Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اجتماعات طارئة في إسرائيل لتدارك "الحرب السيبرانية"

أكدت تقارير أن تل أبيب غير جاهزة لمواجهة مثل هذه الخروقات

شركات هندسية ومستشفيات وأسرار مرضى في إسرائيل مكشوفة على الملأ (أ ف ب)

بعد أقل من 24 ساعة على تقرير مراقِب الدولة في إسرائيل حول عدم جاهزية إسرائيل لمواجهة حرب سيبرانية محتملة، تعرضت ثلاث شركات هندسة إسرائيلية لاختراق من قبل مجموعات قرصنة أطلقت على نفسها "عصا موسى"، وسرقت جميع البيانات الخاصة للشركات الثلاث، بشكل خاص مخططات هندسية وبيانات أخرى متعلقة بعملائها. والشركات الثلاث هي: H.GM Engieening وDavid Engineers و Ehud Leviathan Engineering.

وفي الوقت ذاته، وبفارق ساعات قليلة، فوجئ الإسرائيليون بنشر حوالى ملفات 300 مريض من قبل مجموعة "بلاك شادو" وما تشمله من معلومات طبية، ما استدعى عقد اجتماعات طارئة للأجهزة الأمنية والطبية ومختلف الجهات ذات الشأن، لمنع اختراق حواسيب تسع مستشفيات في إسرائيل، وبحث تعاون دولي واستخباراتي لمنع تصعيد هذه الحرب، التي باتت شبه محسومة بالنسبة لتل أبيب أن مصدرها إيران.

وبحسب ما تبين من اختراق للشركات الثلاث، فقد حصل مخترقوها على تفاصيل المشاريع التابعة لتلك المؤسسات من خرائط وصور واتفاقيات عمل وحتى بطاقات هوية العاملين وعملاء الشركات إلى جانب صور لاجتماعات وخطابات.

وما يثير القلق الإسرائيلي تداعيات عمليات الاختراق هذه، إذ تقوم المجموعات التي تشن هذا الهجوم السيبراني بنشر روابط خاصة تتيح المجال لكل من يريد الدخول إليها لمعرفة جميع التفاصيل.

إسرائيل غير جاهزة

نادراً ما يُعِد مراقب الدولة في إسرائيل تقارير خاصة حول هجمات مماثلة، لكن هذه الحرب التي وضعتها تل أبيب ضمن التحديات الخطيرة التي تواجهها، باتت تشغل مختلف الجهات ذات الشأن، الأمنية والسياسية وحتى العسكرية. ومع ارتفاع وتيرة الهجوم السيبراني وضمن الاستعدادات الإسرائيلية لسبل مواجهتها، أجرى مراقب الدولة، متنياهو أنجلمان، بحثاً خاصاً حول وضعية إسرائيل من مختلف الجوانب الضرورية لمواجهة هذه الهجمات، ليخرج باستنتاج أن إسرائيل ما زالت غير قادرة على مواجهة "حرب سيبرانية" على مختلف الصعد.

جاء حديث مراقب الدولة خلال مؤتمر خاص عقد في إيلات، وتطرق خلال حديثه إلى التحديات الجديدة التي تواجهها إسرائيل، بينها الهجمات السيبرانية وأزمة المناخ. وأسهب في الحديث عن التداعيات الخطيرة للهجمة، خصوصاً بعد الكشف عن تفاصيل خاصة وحساسة عن وزير الأمن، بيني غانتس، ومن بعدها الهجوم على مستشفى "هيلل يافيه" بالخضيرة في المركز.

واعتبر متنياهو أن هذه الخروقات وغيرها تؤكد أن إسرائيل غير جاهزة لمثل هذه الحرب. وانتقد المراقب عدم التعامل بجدية من قبل الجهات ذات الشأن إزاء مخاطر هذه الهجمات، مشيراً إلى أنه سبق أن لفت إلى ضرورة الاستعداد الإسرائيلي قبل أكثر من عامين عندما تولى منصبه.

