Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تتهم السعودية وأميركا وبريطانيا وإسرائيل بتحريك الاحتجاجات

الأمم المتحدة لإيران: قمع المحتجين سيؤدي إلى الغضب

اتهم الناطق باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارتشي، الجمعة، 23 يوليو (تموز)، السعودية وأميركا وبريطانيا وإسرائيل، بتحريك التظاهرات التي يشهدها إقليم الأهواز وعدد من المدن الإيرانية احتجاجاً على أزمة شح المياه والجفاف في البلاد.

وقال شكارتشي في بيان نشرته وسائل الإعلام الإيرانية، إن قوى الأمن "تسعى لقطع يد المجرمين المنتمين إلى الأعداء بقوة، وتعمل بالتعاون مع الشعب الواعي والثوري للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد".

ولم يكشف المسؤول الإيراني عن الأدلّة حول التدخل الخارجي، لكن كثيراً من المسؤولين الإيرانيين حذروا خلال الأيام الماضية مما وصفوه بالتأثير بالخارج.

يأتي ذلك في حين يؤكد المحتجون سلمية مطالبهم التي أثارتها اتهامات للسلطات، بحرف مياه إقليم الأهواز لصالح الأقاليم الفارسية، ما أدى إلى أزمة شح مياه تركت تأثيراً على الحياة البيئية والزراعية والحيوانية في الإقليم الذي يضم أربع أكبر أنهار في البلاد.

وينفي المسؤولون الإيرانيون هذه الاتهامات، ووعدوا بحل أزمة المياه في الإقليم.

وفيما تتجدد الاحتجاجات في الأهواز جنوب غربي إيران تتسع رقعة التظاهرات المتضامنة مع المحتجين في هذا الإقليم في عدد من المدن الإيرانية الأخرى، منها اليكودرز في محافظة لورستان المجاورة وبوشهر على الضفة الشمالية للخليج وكذلك مدينة يزدان شهر وسط البلاد.

وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه، الجمعة 23 يوليو (تموز)، إنه من الأفضل أن تعالج السلطات الإيرانية مشكلة شح المياه في جنوب غربي إيران بدلاً من قمع الاحتجاجات بالعنف.

وأضافت باشليه في بيان بعد احتجاجات هذا الأسبوع الذي اعتبرت أنها قمعت بعنف وأسفرت عن سقوط ضحايا، "على الحكومة التركيز على تأثير الأزمة الرهيبة لندرة المياه في حياة سكان خوزستان وصحتهم وازدهارهم، وعلى احتجاجات المواطنين اليائسين بعد سنوات من الإهمال".

واتهمت باشليه الحكومة الإيرانية بالإهمال في مواجهة "وضع كارثي". وتابعت، "إطلاق النار على الناس وتوقيفهم لن يؤديا إلا إلى زيادة الغضب واليأس"، موضحةً أن المصابين رفضوا الذهاب إلى المستشفى خوفاً من أن يتم توقيفهم.

وتوجّهت إلى الحكومة التي عليها خصوصاً إصدار تعليمات واضحة للشرطة باحترام المعايير الدولية قائلةً، "لم يفت الأوان بعد لتغيير الأساليب". ودعت باشليه الحكومة إلى التعامل مع مشكلات خوزستان "بجدية" و"اتخاذ إجراءات فورية" وطويلة الأجل لتحسين الوضع، بالتشاور مع الشعب.

وتعتبر خوزستان المطلة على الخليج، واحدة من أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى المحافظات الـ31 لإيران، لكنها تعاني من موجة جفاف منذ مارس (آذار). وتشهد المحافظة الغنية بالنفط والحدودية مع العراق، احتجاجات منذ الخميس الماضي على خلفية شح المياه.

وذكرت باشليه أربع حالات وفاة في صفوف المتظاهرين بالإضافة إلى شرطي، لكنها أوضحت أن معلومات غير مؤكدة تشير إلى عدد أكبر من الضحايا.

