"البريد الملكي" البريطاني يختبر مسيرات لإيصال البريد إلى جزر اسكتلندية نائية

تجري خدمة "البريد الملكي" البريطاني Royal Mail تجارب في اسكتلندا لاختبار إمكان إيصال البريد بواسطة طائراتٍ بلا طيّار إلى الجزر النائية، والمساهمة في تخفيض انبعاثات غاز الكربون. وقد بدأت التجارب التي تدوم لمدة أسبوعين يوم الاثنين الفائت، من مدينة كيركوال في اتّجاه جزيرة "نورث رونالدسي" الواقعة في أرخبيل أوركني شمال اسكتلندا.

ويتمّ نقل البريد بواسطة طائرة كبيرة بلا طيّار أطلق عليها اسم "ألترا" Ultra، كانت قد عملت على بنائها شركة النقل "ويندريسرز ليمتد"  Windracers Ltd التي تتّخذ من المملكة المتّحدة مقرّاً لها، على أمل أن تنجح في تأمين التواصل مع مجتمعات الجزر النائية بشكل أفضل.

ويمكن للطائرة المسيّرة هذه أن تنقل نحو 100 كيلوغرام من أنواع مختلفة من البريد إلى الجزيرة، على أن يُقوم بعد ذلك كالمعتاد سعاة بريد محليّون بتوزيعها على المتلقّين عندما تصل إلى الجزيرة الشمالية.

نيك لاندون كبير الإداريّين التجاريّين في خدمة البريد الوطنية في بريطانيا "رويال ميل" قال: "إننا معنيّون بتقديم خدمة رائعة لجميع عملائنا، أينما كانوا مقيمين في المملكة المتّحدة. ونحن في المقابل متحمّسون للغاية لحماية بيئاتنا المتنوّعة والجميلة".

وأضاف: "لقد صُمّمت هذه التجربة للمساعدة في تحقيق هذين الهدفين، وذلك باستخدام أكثر التقنيات ابتكاراً لدعم المجتمعات النائية والمعزولة التي نتولّى خدمتها بأكثر الطرق حمايةً للبيئة".

تجدر الإشارة إلى أن في حال نجاح هذه التجارب، فيمكن لخدمة "رويال ميل" أن تعتمد الطائرات بلا طيّار على نطاق واسع لدعم عمّالها الذين يقومون بإيصال البريد إلى المناطق النائية في جميع أنحاء المملكة المتحدة من جهة، والمساهمة في تخفيض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من جهةٍ أخرى.

وتقول سارة مور التي تعمل ساعية بريد محلّية في جزيرة "نورث رونالدسي": "إنه لأمرٌ مثير للاهتمام حقّاً أن أشارك في هذه التجارب. فمنطقتنا هي نائية جدّاً في المملكة المتّحدة، وأنا فخورة بالانخراط في مبادرة من شأنها أن تساعد خدمة "رويال ميل" على بذل كلّ ما في وسعها من أجل الحفاظ على التواصل ما بين مختلف مناطق البلاد".

هذه التجربة هي الثالثة لطائرةٍ مسيّرة تقوم بها خدمة البريد الوطنية في المملكة المتحدة خلال العام الأخير، بحيث تمّ في تجربةٍ أولى تسليم البريد في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2020 إلى جزيرة مول في اسكتلندا، وفي تجربةٍ ثانية في مايو 2021 جرى إيصاله إلى جزر سيلي قبالة ساحل كورنوال.

أما الاختبار الثالث هذه المرّة فيشكّل جزءاً من مشروع "بيئة اختبار الطيران المستدام" Sustainable Aviation Test Environment  الذي يتّخذ من مطار كيركوال مركزاً لعمليّاته، وتقوم بتمويله "هيئة البحث والابتكار في المملكة المتّحدة" UK Research and Innovation  من خلال "صندوق التحدّي الاستراتيجي الصناعي"  Industrial Strategy Challenge Fund.