Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة في قطاع السفر مع تراجع عدد الركاب المتوقع في مطارات بريطانيا

أظهر استطلاع حصري أجرته "اندبندنت" أن 12 في المئة فقط من البريطانيين ينوون السفر إلى الخارج هذا الصيف

مطار غاتويك قبل جائحة كورونا (سايمون كالدر)

تكشّف مستوى الأزمة التي يعاني منها قطاع السفر البريطاني، بعد أن نُشرت أرقام تظهر بأن المطارات الرئيسة في البلاد ستشهد تقلصاً ملحوظاً في الأعداد العادية (ما جرت عليه العادة) لركابها في ما يجدر أن تكون عادة أكثر عطلات نهاية أسبوع اكتظاظاً في العام.

ومن المتوقع أن يسير مطار مانشستر عدد رحلات تقل عن 40 في المئة من تلك التي درج عليها قبل عامين، فيما سيحظى غاتويك الذي يُعد أحد أكثر المطارات اكتظاظاً وازدحاماً في العالم بخمس العدد الطبيعي من الركاب الذي كان يشهده في شهر أغسطس (آب).

ويلقي المسؤولون في هذا القطاع اللوم على حالة الشك والضياع التي تسبب بها نظام إشارات المرور الفاشل الذي وضعته الحكومة البريطانية، إذ أظهر استطلاع حصري لصالح "اندبندنت" بأن 12 في المئة وحسب من البريطانيين، ما زالوا يخططون للسفر خارج البلاد هذا الصيف.

وكشفت أبحاث أجرتها "اندبندنت"، بأنه على الرغم من قدرة الركاب الذين تلقوا اللقاح على تجنب العزل الذاتي حين عودتهم من البلدان الواقعة على اللائحة الصفراء، لم يشهد الطلب على السفر الدولي أي طفرة ملحوظة، ما ترك غاتويك ومطارات أخرى في المملكة المتحدة تتولى (تستقبل) جزءاً صغيراً ومحدوداً من معدلات الركاب التي كانت تشهدها في السابق.

وفي هذا السياق، قال بول تشارلز وهو الرئيس التنفيذي لوكالة مستشاري السفر "بي سي" PC Agency، "لا يزال شطر راجح من قطاع السفر من دون حركة تذكر. يشعر العملاء بالإرباك والتوتر جراء نظام الإشارات المرورية (نظام تصنيف الدول الآمنة للسفر وتلك التي يُحجر العائدون منها) الرديء الذي وضعته الحكومة، وهم قلقون من احتمال أن يحاصروا أثناء سفرهم ويعلقوا هناك بتكاليف باهظة". وتابع قائلاً، "نحتاج إلى رؤية الحكومة تتعاون أكثر في تحرير السفر، وتمكين الركاب الذين تلقوا جرعتين من اللقاح من الدخول إلى المناطق من دون الخوف من الحجر الصحي والعزل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما انتقال البرتغال المفاجىء من القائمة الخضراء التي لا تستوجب الخضوع للعزل إلى القائمة الصفراء التي تفرض العزل الذاتي، فشكل إحدى الصدمات التي نسفت ثقة المسافرين. وتمثلت المفاجأة الأخرى خلال الأسبوع الماضي في إنشاء قائمة صفراء معززة (Amber Plus).

وفي 8 يوليو (تموز)، أعلن وزير النقل البريطاني غرانت شابس، بأن الأشخاص الذين تلقوا اللقاحين بحسب توصية خدمات الصحة الوطنية لن يحتاجوا إلى التزام العزل الذاتي لدى عودتهم من البلدان المتوسطة المخاطر (الصحية) كفرنسا واسبانيا اللتين تشكلان الوجهتين الأكثر شعبية في أوساط المصطافين البريطانيين.

ولكن، بعد مرور ثمانية أيام، قام الوزراء بشكل مفاجىء بالعودة عن القرار في ما يتعلق بفرنسا، وخربوا خطط مئات آلاف المسافرين.

