Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأسرى الفلسطينيون يروون تفاصيل هروبهم ولحظات حريتهم

يواجهون اتهامات بالتخطيط لعملية عسكرية

رجل أمن إسرائيلي يقوم بأعمال المراقبة عند برج للمراقبة تابع لسجن جلبوع شمالي إسرائيل (أ ف ب)

باستخدام أدوات الطبخ وطوال تسعة أشهر من العمل المتواصل؛ حفر الأسرى الفلسطينيون الستة "نفق الحرية" للخروج من سجن جلبوع الإسرائيلي في السادس من سبتمبر (أيلول) الحالي، قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من اعتقال أربعة منهم، بعدها بخمسة أيّام في جنوب الناصرة.

وبدأت التفاصيل المحيطة بفرارهم من السجن بالتكشف فور لقاء محامي الأسرى الأربعة بهم في معتقل الجملة العسكري بعد خمسة أيام من إعادة اعتقالهم، وذلك عقب انتزاع هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قراراً من المحكمة العليا الإسرائيلية بالسماح بإجراء اللقاء في ظل رفض جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) ذلك.

ومن خلال فاصل زجاجي وعبر الهاتف وبوجود كاميرات المراقبة تمكّن المحامون من اللقاء مع الأسرى الأربعة للاطمئنان على صحتهم، والوقوف على كيفية حفرهم النفق، وهروبهم من السجن، وظروف اعتقالهم.

وبعد تمكن الأسرى الستة من الخروج من فتحة النفق خارج السجن الشديد التحصين، انطلقوا مشياً على الأقدام باتجاه قرية الناعورة وهي الأقرب إلى سجن جلبوع إذ تبعد عنه سبعة كيلومترات.

وبعد وصولهم إلى مسجد القرية، انفصل الستة إلى ثلاث مجموعات؛ شخصان لكل مجموعة، واتجهوا إلى أماكن مختلفة سعياً إلى الوصول في نهاية المطاف إلى مسقط رأسهم في محافظة جنين في الضفة الغربية.

لكن التعزيزات العسكرية الإسرائيلية المكثفة على طول الخط الأخضر الفاصل بين إسرائيل وجنين، أجبرتهم على التوجه شمالاً، حتى تهدأ الأوضاع ويدخلوا جنين بعد ذلك بحسب محامي "قائد عملية النفق" محمود العارضة، رسلان محاجلة.

وقال محاجلة إن محمود العارضة مسجون لدى إسرائيل منذ 1996، ومحكوم بالسجن المؤبد، وبأنه "لم يرَ أمامه سوى الهروب من السجن سبيلاً للحرية"، مضيفاً أن "عملية حفر النفق بدأت مع نهاية عام 2020 واستمرت حتى سبتمبر الحالي؛ باستخدام أدوات طبخ مع إلقاء التراب في قنوات الصرف الصحي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعترف محمود العارضة لمحاميه بأنه "تولى تخطيط وتنفيذ العملية من دون مساعدة داخلية في السجن، أو خارجه"، مشيراً إلى أن الأسير زكريا الزبيدي "انضم إلى خطة الهروب قبل شهر من التنفيذ، كما نُقل بناءً على طلبه إلى غرفة محمود ورفاقه الأربعة قبل أيام من العملية". 

وأشار محاجلة إلى أن محمود العارضة ورفيقه يعقوب القادري اعتمدا خلال فترة هروبهما على "المزارع في مرج ابن عامر، وعلى بقايا الطعام الملقى في النفايات"، مشيراً إلى أنهما بقيا لمدة يومين من دون شرب المياه قبل اعتقالهما".

وأوضح محاجلة أن الأسيرين "ارتديا ملابس نظيفة قبل ساعتين فقط من اعتقالهما في حي الفاخورة بمدينة الناصرة على يد الشرطة الإسرائيلية".

لكن رواية العارضة والقادري تتناقض بشأن ظروف اعتقالهما؛ فبينما أشار القادري على لسان محاميته حنان الخطيب إلى وجود وشاية من شابين فلسطينيين في داخل إسرائيل قادت إلى اعتقالهما، فإن محامي العارضة نفى ذلك، مضيفاً أن موكله أبلغه أن "الاعتقال جاء بالصدفة، موجهاً التحية للفلسطينيين في إسرائيل".

وشدد محاجلة على أن العارضة والقادري "حرصا بشكل كبير على عدم دخول القرى والمدن الفلسطينية داخل إسرائيل خوفاً على الفلسطينيين من المساءلة والملاحقة".

بدورها كشفت المحامية حنان الخطيب عن أن عملية الهرب تم تقريبها لأسبوع قبل موعدها؛ بسبب شك سجانٍ إسرائيلي في وجود أتربة في غرفة السجن، مضيفاً أن الأسرى هربوا في تلك الليلة.

ونقلت حنان الخطيب عن موكلها قوله "هي أجمل خمسة أيام في حياتي، حلم وتحقق".

وأشارت الخطيب إلى أن المحكمة الإسرائيلية ستعقد جلسة ثانية يوم الأحد المقبل للأسرى الأربعة الذين تتهمهم بالهروب من السجن ومحاولة تنفيذ عملية عسكرية.

المزيد من تقارير