Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل قلصت "السلطة" تحويلات العلاج في الخارج عن غزة؟

يتواجد المسؤول صاحب تلك الصلاحية عادةً في وزارة الصحة برام الله

عاني قطاع غزة نقصاً في الدواء والأجهزة الطبية والكادر الصحي (اندبندنت عربية – مريم أبو دقة)

واضعاً يده على قلبه، خائفاً من أي جلطة تأتي على غفلة فتزهق روحه، يقول المواطن الفلسطيني المريض رامي إنه يعاني انسداد شرايين عدة في قلبه، ويحتاج إلى تركيب دعامات وعمليات أخرى، لكن ذلك غير متوفر في قطاع غزة، فهو بحاجة إلى تحويل طبي ليتمكن من إجراء عملية قد تنقذ حياته.
على سرير المستشفى يرقد رامي منذ خمسة شهور يتنظر دوره في الحصول على تحويلة طبية للسفر إلى مستشفيات الضفة الغربية أو إسرائيل، لتلقي العلاج لكن من دون جدوى. حاول جاهداً الضغط على الأطباء أكثر من مرة، وتقدم بطلب نحو خمس مرات للسفر من أجل العلاج ولم يحصل على رد.

قلة الإمكانات الطبية
ويعود فشل رامي في الحصول على خدمة العلاج لسببين، الأول نقص الدواء الخاص بمرضى القلب في غزة وقلة الإمكانات المتاحة للتعامل مع أعداد المصابين. أما الثاني فيتمثل في تقليص وزارة الصحة في رام الله التحويلات الطبية لتقتصر على الحالات المصنفة "طارئة جداً".
وتعد أمراض القلب المسبب الأول للوفاة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، التي تشير إلى أن حالات الوفاة الناجمة عن ذلك بلغت حوالى 49.5 في المئة من إجمالي الوفيات في غزة، فيما وصلت نسبة الإصابة بهذه الأمراض في القطاع إلى ما يزيد على 7 آلاف حالة سنوياً.


وتضم غزة ستة أجهزة خاصة بعمليات قسطرة القلب، تمتلك المستشفيات الحكومية اثنين منها، بينما تتبع الأربعة الأخرى للمستشفيات الخاصة، أي يتوجب على المريض أن يدفع ثمن العملية كاملاً مقابل تلقي خدمة العلاج. ويقول رئيس قسم القلب والشرايين في "مجمع الشفاء الطبي" محمد حبيب إنهم يعانون "شح المستلزمات الطبية المستخدمة في عمليات القسطرة، والسبب في ذلك أنه لا يوجد توريد منتظم من وزارة الصحة في رام الله إلى مستشفيات غزة، مما يجعل من خيار التحويل إلى الخارج أقرب حل ممكن.
ويهدف تحويل المريض إلى الخارج لأن يتلقى الخدمة الطبية مجاناً على أن تتولى وزارة الصحة الفلسطينية دفع ثمن العلاج اللازم. ويشمل خيار التحويل إلى الخارج إما تقلي الخدمة الطبية داخل مستشفيات خاصة أو أهلية عاملة في غزة، أو السفر إلى الضفة الغربية أو إسرائيل أو مصر لتلقي العلاج.
ويحضر المسؤول عن التحويلات الطبية بوزارة الصحة عادة في رام الله، بينما لا تمتلك غزة أدنى صلاحية لإجراء ذلك. وتجري العملية بأن يصدر المستشفى في القطاع ورقة تحويل يرسلها المريض إلى دائرة التحويلات، وينتظر إلى حين يحصل على موافقة من الصحة في رام الله على التغطية المالية ومكان تلقي العلاج.
وأوضح رئيس قسم القلب والشرايين في "مجمع الشفاء الطبي" محمد حبيب أن التحويلات الطبية الخاصة بمرضى القلب في قطاع غزة تقلصت إلى 24 في المئة عند مقارنتها بعام 2019، إذ كانت تبلغ 109 آلاف تحويلة في العام، لكنها انخفضت إلى 80 ألف تحويلة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تسببت بزيادة الوفيات.

لماذا تحتاج غزة إلى التحويلات؟

وعلى الرغم من وجود أجهزة طبية مخصصة لتقديم الرعاية الصحية لمرضى القلب، إلا أن التحويلات للعلاج في الخارج تعد الأولوية الأولى، بينما قال حبيب إن "هناك نحو 7 آلاف مريض بحاجة إلى عمليات قلب، فيما لدينا في كل المستشفيات الحكومية 29 سريراً فقط تتبع أقسام العناية المركزة للقلب وجراحة القلب، وليس ذلك فقط، نحن نعاني أيضاً نقصاً حاداً في المستلزمات الطبية وكوادر مقدمي الخدمات الصحية".
ويُقدر حبيب عدد أطباء القلب الموجودين في غزة بحوالى 2.5 طبيب قلب لكل 100 ألف شخص، فيما الحد الأدنى المقبول عالمياً هو ستة أطباء قلب لكل 100 ألف نسمة.
قبل أغسطس (آب) 2020، كانت المراكز الطبية الستة التي تمتلك أجهزة مخصصة لعمليات القلب في غزة تجري ما يتراوح بين 400 و 500 عملية قسطرة شهرياً، لكن ذلك الرقم انخفض بعد تفشي فيروس كورونا، ليقتصر على مستشفى واحد بمعدل ثماني عمليات يومياً وللحالات الطارئة فقط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مرضى الأورام الأكثر حاجة إلى التحويلات

أمام الواقع الصحي الهش في غزة يعيش نحو 1600 مريض بمختلف أنواع الأورام السرطانية، ولكن على نحو أكثر سوء من مرضى القلب، فالخدمة الطبية المتاحة للسرطان في القطاع تقتصر على الجرعات الكيماوية والبيولوجية فقط، الأمر الذي يجعل غزة تعتمد في هذا الملف على التحويلات الخارجية بالدرجة الأولى.
ويقول مدير مستشفى الرنتيسي محمد أبو ندى إن "القطاع يسجل نحو 100 حالة تشخيص إصابة بالسرطان شهرياً، لا يتوفر لجميعهم العلاج في غزة، التي تفتقر إلى الأجهزة العلاجية، وأبرزها العلاج الإشعاعي والماسح الضوئي PET/CT المستخدم في التشخيص، لذلك نضطر إلى إجراء تحويلات طبية لتلقي الخدمة في مستشفيات الضفة الغربية أو إسرائيل".
وبحسب البيانات المتوافرة فإن تقليص التحويلات الطبية الخاصة بمرضى السرطان وصل إلى 53 في المئة، فيما يحتل هؤلاء الدرجة الأولى من إجمالي التحويلات الطبية عند مقارنتهم بالمرضى الآخرين.


زيادة وليس نقصان

في المقابل، قال مدير دائرة العلاج في الخارج بوزارة الصحة الفلسطينية هيثم الهدري إن "التحويلات الطبية لم تنخفض عن قطاع غزة في أي لحظة، ويومياً يصدر عن صحة رام الله نحو 100 تحويلة، وهذا العدد في زيادة بنسبة وصلت إلى 35 في المئة عن عام 2019".
وبحسب وزارة الصحة في رام الله فإن قيمة التحويلات الطبية لقطاع غزة تبلغ نحو 1.1 مليون دولار أميركي سنوياً، وهذا المبلغ يتم اقتطاعه من موازنتها التي تقدر بحوالى 530 مليون دولار، فيما لا زالت الحكومة الفلسطينية تزود كل المستشفيات والمراكز الطبية بالأدوية والتطعيمات والمستلزمات الطبية.

المزيد من الشرق الأوسط