وفي سياق متصل، لن يُستثنى أي من الزائرين الأجانب الملقحين إلى المملكة المتحدة من العزل، لأن الحكومة لا تقبل سوى اللقاحات التي تتولاها هيئة الخدمات الصحية الوطنية. ويُستثنى الأشخاص الذين يأملون بزيارة البلاد للسياحة أو للعمل أو لرؤية العائلة والأصدقاء من تدابير الإعفاء من العزل، ويفضلون على الأرجح ألا يأتوا إلى البلاد عوض اضطرارهم إلى العزل الذاتي لدى وصولهم.

ونتيجة للغياب شبه التام لطلب المسافرين الوافدين وأزمة ثقة المستهلك، ألغت شركات الطيران آلاف الرحلات خلال موسم الصيف.

وفي غضون ذلك، وجد استطلاع رأي أجرته مؤسسة "سافانتا كومريس" Savanta ComRes" لصالح صحيفة "اندبندنت" بأن غالبية البريطانيين يعتبرون أن القيود لم تكن ناجحة في حماية المملكة المتحدة من تفشي وباء كورونا. ويقول 57 في المئة من المستطلعين، إنهم يخشون حجز عطلة نتيجة لنظام الإشارات المرورية الذي وضعته الحكومة.

يُشار إلى أنه منذ عامين، كان مطار غاتويك أكثر مطار ذي مدرج واحد ازدحاماً في العالم. فيما بلغ عدد المسافرين عبر المحور (المحطة) الجوي الموجود في مقاطعة ساسكس البريطانية، الذي يشكل أيضاً القاعدة الرئيسة لطائرات خطوط "إيزي جت" رقماً غير مسبوق سجل 168 ألف في يوم واحد وحسب، في أغسطس 2019.

بيد أن عقدة قيود السفر الدولي والتغييرات المفاجئة المتكررة في قوانين العزل الذاتي تعني أن غاتويك سيتعامل الشهر المقبل مع خُمس عدد الركاب الذي كان يحظى به في السابق.

ويعتمد المطار والخطوط الجوية التي تستخدمه على وقت الذروة في الصيف  الذي عادة ما يكون خلال شهر أغسطس، لتأمين مداخيل مرتفعة تمكنها من الاستمرار خلال فصل الشتاء.

ومن المتوقع أن يستقبل مطار مانشستر الذي كان في عام 2019 من بين أول عشرين مطاراً في أوروبا، أقل من 40 في المئة من الرحلات خلال عطلات نهاية الأسبوع مقارنة مع ما شهده قبل صيفين.

وبلغ عدد الركاب في عام 2019 رقماً قياسياً تخطى 90 في المئة، ولكن في عام 2021، وصل هذا العدد  بصعوبة إلى أكثر من 60 في المئة وحسب.

فضلاً عن ذلك، كان ثاني أكثر مسار اكتظاظاً في مانشستر (بعد بالما) مع الإمارات، أي من دبي وإليها، وهي حالياً موضوعة على القائمة الحمراء،      وهذه يُفرض بموجبها الحجر الصحي في فندق إبان الوصول. نتيجة لذلك، قد لا تتخطى أعداد المسافرين ثلث ما بلغته في 2020.

وفي المقلب الآخر، يتوقع مطار ستانستيد في لندن، وهو جزء من مجموعة مطارات مانستشر، حركة ركاب ملحوظة خلال عطلة نهاية الأسبوع مع تسجيل 62 في المئة من المعدلات التي تحققت عام 2019. ويُعد ستانستيد المركز الرئيس لخطوط "راين إير"، أكبر شركة للطيران المنخفض الأسعار في أوروبا، التي استمرت بتسيير رحلاتها على الرغم من عدد الركاب المتدني والأسعار المنخفضة.

