كتاب جديد للناقد العراقي عبد الله إبراهيم صدر حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بعنوان" أعراف الكتابة السردية".
يتطلّع هذا الكتاب إلى الوقوف على أعراف الكتابة السردية، ويحاول المؤلف اشتقاق معظمها من تجارب كبار الروائيين، ومن آرائهم في ما يكتبون، ومما استخلصه من تجربته النقدية في مواكبة صنعة السرد مدّة طويلة. وقد حرص الكتاب على تشييد سياق حاضن للأفكار، وترتيبها، لدعم الهدف الذي يرمي إليه، وهو وضع لائحة بأعراف الكتابة السردية جرى صوغها من مدوّنة كبيرة تراوحت بين الأقوال الدالّة على أهميتها، والنصوص الداعمة لها، فانتهى الكتاب إلى تركيب يمزج آراء الآخرين بآراء المؤلف.
ولعل تأليف هذا النوع من الكتب، كما يعبر المؤلف، لا يقوم على اجتهاد فردي، فحسب، بل على اختبار تجارب الآخرين في ضوء غاية مقصودة تستبطن عمل الناقد، وتتناثر في صفحات كتابه. ويقول إنه بذلك حرص على مزج الوصف بالتحليل، وربط الاستنطاق بالتأويل، مما يستجيب توقّعات القارئ في الدخول بيسرٍ إلى عالم الكتابة الروائية. ذلك أنّ الناقد، في أوّل أمره، يحاول أن يفسّر كل شيء، غير أنه لا يلبث، بدوام الممارسة، أن يجعل الأفكار تفسّر نفسها بتأثير من السياق الذي تَرِدُ فيه، فيتحوّل من شخص يسعى إلى اشتقاق تفسيره الخاص إلى آخرَ يتولّى توفيرَ الظروف المنهجية التي تجعل الأعمال الأدبيةَ تكشف عن أهميتها والكتاب يتوجه إلى النقاد والروائيين في آن واحد.
عبد الله إبراهيم ناقد، وأستاذ جامعي من العراق، متخصّص في الدراسات السردية والثقافية. نال درجة الدكتوراه من جامعة بغداد في عام 1991. عمل أستاذاً للدراسات النقدية في عدد من الجامعات العربية، وهو باحث مشارك في موسوعة كامبريدج للأدب العربي وعضو الهيئة العلمية لمعهد غرناطة للبحوث والدراسات العليا. حاصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الآداب واللغة العربية لعام 2014، وجائزة الشيخ زايد في الدراسات النقدية لعام 2013، وجائزة شومان للعلماء العرب لعام 1997، وله أكثر من 20 كتاباً منشوراً، من مؤلّفاته: موسوعة السرد العربي (9 أجزاء)، والمطابقة والاختلاف (3 أجزاء)، وأمواج (سيرة ذاتية).
