Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير الداخلية الإيراني يتهم الخارج بتحريك احتجاجات الأهواز

المعتقلون بالمئات ودعوات لإطلاق سراحهم

اتهم وزير الداخلية الإيراني، رحماني فضلي، الخارج، بتحريك الاحتجاجات التي يشهدها إقليم الأهواز، جنوب غربي إيران، على خلفية أزمة شح المياه والجفاف.
وقال خلال اجتماع حكومي، الأحد، 25 يوليو (تموز)، وأوردته وكالة "فارس" للأنباء، "من خلال التحريات الأمنية والاستخباراتية ثبت لنا تدخل الخارج والعملاء في الداخل والأعداء اللدودين وبعض التيارات الداخلية في استغلال المطالب المشروعة للناس".

كما جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني اعتقاده بأنه يرى "أيادي العدو القذرة" في الأحداث الجارية لكنه قال:" يجب على المسؤولين الإصغاء إلى الاحتجاجات المدنية لأنها من الحقوق الأساسية للشعب."
وهذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها المسؤولون الإيرانيون الخارج بالتدخل في الاضطرابات التي تشهدها البلاد، إذ اعتبر الناطق باسم القوات المسلحة، أبو الفضل شكارتشي، أن السعودية وأميركا وبريطانيا وإسرائيل، عملت لتحريك الاحتجاجات التي تشهدها إيران.

وكان رئيس السلطة القضائية الإيراني محسني إيجئي طلب خلال اتصال هاتفي مع المدعي العام في الأهواز إطلاق سراح المعتقلين الذين أوقفهم الأمن بسبب المشاركة في الاحتجاجات.وأحصى النشطاء في الخارج اعتقال أكثر من 350 من المحتجين في المدن العربية في الأهواز، وأكدوا أن الأمن اعتقل أيضاً بعض النشطاء السياسيين السابقين في خطوة استباقية لاحتواء التظاهرات.

ويؤكد النشطاء الأهوازيون أن حملة الاعتقالات مستمرة في الإقليم على الرغم من تأكيد السلطات ضرورة إطلاق سراح المحتجزين.

وقال الناشط الحقوقي كريم دحيمي، إن "تصريحات إيجئي سبقها تأكيد من أمين مجلس الأمن القومي، علي شمخاني، لكن لم ترد أي أنباء عن إطلاق سراح معتقلين، إذ يراجع أهالي المحتجزين مبنى عدلية الأحواز لمتابعة مصير أبنائهم".
وذكر أنه تلقى أسماء 70 معتقلاً جديداً ألقى الأمن الإيراني القبض عليهم في كل من معشور وويس وملا ثاني وتستر، موضحاً أن "الاعتقالات في ازدياد، خلافاً لتأكيد السلطات إطلاق سراح المعتقلين".
وشهد عدد من العواصم والمدن الغربية، منها بروكسل، ولاهاي،وهامبورغ ولندن، تجمعات تضامنية مع الاحتجاجات في الأهواز، وأطلق المتظاهرون شعارات ضد قادة النظام الإيراني، وطالبوا بإنهاء "احتلال" الإقليم، ورفعوا صوراً لعدد من قتلى الاحتجاجات والسجناء السياسيين.

وتتسع دائرة الاحتجاجات الشعبية المتضامنة مع الأهواز في عدد من المدن المختلفة، وهتف المحتجون بشعارات مناهضة للنظام في تبريز وأورومية ومشكين شهر شمال غربي البلاد. وفي مدينة سقز في إقليم كردستان بإيران، أغلق محتجون بعض الطرقات في المدينة ما استدعى تدخل القوات الخاصة التي قامت بتفريق المحتجين.
وتداول نشطاء مقاطع مصورة على شبكات التواصل الاجتماعي، تظهر انتشاراً واسعاً لقوى الأمن في المدينة الكردية.

وفيما تستمر الاحتجاجات في الأهواز، جنوب غربي إيران، وردت تقارير متعددة عن تعطل خدمة الإنترنت في الإقليم الذي يعاني أزمة مياه أدت إلى تظاهرات ليلية واسعة. وذكر ناشطون أن المسؤولين الإيرانيين يحاولون منع المعلومة من خلال قطع الخدمة والكهرباء في المدن الأهوازية، ما أدى الى البطء في تلقي المعلومات عما يجري في الأرض، وفي الوقت نفسه تركت هذه الإجراءات مشاكل في الحياة اليومية للمواطنين.