وكانت المقاعد على متن رحلة السبت من ستانستيد إلى بوردو الفرنسية متوفرة مساء يوم الجمعة مقابل 27 جنيه استرليني (37 دولاراً) للوجهة الواحدة، أي حوالى خُمس ثمن التذكرة المتوقع خلال واحدة من أكثر عطلات نهاية الأسبوع الصيفية ازدحاماً في السنة. ويسري السعر نفسه على الرحلات المتوجهة إلى بيزا في إيطاليا.

ومن المتوقع أن يشهد مطار إيست ميدلاندز، وهو العضو الثالث في مجموعة مطارات مانشستر، حركة طائرات تقدر بحوالى 45 في المئة خلال عطلة نهاية الأسبوع الجاري، مقارنةً مع عام 2019. والوجهات الخمس الأولى للرحلات المنطلقة من المطار، هي بالما وفارو وتينيريف ومالطا وأليكانتي.

وفيما يتوقع مطار لوتون في بيدفوردشاير أن يكون يوم الأحد 25 يوليو أكثر الأيام ازدحاماً هذه السنة حتى تاريخه، مع استقبال حوالى 20 ألف راكب، لا تشير التوقعات إلى أن شهر أغسطس سيسجل أكثر من 30 في المئة من المعدلات التي شهدتها فترات ما قبل الجائحة.

أما مطار هيثرو الذي خسر مرتبة أكثر المطارات ازدحاماً في أوروبا منذ 16 شهراً، فسينشر النتائج التي حققها في الأشهر الستة الأولى من العام صباح يوم الاثنين المقبل. علماً أنه خلال النصف الأول من عام 2021، كان السفر السياحي الدولي من المملكة المتحدة محظوراً، وتدنى عدد الركاب بنسبة 90 في المئة خلال تلك الفترة.

وفي السابق، كان مطار هيثرو مركزاً محورياً مهماً لأميركا الشمالية، بيد أن حظراً على الركاب غير الأميركيين من المملكة المتحدة دخل حيز التنفيذ على مدى 16 شهراً. وهذا الأسبوع، رفعت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها مستوى التحذير من السفر إلى المملكة المتحدة إلى المستوى الرابع وحذرت الأميركيين من السفر إليها.

وفي هذا السياق، قالت جوليا لو بوي-سيد، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "Advantage Travel Partnership"، "إنها ضربة أخرى لقطاع يعاني أصلاً، وهذا ما يفاقم غياب اليقين في أوساط المسافرين وشكوكهم. فإما أن يكون اللقاح بمثابة جواز مرور حر لكسر هذه القيود أو لا يكون. في حين تقوم سائر بلدان العالم بتحرير السفر، لا يزال البريطانيون عالقون في دوامة تتكرر مراراً وتكراراً. يحتاج المسافرون والقطاع على حد سواء إلى مزيد من الثقة (الاستقرار) وليس مزيداً من الإرباك".

وصرح أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع السفر قائلاً، "يمتد طريق التعافي الطويل لصناعة السفر إلى ما لا نهاية، ويشكل تأجيل استئناف السفر مع الولايات المتحدة نكسة كبيرة لكل من الخطوط الجوية البريطانية وفيرجين أتلانتيك".

ومع ذلك، يبدو أن محاولات البناء على الطلب المحلي البريطاني لا تزال غير مجدية. فقد ألغت "ويز إير" Wizz Air خدماتها المحلية المقررة للصيف، فيما لا يبدو أن المسار الجديد الذي فتحته "إيزي جت" بين إنفرنيس ونيوكاي، وهو أطول مسار رحلة داخلية في المملكة المتحدة، ينجح في جذب كثير من الركاب، حتى مع توفر أسعار بكلفة أقل من 25 جنيه استرليني (34 دولاراً) للوجهة الواحدة خلال شهر أغسطس. يُشار إلى أن كلفة تذكرة قطار قابلة للتعديل للمسار نفسه تبلغ 264 جنيه استرليني (362 دولاراً).

© The Independent

المزيد من منوعات