نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية لدعم قوات الحكومة الأفغانية التي تواجه ضغوطاً من حركة "طالبان"، فيما بدأت القوات الأجنبية التي تقودها واشنطن المراحل النهائية من انسحابها من البلاد.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية للصحافيين، الخميس، إن الضربات كانت لدعم قوات الأمن الأفغانية في الأيام الماضية، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وذكر ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم "طالبان" أن الضربات وقعت مساء الأربعاء واستهدفت ضواحي مدينة قندهار في جنوب البلاد وأسفرت عن مقتل ثلاثة من مقاتلي الحركة وتدمير سيارتين.
وأضاف، "نؤكد هذه الضربات الجوية ونندد بها بأشد العبارات. إنها هجوم واضح وانتهاك لاتفاق الدوحة لأنه لا يمكنهم القيام بعمليات بعد مايو (أيار)"، في إشارة إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان يمهد الطريق لانسحاب القوات الأميركية.
وتابع "إذا قاموا بأي عملية فسيتحملون العواقب".
ولم يتسن لـ"رويترز" التواصل مع متحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان للتحقق من توقيت وموقع الهجمات.
وزارة الدفاع الأفغانية تنفي
في الإطار ذاته، نفت وزارة الدفاع الأفغانية، الجمعة 23 يوليو (تموز)، سيطرة حركة "طالبان" على 90 في المئة من الحدود الأفغانية، مؤكدة أن القوات الحكومية تسيطر على الحدود. ووصفت إعلان "طالبان" ذلك بأنه "محض كذب".
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع، فواد أمان، لوكالة الصحافة الفرنسية "إنها دعاية لا أساس لها".
وجاء إعلان "طالبان"، الخميس، في أعقاب سيطرتها على معابر حدودية رئيسية مع إيران وطاجيكستان وتركمانستان وباكستان في الأسابيع القليلة الماضية خلال هجوم واسع شنته بالتزامن مع مواصلة القوات الأجنبية انسحابها من أفغانستان.
وشدد أمان على أن القوات الحكومية ما زالت تسيطر على حدود البلاد وعلى "المدن الرئيسية والطرق السريعة".
وأضاف أمان "عندما تبسط طالبان سيطرتها (على أراض)، فإن أول ما تفعله هو تدمير المنشآت العامة أو البنى التحتية العامة ومضايقة الناس وإجبار عائلات على النزوح".
وقال، "حصل ذلك في سبين بولداك أيضاً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحتى مع تراجع وتيرة عمليات القتال الواسعة النطاق في عطلة عيد الأضحى، اتهمت وزارة الداخلية "طالبان" بقتل قرابة 100 مدني في بلدة سبين بولداك الواقعة على الحدود مع باكستان، منذ السيطرة على المعبر الأسبوع الماضي.
وكتب المتحدث باسم وزارة الداخلية ميرويس ستانكزاي على "تويتر"، "قوات الأمن الأفغانية ستثأر قريباً من هؤلاء الإرهابيين الجامحين".
وفيما توشك القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة على استكمال خروجها من أفغانستان، باتت "طالبان" تسيطر على نصف الأقاليم الأفغانية البالغ عددها نحو 400.
في وقت سابق هذا الأسبوع، قال قائد الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي إن طالبان اكتسبت على ما يبدو "زخما استراتيجياً" في هجماتها.
ومع ضغوط المتمردين على نحو نصف عواصم الولايات، فإن أجهزة الأمن الأفغانية "تعزز قواتها" لحماية تلك المدن الرئيسية، وفق ميلي.
طاجيكستان تستعد لاستقبال 100 ألف لاجئ
وفي الإطار نفسه، قال مسؤول كبير في طاجيكستان، الجمعة، إن بلاده تستعد لاستقبال ما يصل إلى 100 ألف لاجئ من أفغانستان المجاورة، حيث تصاعد القتال.
وقال إمام علي إبراهيمزودا، نائب رئيس لجنة الطوارئ في طاجيكستان، الجمعة، إن الجمهورية السوفياتية السابقة تبني مستودعين كبيرين لتخزين الإمدادات اللازمة للاجئين في إقليمين متاخمين للحدود مع أفغانستان.
وفر بضع مئات من المدنيين الأفغان إلى طاجيكستان الشهر الجاري، لكن حكومة دوشنبه تقول إنهم عادوا إلى بلادهم.