صعدت أسعار النفط الثلاثاء 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، مواصلة مكاسبها للجلسة الثالثة على التوالي، بدعم رفع الولايات المتحدة قيود السفر وظهور إشارات أخرى على انتعاش الاقتصاد بعد جائحة كورونا، ما يدعم الطلب العالمي على الخام.
واستفادت الأسعار من إقرار مشروع قانون البنية الأساسية الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن بقيمة تريليون دولار، في حين بدأ المسافرون الاثنين التوافد إلى الولايات المتحدة. كذلك أدى ارتفاع الصادرات الصينية أكثر من المتوقع إلى تعزيز توقعات انتعاش الاقتصاد العالمي.
وعند الساعة 13:22 بتوقيت غرينيتش، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير (كانون الثاني) 2022 بنحو 0.42 في المئة مقتربة من مستوى 84 دولاراً عند 83.66 دولار للبرميل، بعدما ربحت 0.8 في المئة في جلسة الاثنين.
وصعدت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 0.52 في المئة، مسجلة 82.36 دولار للبرميل، بعد ارتفاع بنسبة 0.8 في المئة في الجلسة السابقة.
ارتفاع الطلب العالمي
إلى ذلك، توقع الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو" السعودية أمين الناصر أن يتجاوز الطلب على النفط 100 مليون برميل يومياً خلال العام المقبل، ما من شأنه أن يجعله قريباً من المستويات القياسية.
وقال الناصر خلال مشاركته في منتدى "نيكاي" للإدارة العالمي في اليابان، الثلاثاء، إن الطلب على النفط والغاز سيبقى متيناً لعقد من الزمن، لافتاً إلى أن التحول في سوق الطاقة إلى مصادر غير أحفورية سيكون أبطأ مما يظن كثيرون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع خلال حديثه عبر الفيديو "ستنكمش الطاقة الفائضة في سوق النفط بشكل كبير العام المقبل، مع انتعاش السفر ووسط نقص الاستثمار بين المنتجين".
وكشف أن "أرامكو" تدرس توقيع عقود لبيع الهيدروجين الأزرق لكل من اليابان وكوريا الجنوبية.
وأضاف الناصر أن فائض الإمدادات يعادل 3 إلى 4 ملايين برميل يومياً، لكنه سينخفض مع زيادة الطلب على وقود الطائرات الذي يصل إلى حوالى 4.5 مليون برميل يومياً.
وقال "قد يتضاءل المخزون المؤقت، خصوصاً العام المقبل"، وفق ما نقلته وكالة "بلومبيرغ".
وأشار إلى أن تناقص الطاقة الفائضة أصبح أسوأ بسبب قلة عدد شركات النفط التي تحاول زيادة طاقتها الإنتاجية.
الطلب العالمي قوي
وكانت شركة "أرامكو" السعودية رفعت فى وقت متقدم من يوم الجمعة سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى 2.7 دولار فى ديسمبر (كانون الأول) المقبل من 1.4 دولار متوسط السعر خلال الشهر الحالي. ويُعدّ تحرك أكبر شركة نفط فى العالم باتجاه زيادة أسعار التصدير دليلاً على أن الطلب العالمي لا يزال قوياً، وأن منتجي تحالف "أوبك+" لن يزيدوا الإمدادات إلى السوق بأعلى من المستويات المحددة سابقاً.
ارتفاع الأسعار
وارتفع سعر خام برنت في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بأكثر من 61 في المئة هذا العام وسجل 86.70 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى له في ثلاث سنوات، مدعوماً بقيود على المعروض من جانب منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها والمعروفة باسم تحالف "أوبك+".
واتفق تحالف "أوبك+" أواخر الأسبوع الماضي على التمسك بخطته الراهنة بزيادة الإنتاج بوتيرة تدريجية عبر الاستمرار في زيادة إنتاج الخام اليومي بمقدار 400 ألف برميل شهرياً في ديسمبر المقبل، متجاهلاً مناشدات الولايات المتحدة بضخ مزيد من النفط، ما سيبقي على نقص المعروض في الأجل القريب.
وقال "بنك جيه بي مورغان تشيس" إن الطلب العالمي على النفط في نوفمبر عاد تقريباً إلى مستوياته قبل الجائحة عند مستوى 100 مليون برميل يومياً. وأعاد ذلك إلى نمو الاستهلاك الناتج من ارتفاع وتيرة السفر وزيادة الطلب على وقود الطائرات، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز".
وعلى الرغم من نقص معروض النفط في السوق العالمية، من المتوقع أن تكون المخزونات الأميركية ارتفعت للأسبوع الثالث على التوالي، ما قد يضع حداً لارتفاع الأسعار.