وليست هذه المرة الأولى التي يعمل فيها النظام على قطع أو إيجاد خلل في خدمة الإنترنت. وفيما يؤكد المسؤولون الإيرانيون الخسائر التي ترافق قطع الإنترنت، لكن تتكرر هذه الإجراءات كل مرة تشهد فيها البلاد مظاهرات احتجاجية واسعة ضد النظام. وذكرت صحيفة "بيام" الإيرانية، أنه حدث عطل في خدمة سيارات الأجرة التي تعتمد الإنترنت وكذلك في المعاملات المالية بمدن الإقليم.

من جانبه، يقول المدير العام لشركة الاتصالات في خوزستان، طبقا لما أورده موقع "بي بي سي الفارسي"، إن، "العطل يعود إلى مشاكل فنية في خدمة الإنترنت وشبكة الاتصالات وإن المسؤولين الفنيين يعملون على إصلاح الخلل". بينما رصدت "نت بلاكس"، التي ترصد شبكات الاتصالات في أنحاء مختلفة من العالم، أن خدمة الإنترنت في إيران تشهد خللاً ملحوظاً منذ بدء الاحتجاجات في 15 يوليو (تموز) الحالي.

تظاهرات تضامنية في تبريز

وفيما تستمر الاحتجاجات في الأهواز، لبى مواطنون أذربيجانيين في تبريزوأورومية ومشكين شهر شمال غربي إيران، نداءات للتضامن مع التظاهرات.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون، آلاف المواطنين يهتفون بشعارات ضد النظام ومن الشعارات التي أطلقها المحتجون:" أذربيجان الأهواز، اتحاد اتحاد".  ويضم شمال غربي إيران أتراكاً أذربيجانيين يتشاركون نفس المطالب مع باقي الشعوب غير الفارسية، كحق التعليم باللغة الأم، وإزالة التهميش والاهتمام بتمثيلهم السياسي في أقاليمهم.
وتضم إيران 6 شعوب مختلفة هم الفرس، والترك والتركمان والكرد والبلوش والعرب.

 

مشادة كلامية

وتأتي هذه التطورات في وقت التقى فيه نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، عدداً من شيوخ القبائل العربية في الأهواز جنوب غربي إيران، ووعد بتلبية مطالبهم وحل أزمة المياه التي أدت إلى انطلاق تظاهرات عمت الإقليم الواقع على الضفة الشمالية للخليج العربي.

وعبر عدد من الحاضرين في الاجتماع عن احتجاجهم لما يجري في الإقليم بشدة. وفي مقطع فيديو نشرته وكالة فارس للأنباء خاطب أحدهم جهانغيري بقوله "اخجلوا... نحن لا نقبل أن تضحكوا علينا". وردد آخر "الشعب تعب من سماع كلامكم".

وقال جهانغيري في الاجتماع إن البلاد تشهد جفافاً سيئاً، وإنه قدم من طهران إلى الأهواز لتلبية مطالب المحتجين، معبراً عن أمله في أن يتمكن سكان الإقليم من الزراعة أفضل من الفترات السابقة.

وأعلن أنه أشرف على فتح بوابات سد الكرخة لإعادة نسبة من المياه إلى الأنهر، مخاطباً الحاضرين أن هذه المياه لكم، وهنالك قلق من احتياج هذه المياه للزراعة في فصل الخريف المقبل.

"تدخل خارجي"

وفي وقت سابق الجمعة، اتهم الناطق باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارتشي، السعودية وأميركا وبريطانيا وإسرائيل، بتحريك التظاهرات التي يشهدها إقليم الأهواز وعدد من المدن الإيرانية، احتجاجاً على أزمة شح المياه والجفاف في البلاد.

وقال شكارتشي في بيان نشرته وسائل الإعلام الإيرانية، إن قوى الأمن "تسعى لقطع يد المجرمين المنتمين إلى الأعداء بقوة، وتعمل بالتعاون مع الشعب الواعي والثوري للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد".

