Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عملية الموساد بحثاً عن أراد "جريئة وشجاعة لكنها فاشلة"

لماذا كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عن تفاصيلها... وأين نفذت؟

سقط الطيار الإسرائيلي رون أراد في لبنان عام 1986 (أ ف ب)

نجح رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، في وضع نفسه عنواناً مركزياً، محلياً وعالمياً وعربياً، عندما اختار أن يكشف في خطابه أثناء افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، عن عملية قام بها الموساد في سبتمبر (أيلول) الماضي، في محاولة للتوصل إلى معلومات جديدة لحل لغز اختفاء الطيار الإسرائيلي رون أراد، الذي سقطت طائرته في لبنان عام 1986 خلال قيامه بعملية استخبارية، وفقدت آثاره عام 1988.

جاء تصريح بينيت في ذروة النقاش في الكنيست بشأن مختلف القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، والحديث عن إمكانية تقديم اقتراح نزع ثقة عن حكومته من قبل "الليكود"، بعد أن يتمكن الحزب من سحب مؤيدين للائتلاف وضمان إسقاط الحكومة. وقد أثارت حركة بينيت موجة انتقادات واسعة من سياسيين وأمنيين.

ونقل عن رئيس جهاز الموساد، ديفيد برنياع، خلال اجتماع مغلق عقده بعد تنفيذ العملية وتسربت بعض تفاصيلها، إنها كانت "عملية شجاعة، جريئة ومعقدة، لكنها فاشلة. لقد كان ذلك فشلاً ذريعاً، لكننا سنواصل جهودنا".

وخلال مناقشة تصريح بينيت، تم تناقل مختلف التصريحات عن مسؤولين أمنيين وسياسيين، من بينها "كانت العملية خلاقة ونفذت في دول عدة، إلا أنها لم تنجح ولم تؤد إلى أي اختراق، ولم تكشف عن معلومات جديدة بشأن مصير أراد".

ووصف أمنيون حديث بينيت عن العملية بـ"الخطوة الصبيانية" التي "لا حاجة إليها". وقال مسؤول أمني مطلع على العملية إنه "إعلان في غير مكانه، خصوصاً أنه لم يضف أي جديد إلى المعلومات التي يشملها ملف الطيار رون أراد تحت عنوان لغز أراد".

لكن السؤال إذا ما كان تصريح بينيت مجرد خطوة صبيانية أم أنه محاولة لصرف الأنظار عن المعطيات التي كشفت في اليوم نفسه، وتشير إلى تعزيز قوة "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو مقابل تراجع بعض أحزاب الائتلاف الحكومي. وفي الوقت نفسه، تحدث قادة "الليكود" عن جهود لسحب نواب من الائتلاف الحكومي وضمان أصواتهم إلى جانب اقتراح لـ"الليكود" بنزع الثقة عن الحكومة. وهو أمر أثار قلق بينيت- لبيد على مستقبل حكومتهما.

خطف ضابط إيراني

وتعرض بينيت لانتقادات واسعة من أمنيين ومن عاملين سابقين في الموساد. وفي حين استعرضت وسائل الإعلام العربية تصريح بينيت وما تبعه من تعليقات وانتقادات من جانب الإسرائيليين، تناولت وسائل الإعلام العبرية ما تناقلته وسائل الإعلام العربية على لسان مسؤولين عرب، بينها ما ذكرته قناة "العربية" بشأن العملية بأنها كانت في لبنان وتم إجراء فحص DNA لإحدى الجثث المدفونة في لبنان. وما نقلته صحيفة "رأي اليوم" بشأن "عملية نفذها الموساد داخل الأراضي السورية قامت خلالها وحدة تابعة له باختطاف جنرال إيراني ونقله إلى إحدى الدول الأفريقية والتحقيق معه ثم إخلاء سبيله. ومن المرجح أن الإيرانيين تتبعوا العملية بعد حدوثها، واكتشفوا من أين أديرت. ويرجح أن بينيت كان يشير إلى هذه العملية تحديداً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أعقاب الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها بينيت، بعد الكشف عن تنفيذ العملية، أصدر رئيس الحكومة بياناً، جاء فيه "عملية الحصول على معلومات استخبارية عن رون أراد كانت ناجحة وحققت أهدافها العملياتية الاستثنائية. هناك قيمة مهمة لكشف العملية لأعضاء الكنيست والجمهور للتعبير عن الجهد الكبير والالتزام بإعادة أبنائنا، حتى بعد سنوات عديدة من أسْرهم من قبل العدو. وأي نشر آخر لمعلومات مختلفة هو نشر كاذب".

ما بين مفقود وميت

في إسرائيل، تناقض وصف أراد في قائمة الجيش الإسرائيلي وشعبة الاستخبارات العسكرية ما بين جندي مفقود وجندي توفي في الأسر. وأطلق على ملفه اسم "حرارة الجسد". أما عائلته فتعتبره مفقوداً وتواصل الضغط على الموساد والحكومة الإسرائيلية لمعرفة مصيره.

في جهاز شعبة الاستخبارات العسكرية، هناك تقارير داخلية تعتبر أراد متوفى منذ عام 1988، بعد عامين من اختطافه بسبب مرض. وبحسب الرواية الإسرائيلية هذه، سقط أراد في أيدي حركة أمل بقيادة مصطفى الديراني، الذي احتجزه في بيت في قرية النبي شيت اللبنانية. وفي مرحلة معينة، أخذه الحرس الثوري ونقله إلى إيران، حيث احتجز لسنوات عدة، ثم أعيد إلى لبنان.

لكن، في مقابل هذا، تحدث مسؤولون أمنيون عن صعوبة فهم ما حدث لأراد، وتوقعوا أن يكون قد توفي في عام 1995 أو 1996.

أما الرئيس السابق للموساد، مئير دغان، فاعتبر أن أراد نقل من لبنان واحتجز في إيران لفترة طويلة. فيما اعتبر الرئيس السابق لـ"الشاباك"، يوفال ديسكن، أن أراد لم يغادر لبنان، والحديث عن نقله إلى إيران هو "جعجعة استخبارية".

المزيد من الشرق الأوسط