Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قطاع الإنترنت في الصين يرزح تحت ضغوط  تشديد اللوائح الاستثمارية

شنت بكين حملة على تعدين "بيتكوين" ووضعت أمن البيانات والسوق تحت رقابة تنظيمية صارمة

يتوقع أن ينتج عن تعدين "بيتكوين" 131 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2024 (أ ف ب)

بعد فترة من النمو السريع والابتكار، دخل قطاع الإنترنت في الصين مرحلة جديدة من التطور مع عوامل الدفع والجذب التي تدفع شركات الإنترنت إلى التطور، بما في ذلك تشديد اللوائح وسوق محلية مشبعة بشكل متزايد مع تغير التركيبة السكانية والتوترات الجيوسياسية.

ويبحث الإصدار الرابع من تقرير "الإنترنت في الصين 2021"، في كيفية تأثير هذه العوامل على الشركات للنظر خارج أسواقها القائمة، ونماذج الأعمال المحورية، والتركيز على شرائح العملاء الجديدة، والتكيف مع الديناميكيات المتغيرة لتبقى قادرة على المنافسة. 
وتطرق التقرير إلى مسألة استهلاك تعدين "بيتكوين" الكثير من الطاقة، بحيث سيحتل هذا القطاع المرتبة التاسعة بين أكبر 10 مراكز حضرية صناعية لانبعاث الكربون في الصين بحلول عام 2024، وهو أمر مشكوك فيه ويفسر سبب تراجع الحكومة الصينية هذا العام عن حظر إنشاء أكبر عملة مشفرة.
ويُتوقع أن ينتج عن استخدام أجهزة الكمبيوتر المستهلكة للطاقة لحل مشكلات التشفير لإنشاء عملة "بيتكوين" (المعروفة باسم التعدين)، 131 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2024، لتحل تلك الممارسة خلف مدينة أوردوس للتعدين بالفحم في منغوليا وقبل مركز إنتاج الصلب في هاندان في شاندونغ، وفق تقرير الإنترنت الصيني لعام 2021، وبحسب البيانات المقدمة من مؤشر "كامبريدج بيتكوين" لاستهلاك الكهرباء.
ويفسر استخدام الطاقة وانبعاثات الكربون الناتجة عن تعدين "بيتكوين"، الحملة على الصناعة، والتي تأتي "وسط طموحات الصين الخضراء المتنامية، إذ تهدف إلى الوصول إلى ذروة الانبعاثات بحلول عام 2030 وحياد الكربون بحلول عام 2060"، وفق تقرير صادر عن شركة "أس سي أم بي" للأبحاث.
وعلى الرغم من أن الصين كانت في حالة تراجع بالفعل قبل الحملة، فإنها لا تزال تستحوذ على نسبة 46 في المئة من تعدين "بيتكوين" في العالم، الذي يستهلك قدراً كبيراً من الكهرباء. وتشعر الحكومة الصينية بالقلق من أن التقلبات والطبيعة المضارِبة لعملة "بيتكوين" يمكن أن تؤدي أيضاً إلى "تداعيات مدمرة في المجتمع".
وتأتي حملة الصين على العملات المشفرة، والتي تسببت في تراجع قيمة "بيتكوين" في وقت سابق من هذا العام، كواحدة من الاتجاهات الرئيسة لعام 2021 المحددة في تقرير "برو إيديشن" المكون من 138 صفحة، حول أكبر سوق للتكنولوجيا والإنترنت في العالم. وسجل التقرير اللوائح المشددة على جبهات متعددة، والتي أدت إلى شق طريق وعر أمام عروض أسهم التكنولوجيا الصينية (الطرح العام الأولي)، مما أجبر الشركات على تغيير استراتيجيات النمو في الخارج وإعادة فحص القطاعات المحرومة بسبب التغيرات الديموغرافية، مع التركيز المتجدد على القطاع الخاص.
وأطلق المنظمون الصينيون الطلقة الأولى من تدقيقهم على التكنولوجيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، عندما أحبطوا طرحاً عاماً أولياً بقيمة 39 مليار دولار أميركي من قبل مجموعة "آنت" (الشركة التابعة  لمجموعة علي بابا)، قبل 48 ساعة فقط من بدء تداول الأسهم في شنغهاي وهونغ كونغ. ومنذ ذلك الحين، تم إصدار عشرات اللوائح، وفُرضت عقوبات بمليارات اليوانات على عشرات من شركات التكنولوجيا عبر مجموعة من الصناعات المرتبطة بالإنترنت من التكنولوجيا المالية إلى الألعاب، والترحيل إلى توصيل الوجبات والتعليم. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


التدقيق وتفكيك الحصص 

ويمكن تفسير جزء من التدقيق المشدَد من خلال خطة المنظمين لتفكيك حصص السوق الضخمة للشركات الكبرى لحماية المستهلكين. وكان هناك قلق آخر يتعلق بأمن البيانات، ما أدى إلى تحرك غير مسبوق من قبل إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين "سي أيه سي" لإدراج نفسها ضمن عملية الموافقات على جمع التبرعات الخارجية للشركات التي تجمع بيانات دفينة لأكثر من مليون مستخدم. ومنذ ذلك الحين، أوقفت عشرات الشركات التكنولوجية الناشئة التي تتخذ من الصين مقراً لها، عمليات الاكتتاب العام في الخارج.
وتقول "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، إنه "وبينما أصبح الطريق إلى نيويورك، أكبر سوق لرأس المال في العالم، مليئاً بالمطبات، فقد أصبح أكثر خطورة بسبب مطبات السرعة التي وضعتها لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية". وأصبحت منطقة جنوب شرقي آسيا موضع تركيز، على حد سواء كأرضية محتملة لعمليات الاستحواذ وكمواقع لمحاور إقليمية، حيث قامت مجموعة "علي بابا" و"بايت دانس" و"تينسينت هولدينغز"، بعدد من عمليات الاستحواذ وفتحت مكاتب واسعة في المنطقة. 

الاقتصاد الفضي

ومع ذلك، أدى تغيير التركيبة السكانية داخل الصين إلى خلق فرص عمل جديدة للاستفادة مما يسمى "الاقتصاد الفضي"، حيث قفز عدد مستخدمي الإنترنت الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة إلى 11 في المئة من إجمالي مستخدمي الإنترنت في عام 2020، ارتفاعاً من نسبة 4 في المئة فقط مسجلة في عام 2016. وظهر عشرات من مستخدمي الإنترنت الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة وظهرت المنتجات والتطبيقات والخدمات لهذه الفئة العمرية في العام الماضي، مع "ميزات صديقة لكبار السن"، ومحتوى مستهدف، ودورات لمساعدة تلك الفئة على مواكبة الاقتصاد الرقمي. وكان التغيير الديموغرافي الآخر هو الارتفاع السريع في "علم الاقتصاد"، والذي جذب الشركات الناشئة لتحويل تركيزها لتلبية أنماط استهلاك المرأة وأذواقها. مستحضرات التجميل، والملابس، والأطعمة والمشروبات، ونمط الحياة، هي أربع فئات من المنتجات التي توضح هذا الاتجاه المتغير بشكل أفضل.
وبحسب تقرير الإنترنت الصيني 2021، تباطأت وتيرة نمو التجارة الإلكترونية في الصين من وتيرتها السريعة وسط قاعدة عملاء أكبر. وسلط ذلك الضوء على حركة التواصل على النطاق الخاص كحل للشركات للتواصل مباشرة مع العملاء وإشراكهم مباشرة بهدف دفع عمليات إعادة الشراء المتكررة. وكان تطبيق "وي تشات" من "تينسينت" هو المصدر المهيمن لحركة التواصل هذه، نظراً إلى قاعدة مستخدميه البالغة مليار مستخدم ونظامه الذي يتضمن المراسلة والشبكات الاجتماعية والتجارة الإلكترونية والمدفوعات.