ولم يكشف المسؤول الإيراني عن الأدلّة حول التدخل الخارجي، لكن كثيراً من المسؤولين الإيرانيين حذروا خلال الأيام الماضية مما وصفوه بالتأثير الخارجي.

يأتي ذلك في حين يؤكد المحتجون سلمية مطالبهم التي أثارتها اتهامات للسلطات بحرف مياه إقليم الأهواز لصالح الأقاليم الفارسية، ما أدى إلى أزمة شح مياه تركت تأثيراً في الحياة البيئية والزراعية والحيوانية في الإقليم الذي يضم أكبر أربعة أنهر في البلاد.

وينفي المسؤولون الإيرانيون هذه الاتهامات، ووعدوا بحل أزمة المياه في الإقليم.

استمرار الاحتجاجات

وفيما تتجدد الاحتجاجات في الأهواز تتسع رقعة التظاهرات المتضامنة مع المحتجين في هذا الإقليم في عدد من المدن الإيرانية الأخرى، منها أليكودرز في محافظة لورستان المجاورة، وبوشهر على الضفة الشمالية للخليج، وكذلك مدينة يزدان شهر وسط البلاد.

وأعلن التلفزيون الرسمي، الجمعة، مقتل شخص وإصابة اثنين بجروح في إطلاق نار خلال "أعمال شغب" ليل الخميس في محافظة لورستان بغرب إيران.

وأفاد الموقع الإلكتروني لتلفزيون "إيريب نيوز"، "ليل أمس، اندلعت أعمال شغب في شوارع أليكودرز (في محافظة لورستان) استمرت لساعات"، تخللها "إطلاق نار مشبوه من عناصر مجهولين"، أدى إلى مقتل شخص في العشرين من عمره وإصابة اثنين آخرين. وأشار إلى أن بعض المشاركين "زعموا أنهم نزلوا إلى الشارع على خلفية مشاكل المياه في خوزستان"، التي تشهد احتجاجات منذ الأسبوع الماضي.

وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها وسائل إعلام إيرانية عن احتجاجات أو سقوط ضحايا خارج الأهواز، منذ بدء الاحتجاجات ليل الخميس الماضي.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون مشاهد لإطلاق النار وإصابة عدد من المحتجين في أليكودرز ومعشور والأهواز. وقال أحد المحتجين إن الأمن الإيراني يطلق الرصاص الحي فيما الاحتجاجات تجري بشكل سلمي. 

وتعتبر الأهواز المطلة على الخليج أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران، وإحدى أغنى المحافظات الـ31. وسبق لسكان المحافظة أن اشتكوا تعرضهم للتهميش. 

وفي 2019 شهدت الأهواز احتجاجات مناهضة للحكومة، طالت أيضاً مناطق أخرى من البلاد.

واعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الجمعة عبر "تويتر"، أن "الشعور بالتمييز هو أكثر إيلاماً من الجفاف وشح المياه".

وأبدى المسؤول أسفه لأن سكان المحافظة لم يستفيدوا "من الشركات النفطية والوحدات الصناعية الكبرى" الموجودة فيها.

قمع الاحتجاجات بالعنف

وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه، الجمعة 23 يوليو (تموز)، إنه من الأفضل أن تعالج السلطات الإيرانية مشكلة شح المياه في جنوب غربي إيران بدلاً من قمع الاحتجاجات بالعنف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت باشليه في بيان بعد احتجاجات هذا الأسبوع، التي اعتبرت أنها قُمعت بعنف وأسفرت عن سقوط ضحايا، "على الحكومة التركيز على تأثير الأزمة الرهيبة لندرة المياه في حياة سكان خوزستان وصحتهم وازدهارهم، وعلى احتجاجات المواطنين اليائسين بعد سنوات من الإهمال".

واتهمت باشليه الحكومة الإيرانية بالإهمال في مواجهة "وضع كارثي". وتابعت، "إطلاق النار على الناس وتوقيفهم لن يؤديا إلا إلى زيادة الغضب واليأس"، موضحةً أن المصابين رفضوا الذهاب إلى المستشفى خوفاً من أن يوقفوا.

