اقترحت شركة "فيات كرايسلر" الإيطاليّة الاندماج مع شركة "رينو" الفرنسيّة، ما قد يؤدّي إلى إنشاء ثالث أكبر شركة في صناعة السيارات عالميّاً.
تهدف الشراكة إلى توفير مليارات من الدولارات للشركتين مع توجّه صناعة السيارات صوب المركبات الكهربائية والذاتية التحكم.
وفي بيان صدر يوم الاثنين الماضي، أوضحت "فيات كرايسلر للسيارات"، وهي شركة إيطالية- أميركية، إنّ 50 % من أسهم الشركة المندمجة ستكون لمساهميها، بينما سيمتلك مساهمو شركة "رينو" النصف المتبقي.
وأشار الاقتراح إلى أنّ تحالف "رينو" الحالي مع شركتي "نيسان" و"ميتسوبيشي" اليابانيتين سيستمر، علماً بأنّه تدبير أكثر مرونة من الاندماج أو الاستحواذ، ويسمح للشركات بالاستفادة من الحجم الاقتصادي الضخم للتحالف مع الحفاظ في الوقت نفسه على هيكليّات مستقلة. ويتعرّض ذلك التحالف الذي دام 20 عاماً، إلى ضغوط مؤخراً بسبب اعتقال رئيسه السابق كارلوس غصن بتهمة سوء السلوك المالي في اليابان.
أما التحالف بين شركات "رينو"- "نيسان"– "ميتسوبيشي"، فيجعل منها المصنّع الأكبر لسيارات الركاب في العالم.
ولن تعلّق شركة "رينو" الفرنسيّة على اقتراح شركة "فيات كرايسلر"، إلا بعد مناقشة الفكرة في اجتماع مجلس إدارتها يوم الاثنين المقبل.
وجاء في بيان "فيات كرايسلر" إنّ الشركة المندمجة ستنتج 8.7 مليون سيارة سنوياً وستوفر للشركات 5 مليارات يورو (4.4 مليار جنيه إسترليني) سنويّاً، عِبر مشاركة البحوث وعمليات الشراء وغيرها من الأنشطة.
لا يُعتقد أنّ الصفقة تتضمن إغلاق مصانع، لكنّ البيان لم يتناول تخفيضات محتملة في الوظائف.
وتمتلك الحكومة الفرنسيّة 15 في المائة من "رينو"، وهي توافق على فكرة الاندماج مع شركة "فيات كرايسلر"، غير أنّها تريد دراسة شروط الصفقة، وفقاً لتصريح المتحدّثة باسم الحكومة سيبث ندياي.
وصرّحت السيدة ندياي بإنّه "من الضروري أن تكون الظروف التي يحصل فيها هذا الاندماج مناسبة أيضاً لنمو "رينو" اقتصادياً، وتطورها صناعياً، وكذلك الحال بالطبع بالنسبة إلى موظفي الشركة".
ومع ذلك، صرّح مسؤول حكومي فرنسي إلى "وكالة أسوشيتيد برس"، أنّ فرنسا تفضّل اندماج "رينو" و"نيسان" و"ميتسوبيشي".
وقد رحب المستثمرون باقتراح "فيات كرايسلر". وسجّلت الأسهم في الشركتين ارتفاعاً بـ12% في أوروبا.
ولم يعلّق هيروتو سايكاوا، الرئيس التنفيذي لشركة "نيسان موتور"، مباشرةً على فكرة اندماج "رينو- "فيات كرايسلر"، لكنّه أوضح أنّه "منفتح دائماً على تبادل وجهات النظر البنّاءة حول تعزيز التحالف".
وقدّرت شركة "فيات كرايسلر" أنّ "نيسان" و"ميتسوبيشي" ستوفّران من الصفقة مبلغاً يوازي مليار يورو سنوياً، على الرغم من أنّه لم يكن من الواضح كيف ستستجيب الشركتان اليابانيتان المتحالفتان مع شريك أكبر منهما بكثير.
اكتسب التعاون بين شركات صناعة السيارات أهمية متزايدة في السنوات الأخيرة بسبب الحاجة إلى تحسين القدرات التكنولوجيّة للسيارات الكهربائيّة والاتصال الشبكي والذكاء الاصطناعي، في المركبات.
وتحاول الحكومات والهيئات التنظيمية وضع حدود أكثر صرامة في التلوث، فيما يتعرّض صانعو السيارات إلى ضغوط أكبر للانتقال نحو إنتاج سيارات كهربائية.
(أعد التقرير بمشاركة من وكالات الأنباء الدولية)
© The Independent