قتلى خارج خوزستان

وأعلن التلفزيون الرسمي، الجمعة، مقتل شخص وإصابة اثنين بجروح في إطلاق نار خلال "أعمال شغب" ليل الخميس في محافظة لورستان بغرب إيران.

وأفاد الموقع الالكتروني للتلفزيون "إيريب نيوز"، "ليل أمس، اندلعت أعمال شغب في شوارع أليكودرز (في محافظة لورستان) استمرت لساعات"، تخللها "إطلاق نار مشبوه من عناصر مجهولين"، أدى إلى مقتل شخص في العشرين من عمره وإصابة اثنين آخرين. وأشار إلى أن بعض المشاركين "زعموا أنهم نزلوا إلى الشارع على خلفية مشاكل المياه في خوزستان" التي تشهد احتجاجات منذ الأسبوع الماضي.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون، مشاهد لإطلاق النار وإصابة عدد من المحتجين في اليكودرز ومعشور والأهواز. وقال أحد المحتجين إن الأمن الإيراني يطلق الرصاص الحي فيما الاحتجاجات تجري بشكل سلمي. وأبدى العديد من كبار المسؤولين الإيرانيين مواقف تؤكد ضرورة حل أزمة شح المياه والجفاف، في الإقليم الواقع على الضفة الشمالية للخليج.

 

منظمات حقوقية تتهم إيران باستخدام القوة

وقالت منظمات حقوقية دولية، الجمعة، إن إيران تستخدم بشكل غير قانوني القوة المفرطة في تصديها لاحتجاجات، على خلفية شح المياه في محافظة خوزستان الغنية بالنفط، التي تعاني موجة جفاف، جنوب غرب البلاد.

وأعلنت منظمة العفو الدولية أنها تأكدت من مقتل ثمانية أشخاص في الأقل من المتظاهرين والمارة، بينهم مراهق، في وقت لجأت السلطات إلى استخدام الذخيرة الحية لفض التظاهرات.

واعتبرت منظمة العفو أن "قوات الأمن الإيرانية نشرت بشكل غير قانوني القوة، بما يشمل إطلاق الذخيرة الحية وخرطوش الصيد، لسحق تظاهرات سلمية في غالبيتها".

وأوضحت أن تحليلاً لتسجيلات مصورة للاحتجاجات وروايات شهود عيان "يشير إلى أن قوات الأمن استخدمت أسلحة أوتوماتيكية فتاكة وبنادق تستخدم ذخيرة عشوائية بطبيعتها والغاز المسيل للدموع".

من ناحيتها، قالت "هيومن رايتس ووتش"، في بيان منفصل، إن السلطات الإيرانية استخدمت على ما يبدو "القوة المفرطة ضد المتظاهرين" وإن على الحكومة إجراء "تحقيق شفاف" في الوفيات المفترضة.

وقالت الباحثة في شؤون إيران لدى "هيومن رايتس ووتش" تارا سبهري فر، إن "السلطات الإيرانية لديها سجل مقلق للغاية من الرد بالرصاص على متظاهرين مستائين إزاء تفاقم الصعوبات الاقتصادية وتدهور الظروف المعيشية".

وكانت منظمات حقوقية اتهمت إيران بقمع تظاهرات واسعة خرجت في 2019 احتجاجاً على رفع أسعار الوقود، بحسب منظمة العفو، أدت إلى مقتل 304 أشخاص في الأقل.

وقالت نائبة مدير المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، ديانا الطحاوي، إن "السلطات الإيرانية لديها سجل مروع من الاستخدام غير القانوني للقوة الفتاكة. تواتر الأحداث في خوزستان يحمل أصداء مروعة لنوفمبر (تشرين الثاني) 2019".

وقالت منظمة العفو إن المراهق يدعى هادي بهماني، وقتل في بلدة إيذه.