وتوجّهت إلى الحكومة التي عليها خصوصاً إصدار تعليمات واضحة للشرطة باحترام المعايير الدولية، قائلةً، "لم يفت الأوان بعد لتغيير الأساليب". ودعت باشليه الحكومة إلى التعامل مع مشكلات الأهواز "بجدية" و"اتخاذ إجراءات فورية" وطويلة الأجل لتحسين الوضع، بالتشاور مع الشعب.

وتعتبر الأهواز المطلة على الخليج واحدة من أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى المحافظات الـ31 لإيران، لكنها تعاني من موجة جفاف منذ مارس (آذار). وتشهد المحافظة الغنية بالنفط والحدودية مع العراق، احتجاجات منذ الخميس الماضي على خلفية شح المياه.

وذكرت باشليه أربع حالات وفاة في صفوف المتظاهرين، بالإضافة إلى شرطي، لكنها أوضحت أن معلومات غير مؤكدة تشير إلى عدد أكبر من الضحايا.

إيران ترفض

رفضت إيران يوم السبت انتقادات مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان حول إطلاق النار على محتجين خلال مظاهرات بسبب نقص المياه، واعتبرتها تدخلا في شؤونها الداخلية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان نقلته وسائل الإعلام الإيرانية إن تعليقات باشليت "المتدخلة" و "غير الخبيرة والمتحيزة بشأن إدارة موارد المياه في البلاد لا تدخل في نطاق مسؤوليات المفوضة".

اتهام إيران باستخدام القوة

وقالت منظمات حقوقية دولية، الجمعة، إن إيران تستخدم بشكل غير قانوني القوة المفرطة في تصديها للاحتجاجات، على خلفية شح المياه في المحافظة الغنية بالنفط، التي تعاني موجة جفاف، جنوب غربي البلاد.

وأعلنت منظمة العفو الدولية أنها تأكدت من مقتل ثمانية أشخاص في الأقل من المتظاهرين والمارة، بينهم مراهق، في وقت لجأت السلطات إلى استخدام الذخيرة الحية لفض التظاهرات.

واعتبرت منظمة العفو أن "قوات الأمن الإيرانية نشرت بشكل غير قانوني القوة، بما يشمل إطلاق الذخيرة الحية وخرطوش الصيد، لسحق تظاهرات سلمية في غالبيتها".

وأوضحت أن تحليلاً لتسجيلات مصورة للاحتجاجات وروايات شهود عيان "يشير إلى أن قوات الأمن استخدمت أسلحة أوتوماتيكية فتاكة وبنادق تستخدم ذخيرة عشوائية بطبيعتها والغاز المسيل للدموع".

من ناحيتها، قالت "هيومن رايتس ووتش"، في بيان منفصل، إن السلطات الإيرانية استخدمت على ما يبدو "القوة المفرطة ضد المتظاهرين" وإن على الحكومة إجراء "تحقيق شفاف" في الوفيات المفترضة.

وقالت الباحثة في شؤون إيران لدى "هيومن رايتس ووتش" تارا سبهري فر، إن "السلطات الإيرانية لديها سجل مقلق للغاية من الرد بالرصاص على متظاهرين مستائين إزاء تفاقم الصعوبات الاقتصادية وتدهور الظروف المعيشية".

وكانت منظمات حقوقية اتهمت إيران بقمع تظاهرات واسعة خرجت في 2019 احتجاجاً على رفع أسعار الوقود، بحسب منظمة العفو، أدت إلى مقتل 304 أشخاص في الأقل.

وقالت نائبة مدير المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، ديانا الطحاوي، إن "السلطات الإيرانية لديها سجل مروع من الاستخدام غير القانوني للقوة الفتاكة. تواتر الأحداث في خوزستان يحمل أصداء مروعة لنوفمبر (تشرين الثاني) 2019".

وقالت منظمة العفو إن المراهق يدعى هادي بهماني، وقتل في بلدة إيذه.

وحملت السلطات الإيرانية "انتهازيين ومثيري شغب" مسؤولية اندلاع الاضطرابات، فيما نشرت وكالة "فارس" للأنباء مقابلات مع أقارب رجلين قتلا، نأى خلالها الأقارب بأنفسهم عن أعمالهما.

لكن منظمة العفو نقلت عن مصدر قوله إن عناصر أمن بلباس مدني زاروا إحدى العائلتين "وأجبروها على إلقاء نص أعد مسبقاً أمام الكاميرا".

وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن تقارير وردت عن انقطاع الإنترنت في المنطقة، مشيرة إلى أنه "خلال السنوات الثلاث الماضية عمدت السلطات بشكل متكرر إلى تقييد الوصول للمعلومات خلال احتجاجات".

خامنئي يدعو لعدم إعطاء "ذريعة" للأعداء

ودعا المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي سكان الأهواز إلى عدم توفير "ذريعة" لأعداء إيران، بعد الاحتجاجات على خلفية شح المياه.

وتطرق خامنئي، الجمعة، إلى أحداث الأهواز، داعياً سكانها إلى الحذر من أعداء البلاد، مع تشديده على أن المواطنين لا يلامون للتعبير عن امتعاضهم من شح المياه.

وقال "على الناس أيضاً أن ينتبهوا أن العدو يريد الاستفادة من كل شيء صغير ضد البلاد والثورة الإسلامية وضد المصالح العامة للناس"، وفق بيان نشره موقعه الإلكتروني.

وتابع "خلال الأيام السبعة أو الثمانية الماضية كان أحد هواجسنا قضية خوزستان والمياه ومشكلات الناس هناك (...). إنه لأمر مؤلم حقاً أن يرى المرء أن محافظة خوزستان، مع هؤلاء الناس الأوفياء وهذه الإمكانات والموارد الطبيعية والمصانع الكثيرة الموجودة في تلك المحافظة، يصل فيها وضع الناس إلى نقطة تجعلهم منزعجين ومستائين".

وشدد على أنه "الآن وقد أعرب الناس عن انزعاجهم، لا يمكن لومهم"، معتبراً أن "مشكلة المياه ليست صغيرة، خصوصاً في ذلك المناخ القاسي"، حيث يمكن لدرجات الحرارة في الصيف أن تناهز الـ50 درجة مئوية.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد أكد أن الاحتجاج "حق طبيعي" لسكان الأهواز. وقال في كلمة متلفزة الخميس إنه "لحق طبيعي أن يتحدثوا، أن يعبروا، أن يحتجوا، وحتى أن ينزلوا إلى الشوارع في إطار القانون".

إهمال حكومي

والجمعة اعتبرت الولايات المتحدة أن من حق الإيرانيين التعبير عن استيائهم "من دون خوف من أعمال عنف أو توقيفات عشوائية".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جالينا بورتر، "لقد فاقمت سنوات من الإهمال الحكومي وسوء إدارة الموارد المائية أسوأ جفاف تشهده إيران منذ خمسين عاماً في الأقل".

وتابعت "للشعب الإيراني الحق في التعبير عن إحباطه ومساءلة حكومته".

مثقفون عرب يتضامنون مع شعب الأهواز

وأصدر عدد كبير من المثقفين والكتاب العرب، بياناً، أعربوا فيه عن تضامنهم مع شعب الأهواز، وإدانتهم للتعسف والقمع اللذين يمارسهما نظام طهران، ضد المطالبين بحقوقهم. وجاء في البيان: "منذ أن احتلت إيران الأهواز عام 1925، ومارست على سكانها العرب كل أشكال العنصرية، من منع التعليم بالعربية، إلى تغيير أسماء المدن والقرى العربية بأسماء فارسية، مروراً بسياسات التمييز في الحقوق، والشعب العربي الأهوازي يخوض كفاحاً مستمراً من أجل حريته واستقلاله وحقوقه المشروعة".

واعتبر البيان أن الانتفاضة الحالية التي يخوضها شعب الأهواز ما هي إلا صورة من صور استمرار روح التمرد لديه.

ودان الموقعون على البيان "كل أشكال السياسات العنصرية والقمع التي تنتهجها السلطة الحاكمة في طهران".

وأهابوا "بكل ذي ضمير عربي، مطالبين برد الدَّين، والوقوف إلى جانب هذا الشعب الكريم الذي أخرج لنا قامات كبيرة كعبدالله بن المقفع، وأبي نواس، وابن السكيت، وأبي دلف الخزرجي، والحلاج. فلا نتركه معلقاً على صليب السياسات العنصرية لحكام إيران ينزف في صمت".

المزيد من الشرق الأوسط