تم اعتقال ثلاثة نساء في الشيشان خلال عطلة نهاية الأسبوع التي شهدت احتفالات بعيد الهالوين للاشتباه بممارستهن السحر والشعوذة.
وأفاد التلفزيون الرسمي المحلي أنه جرى القبض على المشتبه بهن "متلبسات" وبحوزتهن خرائط وبطاقات تارو وحجر سحري أحضرته إحداهن إلى الجمهورية الإسلامية من منطقة كالميكيا البوذية.
ومن غير الواضح إن كانت النساء تمارسن الطب الشعبي أو إذا ما كان هذا الاعتقال يعكس نوعاً آخر من القمع كما هي الحال أحياناً في الجمهورية الخارجة عن القانون بشكل فاضح والتي يرأسها الزعيم القوي رمضان قديروف.
وكشف التحقيق المطول الذي أجرته قناة "غروزني" Grozny TV بأنه تم تصوير كل من زولاي كوراشيفايا وتوميشا كونوميروفايا وإيرينا أديفايا بشكل سري على مدى أسبوعين.
وأظهرت مقتطفات مموهة أولئك النساء يتفاخرن بقدرات خارقة. وزعمت إحداهن بأنها قادرة على شفاء مرضى السل فيما ادعت أخرى بأنها تتنبأ بالمستقبل.
وتدخل المراسل في التقرير مقاطعاً: "يبدو أن تلك المرأة أخفقت في تنبؤ أنها ستصبح بطلة تقرير على التلفزيون المحلي."
وأحاطت الكتيبة السيارة الخاصة رقم 249 التابعة لجيش رمضان قديروف والتي نفذت عملية الاعتقال بالمشتبه بهن الثلاث اللواتي اعترضن بأنهن لسن في الواقع ساحرات.
وقلن بأنهن يقمن بمساعدة السكان بأفضل طريقة ممكنة عبر اعتماد العلاجات الطبيعية بالتأكيد ولكن ليس عبر طرق التنجيم والشعوذة.
ولكن لم تلق اعتراضاتهن آذاناً صاغية لدى أطباء مركز الطب الإسلامي "Center for Islamic Medicine" في الشيشان الذين يلعبون دوراً محورياً في مطاردة الساحرات في الجمهورية الشيشانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد رئيس الأطباء في المركز آدم ألزوركاييف لـ"اندبندنت" أنه أولى اهتماماً خاصاً بالعملية لتطهير الشيشان من السحر والشعوذة. وقال بأن "عشرات الضحايا" أتوا إليه طلباً للمساعدة.
وأفاد التقرير بأن الساحرات لجأن إلى "مجموعة متنوعة من المخططات الخادعة" لإقناع الأشخاص الضعفاء بالوقوع في الشرك ودفع مبالغ مالية كبيرة.
وأضاف ألزوركاييف بأن "هؤلاء النساء منخرطات في أعمال محظورة في ظل القوانين الإسلامية والروسية المرعية الإجراء. ويخبرن الناس بأنهن قادرات على إصلاح حياتهن مقابل 15 أو 35 أو 40 ألف روبل (150 – 400 جنيه استرليني)".
ويقوم الدكتور ألزوركاييف بدوره من خلال "طرد الأرواح الشريرة والشفاء منها" بالتعاون مع جهات تطبيق القانون المحلية. "يستحيل العمل خلاف ذلك" على حد قوله. وتعتمد الطرق التي يستخدمها على معرفة مكامن المشكلة لدى النساء – الضحايا هن دائماً نساء – وسواء كن مريضات عقلياً أو "ممسوسات".
ويتابع قائلاً: "نستخدم زيوتاً واستنشاق للدخان وراحتي أيدينا. ثم نقوم بقراءة آيات قرآنية وبوسعنا تطهير شخص على هذا النحو".
لدى استكمال العلاج بشكل ناجح، يطلق مركز الدكتور ألزوركاييف النساء إلى وصاية الأقرباء الذكور ويتحتم عليهن توقيع تعهد يقضي بإنهاء ممارستهن أعمال السحر.
ويبدو أن الأمر كان كذلك مع النساء الثلاثة اللواتي أُطلق سراحهن من دون توجيه تهمة رسمية بحقهن. وقال ألزوركاييف: "أطلقنا سراحهن بعد أن اكتفينا بالحصول على توقيعهن".
© The Independent