وحملت السلطات الإيرانية "انتهازيين ومثيري شغب" مسؤولية اندلاع الاضطرابات، فيما نشرت وكالة "فارس" للأنباء مقابلات مع أقارب رجلين قتلا، نأى خلالها الأقارب بأنفسهم عن أعمالهما.

لكن منظمة العفو نقلت عن مصدر قوله إن عناصر أمن بلباس مدني زاروا إحدى العائلتين "وأجبروها على إلقاء نص أعد مسبقاً أمام الكاميرا".

وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن تقارير وردت عن انقطاع الإنترنت في المنطقة، مشيرة إلى أنه "خلال السنوات الثلاث الماضية عمدت السلطات بشكل متكرر إلى تقييد الوصول للمعلومات خلال احتجاجات".

 

الخارجية الأميركية تراقب الوضع

من جانبها، أكدت الخارجية الأميركية أنها تراقب الوضع عن كثب. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في مؤتمر صحافي "نتابع عن كثب التقارير حول إقدام قوى الأمن على إطلاق النار ضد المتظاهرين".

وأضاف برايس "ندعم حق الإيرانيين في تنظيم تجمعات سلمية والتعبير عن رأيهم. الإيرانيون يجب أن يتمتعوا بهذا الحق مثل الآخرين من دون خشية العنف والاعتقال بواسطة قوى الأمن".

خامنئي يسترضي المنتفضين

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن آية الله علي خامنئي قوله اليوم الجمعة إنه لا يمكن اللوم على الإيرانيين الذين يحتجون على نقص المياه في جنوب غرب البلاد، ودعا المسؤولين إلى معالجة هذه المشكلة.

ونسبت وكالات أنباء إيرانية إلى خامنئي قوله "أبدى الناس استياءهم...لكن لا نستطيع فعليا أن نلوم الناس وينبغي حل مشكلتهم."

وتابع قوله "الآن بفضل الله، تعمل كل الهيئات الحكومية وغير الحكومية (لحل أزمة المياه) وستواصل العمل بكل جد".

ودعا خامنئي سكان خوزستان إلى عدم توفير "ذريعة" لأعداء إيران، وقال متوجها لسكان المحافظة الجنوبية الغربية "على الناس أيضاً أن ينتبهوا أن العدو يريد الاستفادة من كل شيء صغير ضد البلاد والثورة الإسلامية وضد المصالح العامة للناس"، وفق بيان نشره موقعه الالكتروني.

وأشار الى أنه "خلال الأيام السبعة أو الثمانية الماضية كان أحد هواجسنا قضية خوزستان والمياه ومشكلات الناس هناك"، مضيفا "إنه لأمر مؤلم حقاً أن يرى المرء أن محافظة خوزستان، مع هؤلاء الناس الأوفياء وهذه الإمكانات والموارد الطبيعية والمصانع الكثيرة الموجودة في تلك المحافظة، يصل فيها وضع الناس إلى نقطة تجعلهم منزعجين ومستائين".

وشدد على أنه "الآن وقد أعرب الناس عن انزعاجهم لا يمكن لَومهم"، معتبرا أن "مشكلة المياه ليست صغيرة خاصة في ذلك المناخ القاسي لخوزستان".

روحاني يتحدث عن الطرق المشروعة للمطالبة بالحقوق

وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد جدد حق المواطنين في المطالبة بحقوقهم، مؤكداً أن هذه المطالب "يجب أن تجري عبر الطرق المشروعة".

ويكفل الدستور الإيراني حق التظاهر وتنظيم اجتماعات احتجاجية، لكن مقاطع الفيديو التي نشرتها وسائل الإعلام تُظهر استخدام العنف ضد المتظاهرين، فيما رد بعض المحتجين بإطلاق الحجارة وحتى إطلاق النار صوب قوى الأمن.


