دعا جيرمي هانت إلى زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي وتدعيم " القوة الصلبة" للمملكة المتحدة، وذلك في خطاب من المرجح أن يرفع أسهمه في أوساط حزب المحافظين خلال الانتخابات الوشيكة لزعيم جديد.
وأثنى وزير الخارجية الذي كان يلقي خطاب "مانشن هاوس" التقليدي السنوي، على القوة العسكرية التي تتمتع بها " حليفتنا العظيمة"، الولايات المتحدة، في ظل قيادة الرئيس دونالد ترمب، معتبراً أن على بريطانيا أن تحذو حذو أميركا في هذا المجال.
وقال هانت " إننا نواجه روسيا الأكثر عدوانية والصين الأشد حزماً"، مما يُذّكر بالتحذيرات المثيرة للجدل التي أطلقها وزير الدفاع السابق غافن ويليامسون الذي أُعفي من منصبه. واضاف " نحن ببساطة لانعرف كيف سيكون ميزان القوى في العالم في غضون 25 سنة". وفي إشارة الى الولايات المتحدة، أكد الوزير " ببساطة، ليس من الممكن دائماً أن ننتظر من أحد حلفائنا في الناتو أن ينفق حوالي 4% من الناتج المحلي الاجمالي على الدفاع فيما ينفق الآخرون مايتراوح بين 1 و 2 %". وزاد " ونظراً لهذه الاسباب وغيرها، أعتقد أن الوقت قد حان لإجراء المراجعة الاستراتيجية الدفاعية والأمنية الجديدة والتساؤل ما إذا كان علينا، خلال العقد المقبل، أن نرفع بشكل كبير النسبة التي نخصصها للدفاع من ناتجنا المحلي الإجمالي".
لم يحدد هانت حجم الزيادة المطلوبة، لكن موازنة الدفاع الحالية تبلغ 2% من الناتج المحلي، أي 36 مليار جنيه استرليني، ما يعني أن زيادة كبيرة في الانفاق الدفاعي قد تكلف البلاد عشرات المليارات.
وعلى الرغم من أن تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، قد تحدثت عن "نهاية التقشف" ، فإن حصة الأسد من زيادة الإنفاق المرتقب ستكون من نصيب "سلك الصحة الوطني" فيما سيُخصص الباقي للوزرارات الأخرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلى ذلك، جاء هذا الخطاب الصقري في وقت بدأ عدد من قيادي حزب المحافظين يتخذون مواقع تؤهلهم للحلول محل السيدة ماي التي يمكن أن تُجبر على الاستقالة في وقت قريب قد لايتعدى فصل الصيف المقبل، فيما يلقي مأزق البريكست بظلاله على المشهد السياسي. ومع أن هانت لم يعلن ترشيح نفسه، فإن من المتوقع على نطاق واسع انه سيخوض انتخابات الزعامة ، ولاسيما أنه سعى سلفاً إلى تقديم نفسه كنصير للتوجه المعتدل والديمقراطي في حزب المحافظين المعروف باسم " الأمة الواحدة المحافظة". وباعتبار أن وزير الخارجية كان من أنصار البقاء في الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء البريكسيت في 2016، سيكون عليه أن يعوّض عن ذلك حتى يصبح مؤهلاً أكثر لخوض الانتخابات التي سيختار المحافظون عبرها زعيماً جديداً.
وقد أقرّ هانت في الخطاب نفسه أن حصة المملكة المتحدة من الانفاق الدفاعي الأوروبي تبلغ قرابة 20%، بما في ذلك 40% من طائرات النقل وحاملتي طائرات هما " أقوى السفن الحربية في أوروبا". غير أنه حذّر من أن " صورة الخطر الذي تقلص بشكل دراماتيكي مع نهاية الحرب الباردة، قد تبدلت على نحو ملحوظ. ونحن نعيش في عالم متعدد القطبية من دون الضمانة التي تقدمها هيمنة أميركية لا جدال فيها".
واعرب هانت عن اعتقاده أن السبيل الوحيد " للدفاع عن قيم عصر التنوير" تتمثل في الاستثمار بالحرب السايبرية و في " القدرات الهائلة للذكاء الاصطناعي التي ستُغير سَير الحروب". وأضاف " إن هدفنا، لايزال كما كان على الدوام، الردع وتجنب أهوال الحرب مع العلم أن القوة هي الضمانة الأكبر للسلام".
وختم الوزير خطابه قائلاً " يجب أن تشير نتيجة هذا الاستثمار بدون اي شك إلى أننا حين نقول أن بريطانيا تدافع بالقيم الديمقراطية، وحين نتعهد بعدم ترك الولايات المتحدة حليفتنا العظيمة تقوم بهه المهمة لوحدها، فإننا نعني تماماً ما نقول".
© The Independent