تتسبب "ديون المناعة" Immunity debt، كما يسميها الأطباء، الناتجة عن الإغلاق (الحجر) الذي فرضه كوفيد- 19 في تدفق أعداد من الأطفال المرضى المصابين بفيروس تنفسي حاد إلى المستشفيات في نيوزيلندا، بحسبما أفادت تقارير حديثة.
وتحدث ظاهرة "ديون المناعة" حينما تطرأ بين صفوف الناس الذين لم يتعرضوا لمستويات طبيعية من الفيروسات والبكتيريا قفزة كبيرة في حالات العدوى مع استئنافهم الحياة المعتادة.
حالياً، تشهد نيوزيلندا دخول عدد كبير من الأطفال إلى المستشفيات بسبب أمراض تمس أجهزتهم التنفسية، من بينها "الفيروس المخلوي التنفسي" (اختصاراً RSV)، وهو داء شائع تظهر على المصابين به من البالغين أعراض خفيفة فقط، فيما يكون شديداً أو حتى مميتاً للأطفال، حسبما ذكرت صحيفة "الغارديان".
يرقد في مستشفيات ويلينغتون، عاصمة نيوزيلندا، حالياً 46 طفلاً بسبب "الفيروس المخلوي التنفسي"، ولا يختلف الوضع في مستشفيات أخرى، ما يشكل عبئاً ثقيلاً على النظام الصحي في البلد.
في فبراير (شباط) الماضي، وجدت ورقة بحثية أن نيوزيلندا شهدت انخفاضاً نسبته 99.9 في المئة في إصابات الإنفلونزا الموسمية، و98 في المئة في حالات "الفيروس المخلوي التنفسي"، وذلك بفضل القيود المفروضة في البلد لمواجهة فيروس كورونا.
ولكن في الأسابيع الخمسة الماضية، أبلغت نيوزيلندا عن نحو ألف حالة من "الفيروس المخلوي التنفسي"، وفق "معهد العلوم والبحوث البيئية".
وفي العادة، يبلغ متوسط إصابات "الفيروس المخلوي التنفسي" في نيوزيلندا ألفاً و743 حالة خلال موسم الشتاء كله الذي يشتمل على 29 أسبوعاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في مايو (أيار) الماضي، حذرت ورقة بحثية فرنسية تناولت "ديون المناعة" من ظهور أوبئة في المستقبل.
وذكرت الورقة: "في حين قلصت [التدخلات غير الدوائية] من عدوى [فيروس كورونا]، نجد أنها أفضت أيضاً إلى انخفاض معدل انتشار مسببات أمراض أخرى (فيروسات وبكتيريا...) أثناء فترات الإغلاق وبعدها، على الرغم من أن المدارس أعادت فتح أبوابها منذ يونيو (حزيران) من عام 2020 في فرنسا."
"هذا التأثير الجانبي الإيجابي على المدى القصير موضع ترحيب لأنه يحول دون تحميل نظام الرعاية الصحية أعباء إضافية،" كما ذكرت الورقة البحثية.
"نقص التحفيز المناعي بسبب الانتقال المتدني للعوامل الميكروبية بين الناس، وما يتصل بذلك من انخفاض في نسبة أخذ اللقاحات، تسبب في ظهور "ديون المناعة" التي يمكن أن تترك عواقب سلبية عندما تكون الجائحة تحت السيطرة، وعندما تُرفع أو تُلغى التدخلات غير الدوائية" من إغلاقات وتدابير وقائية.
"كلما طال أمد هذه الفترات من التعرض المنخفض للفيروسات أو البكتيريا، تضاعف احتمال انتشار الأوبئة في المستقبل،" وفق ما جاء في الورقة البحثية عينها.
يبقى أن نيوزيلندا حظيت بالإشادة لنهجها في التصدي لجائحة "كورونا"، إذ كان لافتاً أنه حتى 8 يونيو، لم تشهد البلاد سوى ألفين و408 إصابات، و26 حالة وفاة.
© The Independent