وكان الناشط الحقوقي كريم دحيمي قد ذكر، قبل مقتل الشاب ليل الخميس، أن عدد القتلى في الاحتجاجات الجارية وصل إلى 8 أشخاص وذكر أسماءهم وهم: عيسى البالدي من الكورة في معشور ومحمد الكناني من الشوش وحمزة فريسات من الأهواز المدينة وقاسم خضيري من كوت عبدالله ومصطفى نعيماوي من الفلاحية وميثم عجرش من الكورة في معشور وحميد مجدم من الجراحي وهادي بهمني من إيذج.

وأوضح أنه ومجموعة من النشطاء على اتصال بعدد من النشطاء في الداخل وعوائل القتلى للتأكد من المعلومات التي ترد بشأن القتلى، مشيراً إلى أن صور جثامين هؤلاء  نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن السلطات لم تعترف إلا بمقتل ثلاثة من المحتجين وهم مصطفى نعيماوي وقاسم خضيري وهادي بهمني وذكرت أنهم قتلوا برصاص "مثيري الشغب".

وتحدث دحيمي عن وقوع المئات من الجرحى في الاحتجاجات، موضحاً أن عدداً كبيراً منهم لم يقصد المستشفيات خشية الاعتقال من قبل قوى الأمن، الأمر الذي حدث للناشط محمد كروشات إذ ظل يعالج نفسه في المنزل، لكن مع تدهور حالته نقل إلى المستشفى واعتقل هناك.

وحول عدد المعتقلين، قال إنه تلقّى قائمة تضم 350 شخصاً، مضيفاً أن السلطات نفذت اعتقالات استباقية أيضاً شملت معتقلين سياسيين سابقين، بخاصة في مدينة المحمرة.

معالجات أمنية

 

من جانبه، أعلن قائد قوى الأمن الداخلي، حسين أشتري، في تصريح أوردته وكالة مهر للأنباء، أنه أجرى اجتماعاً مع قادة القوى المعنية باستتباب الأمن في الأهواز. وقال "على الناس الابتعاد عن المشاغبين. لن نسمح بزعزعة الأمن وركوب الموجة من قبل بعض المترصدين".

وكثيراً ما يصف المسؤولون الأمنيون التجمعات الاحتجاجية بـ"الشغب" ويتهمون الخارج بتحريض المواطنين. وقال حسن روحاني "لا تعملوا بشكل يؤدي إلى رضا أعدائنا".

وقال الرئيس المنتخب، إبراهيم رئيسي، إنه سيعمل لحل مشكلة المواطنين في الأهواز، وإنه يعارض إهمال المشكلات. وأضاف "يجب أن نطمئن الناس بدفع تكاليف الأضرار التي تحملوها في هذا المجال".

وكان رئيسي قد التقى أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، وهو عربي ينحدر من الأهواز. وقال شمخاني في تغريدة على "تويتر"، "لقد ازداد أملي بإصراره على حل المشكلات المتراكمة أكثر من ذي قبل".

وأوضح أن الأجهزة الأمنية تلقت أوامر بإطلاق سراح المعتقلين الذين لم يرتكبوا جرائم خلال التظاهرات فوراً.

ولم تعلن السلطات عدد الموقوفين في الاحتجاجات، لكن النشطاء يقولون إن الأمن اعتقل المئات من المحتجين.

وفي هذه الأثناء أظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام الحكومية إرسال مياه من أقاليم مختلفة بواسطة شاحنات إلى الأهواز.

 

 


وأظهر مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي ناشطاً يوقف إحدى هذه الشاحنات، وهو يخاطب سائقي الشاحنة بقوله إن الأهوازيين ليسوا بحاجة إلى مياه للشرب، بل يحتاجون إلى عودة المياه لسقي المزارع والحيوانات.

وأعلنت وكالة "فارس" للأنباء اعتقال مواطن في مدينة أصفهان وسط إيران، نشر مقطع فيديو يستهزئ فيه بالمحتجين في الأهواز.

المزيد من الشرق الأوسط