وكان مراقب الدولة قد أقام قسماً خاصاً لمراقبة السايبر، لكنه لم يكن كافياً للاستعداد لمواجهة هذه الهجمات في أعقاب تكثيفها ونجاحها في اختراق مواقع كبيرة وحساسة. واعتبر متنياهو اختراق مستشفى "هيلل يافيه" وقبله موقع "أتراف" الإلكتروني تأكيداً على عدم جاهزية إسرائيل، وقال: "بحسب استطلاع دائرة الإحصاء المركزية، ارتُكبت 245 ألف مخالفة في مجال السايبر في عام 2019، وشملت التشهير والتحرش الجنسي واختراقات وغيرها. 87 في المئة من الأشخاص لم يقدموا شكوى، من جهتنا نراقب ونبحث مدى استعداد جهات إنفاذ القانون لمواجهة مثل هذه التحديات، ولكن ما هو واضح أن أية جهة ذات الشأن غير مستعدة للمواجهة وحماية نفسها".

وزارة الصحة عاجزة

من جهتها، اعترفت وزارة الصحة الإسرائيلية بعجزها في مواجهة الهجمات السيبرانية بعد الهجوم على مستشفى "هيلل يافيه"، وذلك في أعقاب بحث نتائج تحقيقات سرية لأجهزة الاستخبارات والأجهزة الأمنية، تشير إلى أن هناك محاولات لشن هجمات سيبرانية على تسع مستشفيات في إسرائيل.

وزارة الصحة أعلنت في بيان لها أن الهجوم على مستشفى "هيلل يافيه"، ألحق ضرراً بكافة أنظمة المستشفى المحوسبة، من دون نجاح الجهود لاستعادة المعلومات التي كانت بحوزة المستشفى، علماً أن مجموعة القراصنة التي استهدفت النظام المحوسب للمستشفى طالبت بفدية قدرها 10 ملايين دولار.

وأشارت وزارة الصحة إلى أنها تقوم "مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، بأعمال كثيرة لتعزيز مستوى الحماية من خلال منع وجود نقاط ضعف جديدة، قد تستخدم في الهجمات والتوجه إلى هيئات مختصة من أجل سدّها".

ويرجح أن القراصنة استخرجوا جميع المعطيات حول المرضى والعلاجات قبل أن يقفلوا الأنظمة، وكشف عن محاولة جديدة لمستشفى "برزيلاي"، لكنه، وفق الإسرائيليين، لم ينجح القراصنة في اختراقه.

حرب بنيران هادئة

وباتت الهجمات سيبرانية على إسرائيل وأخرى على إيران، تتصدر أجندة الأمنيين والعسكريين والسياسيين. وفي أبحاث أمنية خاصة اعتبرها الإسرائيليون "حرباً على نيران هادئة لخلق ميزان رعب وقدرة ردع".

وفي أعقاب الهجوم السيبراني الأخير في إيران، اعتبره أمنيون استمراراً لما تسميه إسرائيل "المعركة بين الحروب"، التي تدور بين تل أبيب وطهران منذ ثلاث سنوات على الأقل في سوريا. ونُقل عن مسؤول أمني أن "هذه حرب باردة وفي الغالب من تحت الرادار، تبين أنها مريحة لإسرائيل ولإيران، إذ إنها تسمح لهما بالامتناع عن مواجهة شاملة لا تريدانها"، وأضاف "الإيرانيون ليسوا ضحايا أبرياء. قراصنة إيرانيون يهاجمون إسرائيل المرة تلو الأخرى وبعض هذه الهجمات كان من شأنه أن يكلف حياة الناس. فبعد كل شيء، حرب السايبر ليست لعبة. فلا يدور الحديث فقط عن تشوش عمل الإشارات الضوئية ما يربك السائقين، ولا حتى عن هجمة منظومة حواسيب مستشفى هيلل يافه لابتزازه. هجمات السايبر يمكنها أن تكون فتاكة إذا ما أدت – مثلما حاول الإيرانيون قبل نحو سنة – إلى تلويث مياه الشرب التي يستخدمها السكان في إسرائيل أو لإفشال عمل عتاد حساس أو سلاح أو طائرات وفي المستقبل أيضاً سيارات. لإسرائيل تفوقٌ واضح على إيران في هذا المجال أيضاً".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط