Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انخفاض توقعات الحرب مع إيران رغم نبرة ترمب العالية

خبراء يحذرون من انتشار صواريخ طهران عبر وكلائها في المنطقة

تفاعلت التعليقات الأميركية مع تصريحات الرئيس دونالد ترمب خصوصاً بعدما تأرجحت تصريحاته بين النهاية المأساوية لإيران وعلى غرار ما حدث للعراق وصولاً الى المفاوضات العادلة والرغبة بالحوار في غضون أسبوع واحد فقط!

مايكل بومبيو دخل على الخط ليخبر الحلفاء في المنطقة والاتحاد الأوربي بأنه بلاده تريد مفاوضات وليس غارات، ومع ذلك، لا ينبغي أن يكون ذلك مفاجأة البتة! فقد قام ترمب بحملته الرئاسية على وعد بإنهاء حروب أميركا التي أسماها الطويلة والمكلفة. وعندما حذر كوريا الشمالية في سلسلة تغريدات عن "النار والغضب" أنهي تغريدات السعير بالتفاوض ولقاء نظيره الكوري الشمالي ليس في الأمر غرابة مع رجل المال والأعمال.

وهكذا أصبح الحال مع إيران، بعد تصريحات الرئيس عالية النبرة وإرسال قوات جديدة في المنطقة مع حاملة الطائرات العملاقة كان مطلب ترمب الأساسي من آية الله هل يمكننا التحدث؟ وهو ما نشره عبر حسابه الشخصي في التاسع من مايو (أيار) 2010 قائلا "ما يجب عليهم فعله هو الاتصال بي... يمكننا عقد صفقة عادلة".

يبدو ان الرجل يجيد فن الصفقات بنحو أكبر من لغة فن الممكن!  حيث لم تكن الأزمة مع إيران هي الأولى من نوعها تلك التي اختبرت الرئيس الأميركي ومواقفه! فقد سعى كبير مستشاري الأمن القومي جون بولتون الى وضع الولايات المتحدة على سكة الحرب مراراً لكن ترمب قام بتفضيل عقد الصفقات، ما أدى إلى سلسلة الخلافات بين الرئيس ومستشاره.

بين الحرب واللا حرب

في آخر تصريح للسناتور الجمهوري ميت رومني عن ولاية يوتا، تناغم الرجل الى حد كبير مع الاعتقاد السائد بان "التصريحات لن تجلب مواجهات" على الرغم من التوتر المتزايد في منطقة الخليج العربي ووسط تحركات للقوات الأميركية هناك.

رومني الذي توصف علاقته بالمتشنجة مع الرئيس ترمب على خلفية خلافات نشبت بين الاثنين داخل الحزب الجمهوري بشأن عدم عقلانية الرئيس ترمب بالتعاطي مع ملفات السياسة الداخلية والخارجية على حد وصفه أكد قائلا: "الذهاب إلى خيار الحرب مع إيران لن يحدث".

وقد عزى رومني تصريحاته الى ان المعلومات الاستخباراتية ألمحت الى إن هناك الكثير من المخاطر على القوات الأميركية والحلفاء لكنها لا تكاد ان تخرج عن رصد للسفن التجارية الإيرانية وهي تحمل صواريخ وذخيرة وهو ما يعتقد ان يكون مجرد استعدادات للدفاع ضد أي هجوم أميركي متجاهلا التقارير المصورة عن تحركات إيران ووكلائها في المنطقة.

 وعلى الرغم من ان مت رومني يشغل منصب عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ دفعه هذا الى وصف التهديد لمصالح الولايات المتحدة بأنه "حقيقية" حيث ادلى بتصريحات مفادها "سوف نتأكد من أنهم يفهمون عواقب الامور إذا ما قاموا بعمل ضد شعبنا وحلفائنا وأصدقائنا، ستكون هناك نهايات أشد بكثير من العقوبات الأولية التي تخضع لها إيران اليوم ".

اما مدير وكالة المخابرات المركزية السابق ديفيد بترايوس وفي آخر تصريح له، فقد نصح إيران بأن تكون "حذرة للغاية" مع استمرار التوتر في منطقة الخليج مضيفاً "سيتعين على إيران توخي الحذر الشديد وعدم المبالغة في تقدير قوتها لأن هذا سيفضي إلى نوع من الرد العقابي الموجع ".

التحليل السياسي والعسكري من واشنطن

وفي تحليل سياسي من العاصمة واشنطن أوضح مايكل نايتس زميل برنامج "ليفر" في معهد واشنطن والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج بأن التصعيد ضد إيران في المنطقة كان مبرراً قائلا "اتّبعت عمليات نقل الصواريخ الإيرانية إلى الخارج نمطاً مميزاً حيث يتم توفير صواريخ المدفعية بعيدة المدى ثم تضاف إليها الصواريخ البالستية القصيرة المدى إضافة الى تخصيص سلسلة من مواقع الإطلاق تكون أوسع نطاقاً ويصعب توقّعها

وفي سياق متصل تابع نايتس بالقول "مع تفويض وكلاء إيران في الخطوط الامامية بتجهيز منصات لإطلاق الصواريخ فإن هذا سيتيح لإيران زيادة عدد الضربات من خارج أراضيها وباستخدام عناصر غير إيرانية لإبعاد شبهة ارتباطها بما يحصل".

اما أساف أوريون وهو عميد إسرائيلي متقاعد مختص بشؤون الدفاع والذي زار العاصمة واشنطن فقد رصد المناورة العسكرية الإيرانية في المنطقة قائلا "رغم ان إيران انزلت سلاحها من على متن قواربها وطراداتها في الخليج الا انها ما زالت تتمتع بقواعد صواريخ أمامية في عدد من البلدان.

مواقع صواريخ إيران

واستطرد قائلا" في لبنان، تملك إيران ترسانة تضمّ حوالي 12 ألف ذخيرة تتراوح بين صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، إلى جانب مئات الصواريخ من نوع فجر 5 إيرانية الصنع والتي يصل مداها إلى 75 كيلومتر، وصواريخ زلزال بمدى 300 كيلومتر كل هذا تحت تصرف حزب الله".

وبالحديث عن غزة، فقد أوردت معلومات استخباراتية بحسب قول العميد الإسرائيلي السابق   بان إيران أوصلت الى حماس صواريخ بالستية الى جانب خبراء يساعدون في إنتاجها وإصلاحها محلياً ليتم إطلاق هذه الصواريخ من غزة باتجاه تل أبيب كما حدث في ابريل (نيسان) الماضي.

في حين أوضح ان الموقع الآخر والذي تنتشر فيه الصواريخ الإيرانية  من نصيب سوريا حيث زودت إيران القوات في سوريا بصواريخ جاهزة وبالقدرة على إنتاجها، بما فيها صواريخ "إم-600" يصل مداها إلى 300 كيلومتر مما دفع بالقوات الإسرائيلية إلى استهدافها.

ويستمر أساف أوريون بالتأشير على الخارطة مشدداً على ان اليمن ومنذ 2015، بدأت إيران بتعليم المتمردين الحوثيين كيفية إنتاج صواريخ مدفعية من طراز بدر1 بمدى 150 كيلومتراً، وكيفية تحويل الصواريخ بمسار حر وبمدى 250 كيلومتراً وتصنيع صاروخ بديل من طراز "قاهر" بمدى 400 كيلومتر كما واواضح انه تم أرسال نسخة عن صاروخ "قيام 1" قصير المدى وهو ما يسميه الحوثيون بـ (بركان 2) لكي يتمكن الحوثيون من ضرب الرياض ومدن سعودية أخرى ووفقاً لتقارير منظمة الأمم المتحدة.

اما المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية والمستقاة من العراق وتحديداً من محافظة البصرة فهي التي دفعت بوزير الخارجية الأميركية بومبيو إلى العدول عن لقاء المستشارة الألمانية انجيلا ميركل قبل أسبوعين والتوجه سريعا الى بغداد في زيارة مفاجئة، بعدما حصلوا على صور أرضية -لم تكن عبر الأقمار الصناعية-  تبينُ منصات ضخمة وجهت نحو المعسكرات الأميركية في العراق، حيث تصاعد القلق في دوائر الاستخبارات الأميركية من قيام إيران سراً بتزويد صواريخ مدفعية طويلة المدى إلى ميليشياتها في العراق، بما في ذلك كتائب حزب الله وحركة النجباء اللتان صنفتهما الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب، الى جانب منظمة بدر المشاركة في حكومة عادل عبد المهدي الحالية.

وفي موضوع ذي صلة، أفادت تقارير استخباراتية الى أن هذه الميليشيات التابعة لإيران قد خضعت لدورات بشأن تطوير واستخدام المنصات الخاصة بأطلاق الصواريخ في محافظات ديالى وصلاح الدين ومعسكر سبايكر ومنطقة جرف الصخر وكربلاء بالقرب من بحيرة الرزازة إضافة الى محافظة واسط العراقية بالجوار من معسكر الصويرة.

الى ذلك، اكدت التقارير الإسرائيلية الى ان صواريخ المدفعية قد دخلت أساساً إلى العراق في ناقلات مياه وناقلات نفط فارغة، وهو تكتيك استُخدم في اليمن لذا تتأخذ القوات الأميركية الحيطة والحذر، ورفعت من قدرتها القتالية في منطقة الخليج.

المزيد من دوليات