد ماهيتها.

وقد حُجب "عمود العار" الأربعاء عن الأنظار خلف ملاءات وحواجز قبل إزالته صباح الخميس لوضعه في موقع آخر، بحسب ما أفادت الجامعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشارت المؤسسة في بيانها إلى أن أحداً لم يحصل على إذن رسمي لعرض هذا التمثال، مستشهدةً بمرسوم يعود إلى حقبة الاستعمار لتبرير قرارها.

ويحيل هذا النص التشريعي على جريمة الفتنة، وباتت السلطات تستخدمه أكثر فأكثر بموازاة قانون الأمن القومي الجديد، في مساعيها لقمع الانشقاق.

وفي وقت كان عمال يعدّون العدّة لإزالة التمثال في المساء، اعتبر صاحب هذا العمل، الدنماركي ينس غالشوت، أنه من "المستغرب" و"الصادم" أن تمسّ الجامعة بالمنحوتة التي تبقى، على حد قوله، ملكاً خاصاً. وقال، "إنه تمثال باهظ جداً. وإذا دمّروه بالطبع سنقاضيهم". وأضاف، "هذا ليس بعدل".

وأوضح غالشوت أنه عرض استعادة التمثال، وحاول عبر محامين التواصل مع الجامعة بالوسائل شتى. وأكد أن القيّمين على الجامعة لم يتصلوا به على الإطلاق ولم يبلغوه مسبقاً بالخطوة التي اتخذوها.

تنديد المعارضة

ولقيت هذه الخطوة تنديداً واسعاً من المعارضين في المنفى الذين يتابعهم عدد كبير من المشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد ناثان لو، العضو السابق في المجلس التشريعي الذي يعيش في المنفى بلندن، أن النصب سيبقى حياً في ذاكرة الناس. وغرّد، "أزيل #عمود العار، لكن ذكراه ستبقى. وينبغي لنا أن نستذكر دوماً ما حصل في 4 يونيو 1989".

وكتب براين لوينغ، أحد مناصري الديمقراطية المنفي في الولايات المتحدة، "عار على جامعة هونغ كونغ التي تمحو التاريخ والذاكرة الجماعية لمجزرة ساحة تيان أنمين. ويجب أن تحاكَموا على عمود العار".

واستنكر وانغ دان، أحد الوجوه البارزة في تظاهرات تيان أنمين الذي يعيش اليوم في الولايات المتحدة، قرار إزالة النصب، مندداً عبر "فيسبوك" بـ"عمل مشين لمحو هذا الفصل من فصول التاريخ الملطخ بالدماء".

ومنذ بسطت بكين سيطرتها، خفتت الأصوات المعارضة رويداً رويداً في الجامعات التي كانت تشكّل واحات للحرية، بعيداً من الرقابة المفروضة على المؤسسات الجامعية في الصين القارية. وقد حظرت التظاهرات وأدرج كثير من النقابات الطلابية في القائمة السوداء وفرضت حصص دراسية جديدة حول "الأمن القومي".

وطوال 30 عاماً، نظّمت أمسيات بالشموع في هونغ كونغ في ذكرى أحداث تيان أنمين شارك فيها عشرات آلاف الأشخاص، رافعين شعارات مؤيدة للديمقراطية في ملتقى كان رمزاً لحرية التعبير السائدة في هذه المستعمرة البريطانية السابقة.

وقد حظرت السلطات المسيرة عامي 2020 و2021، متحجّجة بالوباء العالمي ودواعٍ أمنية. وأوقف أبرز القيمين على الحدث بتهمة الإفساد، وأغلق متحف مخصص لأحداث الرابع من يونيو 1989.

وأدّت تدابير بسط اليد على هونغ كونغ إلى تنظيم انتخابات الأحد اقتصرت على مرشحين "يتمتعون بحس قومي" محسوبين على بكين لاختيار أعضاء المجلس التشريعي المحلي.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات