Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أسعار النفط ترتد للصعود رغم ضبابية الطلب العالمي

يؤكد محللون أن أساسيات السوق "ما زالت قوية" لكنهم يخشون "قيود الإغلاق" مجدداً

ما زالت مكاسب النفط محدودة بسبب كورونا (أ ف ب)

ارتفعت أسعار النفط بنحو اثنين في المئة في تعاملات الثلاثاء، لتعوّض بعض الخسائر التي تكبدتها في الجلسة السابقة، حين بلغت الأسعار أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع. لكن، المكاسب كانت محدودة على الأرجح بفعل مخاوف من أن ارتفاع الإصابات بكورونا، وفرض قيود جديدة في الصين سيؤثران سلباً في طلب الوقود.

وبحلول الساعة 10.00 بتوقيت غرينتش، صعد سعر عقود برنت القياسي، تسليم أكتوبر (تشرين الأول)، 1.72 في المئة، تعادل 1.19 دولار فوق 70 دولاراً عند 70.23 دولار، بعد تراجعه 2.3 في المئة في جلسة الاثنين.

كما زاد سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم سبتمبر (أيلول)، مقترباً من مستوى 68 دولاراً، بنسبة 2.15 في المئة إلى 67.91 دولار للبرميل، بعد هبوطه 2.6 في المئة في الجلسة السابقة.

وكان خام برنت سجل أكبر وتيرة هبوط أسبوعي في أكثر من أربعة أشهر متراجعاً 6.2 في المئة، ليغلق بنهاية الأسبوع الماضي عند 70.70 دولار، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي دون 69 دولاراً، بنسبة 7.7 في المئة في أكبر نزول أسبوعي له في تسعة أشهر ليغلق عند 68.28 دولار للبرميل.

أساسيات السوق ما زالت قوية

وأكد محللون ومختصون نفطيون لـ "اندبندنت عربية" أن أساسيات السوق "ما زالت قوية" على الرغم من التراجعات الأخيرة في الأسعار، حيث تقاوم عدة عوامل سلبية مرتبطة بالمتحورة دلتا شديد العدوى من فيروس كورونا في كبرى الدول المستهلكة إلى خفض الطلب على الخام.

وأعلنت الصين اليوم مزيداً من إصابات كورونا في أحدث تفشٍ للمرض، الذي كُشف النقاب عنه في البلاد للمرة الأولى في أواخر 2019، فيما يقول محللون إنه أكبر اختبار تواجهه استراتيجية بكين للوصول بالإصابات إلى صفر.

وعززت بعض المدن في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، إجراء اختبارات واسعة مع سعي السلطات، لوقف العدوى المنقولة محلياً للسلالة دلتا من فيروس كورونا.

ويقول محللون إنه في الولايات المتحدة يتأهب مجلس الشيوخ للتصويت على تمرير مشروع قانون للبنية التحتية بقيمة تريليون دولار في وقت لاحق اليوم، الذي إذا جرى تمريره سيعزز الاقتصاد والطلب على المنتجات النفطية. لكن، ارتفاع الإصابات بكورونا يلحق الضرر بآفاق النمو الاقتصادي والاستهلاك بوجه عام.

عودة قيود الإغلاق

ويخشى المحللون أن يقود ذلك إلى عودة بعض قيود الإغلاق في بعض المدن وإلغاء رحلات الطيران، ما قد يؤدي إلى خفض استهلاك الوقود في وقت عادة ما يشهد زيادة مع ذروة موسم الرحلات الصيفية.

وقالت "إي أن زد" للأبحاث في مذكرة، "المستثمرون يطرحون تساؤلات أيضاً بشأن التعافي في الولايات المتحدة في ظل ارتفاع أرقام الإصابات. ويشهد السفر جواً في الولايات المتحدة حالة من الركود لقرابة شهرين في ظل القيود الجارية على السفر".

لكنّ استطلاعاً أولياً أجرته "رويترز" أمس أظهر أن مخزونات الخام والبنزين والمنتجات البترولية الأخرى في الولايات المتحدة انخفضت على الأرجح الأسبوع الماضي، فيما من المتوقع أن تتراجع مخزونات البنزين للفترة الرابعة على التوالي.

ومن المتوقع أن تكون مخزونات الخام انخفضت بنحو 1.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في السادس من أغسطس (آب) وفقاً لمتوسط تقديرات ستة محللين استطلعت "رويترز" آراءهم.

توازن واستقرار

وقال الرئيس التنفيذي لمركز "كوروم" للدراسات الاستراتيجية في لندن، طارق الرفاعي، إن بدء عملية زيادة إنتاج تحالف "أوبك +" اعتباراً من الشهر الحالي تتم ببطء وتدريجياً وعلى مدار الأشهر المقبلة ما يعطي توازناً واستقراراً للسوق النفطية، لا سيما أنه كانت هناك اعتراضات من بعض أعضاء التحالف برفض الزيادة، لعدم التأثير في نمو الاقتصاد العالمي، مضيفاً أنه من المتوقع استمرار انتعاش الطلب العالمي على الخام بوتيرة أسرع من نمو المعروض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقرر تحالف "أوبك +" المكون من 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا في 18 يوليو (تموز) الماضي زيادة حصص إنتاج أعضائه من النفط 400 ألف برميل يومياً على أساس شهري بدءاً من أغسطس 2021، في ظل التعافي الاقتصادي العالمي مع انحسار الوباء، وذلك حتى التخلص التدريجي من التعديل على الإنتاج بنحو 5.8 مليون برميل يومياً في سبتمبر (أيلول) 2022 على أن تعمل المجموعة على تقييم تطورات السوق وأداء الدول المشاركة في ديسمبر (كانون الأول) 2021.

وبحسب الاتفاق جرى تعديل مستوى الأساس لإنتاج السعودية وروسيا إلى 11.5 مليون برميل يومياً لكل منهما بداية من أيار (مايو) 2022 من 11 مليوناً سابقاً كما سترتفع حصة الإمارات إلى 3.5 مليون برميل يومياً، كما سيجري تعديل حصص كل من العراق والكويت.

وأضاف الرفاعي، أن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا لم يعد له التأثير نفسه في الموجة الثانية أو في العام الماضي، نظراً إلى وجود اللقاح إلى جانب أن الاهتمام الأكبر حالياً بمدي اتساع الإغلاق في بعض الدول الرئيسة في منظومة الطلب العالمي، بسبب هذه الموجة ما سيؤثر في أسواق النفط، وكذلك أسواق المال، لكن حتى الآن لا يوجد حالات إغلاق مؤثرة.

وذكر أن النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة قوي، إلى جانب أن منطقة اليورو في طريقها لتحقيق تعافي اقتصادي في الربع الثالث، مشيراً إلى أن هناك بعض الاقتصادات، خصوصاً في آسيا التي ما زالت تكافح ضد تفشي متغير دلتا من وباء كورونا، لكن ما زالت الوفيات منخفضة مع زيادة الإصابات، وهو ما يركز عليه المستثمرون حالياً.

وأشار الرفاعي إلى أن المستوى السعري للخام عند 75 دولاراً للبرميل، يعتبر متوازناً في السوق، ويتجه حتى نهاية العام نحو 80 دولاراً، وما فوقه في حال تواصلت مؤشرات التعافي الاقتصادي من الجائحة، وهو ما يعتبر مشجع لدول "أوبك +"، لكن في حال تسارع مسار الارتفاع المستدام كما في العام الماضي من 40 إلى 70 دولاراً، يعني أن السوق مرتفع ومتوازن، لكن الصعود فوق 85 دولاراً سيضغط على النمو الاقتصادي العالمي، ونعود إلى مرحلة من المطالبة بضبط الأسعار، وهذا ما يجب المطالبة به في 2022 وليس خلال العام الحالي.

قرارات "أوبك +"

قال محلل أسواق النفط العالمية أحمد حسن كرم، أن الأسواق النفطية "لم تتأثر" بشكل كبير بعد القرارات الأخيرة بزيادة حصص الإنتاج لأعضاء "أوبك +" في منتصف الشهر الماضي، حيث انخفضت قليلاً، وارتفعت بعدها إلى مستوياتها السابقة.

وتابع كرم، أنه مع تطبيق هذه القرارات بالزيادة ربما سنلاحظ أيضاً بالفترة المقبلة عدم استقرار للأسواق النفطية، نتيجة لارتفاع الطلب على النفط الملحوظ بعد تعافي الدول جراء جائحة كورونا، وزيادة الإنتاج النفطي العالمي.

وذكر أن الجميع يترقب أسعار النفط في الفترة المقبلة، وما الذي ستصل إليه بعد زيادة إنتاج الدول الأعضاء التدريجي والوصول إلى المستويات القصوى بحسب القرارات الأخيرة لـ"أوبك +"، وأفاد بأنه ربما سنشهد انخفاضاً في أسعار النفط في آخر العام الحالي مع ثباته على المدى القصير.

وقال كرم إن هناك عوامل أخرى تؤثر في أسعار النفط، منها المعدلات الاقتصادية والتوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وعلى حسب الأوضاع الحالية نرى بأن أسعار النفط ربما سترتفع قليلاً مما هي عليه الآن، وتعاود انخفاضها وثباتها على المستويات الحالية.

وتحدث كرم، "من جانب آخر إذا ارتفعت معدلات الإصابة بفيروس كورونا وعدم السيطرة عليه ربما نعود لنقطة الصفر وانخفاض معدلات الاقتصاد العالمية وانخفاض الطلب على النفط، لكن مع التطمينات بأن اللقاحات المضادة المتوافرة حالياً بشأنها تقلل من الإصابة سيكون لها تأثير إيجابي للأسواق".

ومن المنتظر أن تصدر وكالة الطاقة الدولية ومنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" تقاريرها الشهرية، الخميس، التي ينبغي أن تعطي مؤشراً مهماً على جدية تهديد متغير "دلتا" للطلب العالمي على الطاقة.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز