صرح وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن مجموعة "أوبك+" للبلدان المنتجة للنفط ملتزمة باتفاقها السابق في شأن زيادة الإنتاج الذي توصلت له خلال الأسبوع الماضي، إذ تريد خفض طاقة إنتاج النفط الفائضة المتخلفة عن الجائحة على نحو تدريجي. وأضاف الوزير في تصريحات له على هامش منتدى للطاقة في موسكو، "نريد فعل ذلك على نحو تدريجي ومرحلي، ونعتقد أن 2022 سيكون عاماً صعباً". وعلى صعيد متصل ذكر الأمير عبدالعزيز أن السوق الفورية للغاز الطبيعي لا توفر سوقاً مستقرة، لذلك يجب تنظيمها بشكل مناسب. وذكر المسؤول السعودي "أن قلة المخزونات والاستثمارات ونقص التنسيق بين المشترين والبائعين يضر بسوق الغاز الطبيعي". وأوضح "أن الناس بحاجة إلى محاكاة ما قامت به أوبك+ في أسواق أخرى مثل الغاز الطبيعي إذ تقفز الأسعار". وتابع، "يجب أن نكون عقلانيين حيال تحديات تغير المناخ".
النفط يعوض خسائره بدعم من توقعات الطلب
وعلى صعيد النفط فقد لاقت الأسعار دعماً إضافياً من مخاوف بشأن شح المعروض، إذ ارتفعت الأسعار معوضة خسائرها السابقة، بفضل توقعات بأن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي مع اقتراب الشتاء ربما يقود التحول إلى النفط للوفاء بالطلب على الوقود من أجل التدفئة. وصعدت العقود الآجلة لمزيج "برنت" إلى 83.46 دولار للبرميل مبكراً، بعد انخفاضها بـ 0.3 في المئة أمس الأربعاء. وصعدت كذلك عقود خام "غرب تكساس" الأميركي إلى 80.66 دولار للبرميل، بعد تراجعها بـ 0.3 في المئة في اليوم السابق.
التحول في الطاقة
وقال المدير العام للأبحاث في "نيسان سيكيوريتيز" هيرويوكي كيكوكاوا، "يراهن المستثمرون على أن ارتفاع أسعار الغاز سيشجع محطات توليد الطاقة على التحول إلى النفط مع اقتراب موسم الطلب الشتوي". إلى ذلك، قال معهد البترول الأميركي في وقت متأخر من يوم أمس إن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت 5.2 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في الثامن من أكتوبر( تشرين الأول)، وفقاً لمصادر السوق التي اطلعت على بيانات المعهد. وقالت المصادر إن معهد البترول الأميركي أفاد أيضاً بأن مخزونات البنزين تراجعت بـ 4.6 مليون برميل، وانخفضت مخزونات نواتج التقطير بـ 2.7 مليون برميل. وتوقع محللون في استطلاع أجرته وكالة "رويترز"، ارتفاع مخزونات النفط الخام بواقع 700 ألف برميل.
الطلب سيتجاوز مستويات ما قبل الجائحة
إلى ذلك، قالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب على النفط سيتجاوز مستويات ما قبل الجائحة في 2022، ليرتفع بنحو 3.3 مليون برميل يومياً، ليصل إلى 99.6 مليون برميل يومياً. وعدلت الوكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب على النفط خلال عامي 2021 و2022 بالزيادة بنحو 170 و210 آلاف برميل يومياً على الترتيب. وأشارت الوكالة في تقريرها الصادر إلى أن إمدادات النفط استأنفت الاتجاه الصعودي مع تقليص "أوبك+" قيود الإنتاج وتعافي إنتاج الولايات المتحدة من الإعصار "آيدا" وانخفاض أعمال الصيانة.
روسيا: اتفاق "أوبك +" مستمر
وعلى صعيد متصل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن اتفاق "أوبك+" مستمر حتى نهاية العام 2022، وهناك فرصة لإطالة أمد التعاون أكثر ضمن هذا التحالف. وأشار خلال مؤتمر للطاقة في موسكو إلى أن سوق الغاز الطبيعي غير متوازنة ولا يمكن التنبؤ بها خصوصاً في أوروبا، موضحاً أن نقص الطاقة الكهربائية هو السبب وراء ارتفاع سعر الغاز في أوروبا وليس العكس، وإن موسكو تفي بالتزاماتها التعاقدية لتوريد الغاز إلى هناك، وهي مستعدة لبحث تحرك إضافي. وأوضح الرئيس الروسي أن هناك حاجة إلى الاتفاق على كيفية تحقيق الاستقرار بأسواق الطاقة. وأشار بوتين إلى أن روسيا تعتزم زيادة إنتاج الغاز المسال إلى 140 مليون طن بحلول عام 2035 سنوياً. وقال إن موسكو مستعدة لبحث تحرك إضافي، متوقعاً أن سعر النفط قد يصل إلى 100 دولار للبرميل. وأضاف، "سعر 100 دولار للبرميل يمكن الوصول إليه، ونحن وشركاؤنا في أوبك+ نبذل ما في وسعنا لتحقيق استقرار الأسواق".
"برنت" وسعر 90 دولاراً
وتوقعت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وصول متوسط الطلب خلال الربع الرابع من العام الحالي إلى 99.70 مليون برميل يومياً، كما رفع بنك "غولدمان ساكس" توقعاته لسعر مزيج "برنت" بحلول نهاية العام إلى 90 دولاراً للبرميل، وذلك من 80 دولاراً حالياً، بسبب تعافي الطلب على الوقود بمعدل أسرع من المتوقع من تداعيات انتشار "متحورة دلتا"، وتأثير إعصار "آيدا" على الإمدادات العالمية. وذكر "غولدمان ساكس" في مذكرة بحثية حديثة أن "لدينا منذ فترة طويلة توقعات إيجابية لأسعار النفط، لكن العجز بين العرض والطلب في الوقت الراهن أكبر من توقعاتنا مع انتعاش الطلب العالمي من أثر متحورة دلتا بأسرع من توقعاتنا السابقة، ومع استمرار الإمدادات العالمية عند مستويات أقل من توقعاتنا السابقة". وذكر أن الضرر الذي ألحقه إعصار "آيدا" بالامدادات محا أثر زيادة إنتاج "أوبك+" وفاقه، وما زال إنتاج النفط غير الصخري مخيباً للآمال.وفيما يتعلق بتوقعاته لعام 2022، خفض البنك متوسط توقعاته للربعين الثاني والرابع إلى 80 دولاراً من 85 دولاراً للبرميل، آخذا في الاعتبار احتمال التوصل إلى اتفاق نووي أميركي - إيراني بحلول أبريل (نيسان) المقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك صرح مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها أو المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، حققوا هدف التخلص من فائض النفط في السوق العالمية، مضيفاً أنه من المهم الآن الحفاظ على توازن السوق. وتابع: "التحركات المشتركة أتاحت التخلص من فائض النفط الذي تراكم عندما كان الطلب منخفضاً. أعتقد أننا أتممنا هذه المهمة، والمهم الآن هو الحفاظ على هذا التوازن ومزامنة الإنتاج والطلب مع تعافي السوق". وتمسكت المجموعة خلال اجتماعها الأخير في أكتوبر الحالي، باتفاقها في يوليو (تموز) الماضي على زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يومياً كل شهر حتى أبريل 2022 على الأقل، للتخلص تدريجياً من خفوض تبلغ 5.8 مليون برميل يومياً.