Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ميليشيات أفغانية سابقة تستعد لمحاربة طالبان

سلطات كابول تسعى لاستعادة معبر بين أفغانستان وإيران والباكستان تحذر من حرب أهلية والصين تدعو مواطنيها لمغادرة البلاد

تسعى السلطات الأفغانية لاستعادة معبر حدودي رئيس سيطرت عليه عناصر حركة طالبان، التي تواصل حملتها بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد الذي مزقته الحرب. في وقت بدأت فيه ميليشيات أفغانية سابقة، اشتركت في القتال ضد الاتحاد السوفياتي، تجميع قواها ومقاتليها لشن حررب ضد حركة طالبان الأمر الذي دفع قوى محلية وإقليمية من نشوب حرب أهلية جديدة في البلاد.

وكانت حركة طالبان قد أعلنت، الخميس، أن عناصرها استولوا على معبرين في غرب أفغانستان، مستكملين بذلك قوساً يمتد من الحدود الإيرانية إلى الحدود مع الصين.

وجاء إعلان طالبان أنها سيطرت على 85 في المئة من أراضي أفغانستان بعد ساعات من كلمة للرئيس الأميركي جو بايدن الذي برر انسحاب بلاده.

وقال المتحدث باسم حاكم ولاية هرات، جيلاني فرهاد، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن السلطات تستعد لنشر قوات جديدة لاستعادة إسلام قلعة، أكبر معبر تجاري بين إيران وأفغانستان. وأضاف أن "التعزيزات لم ترسل بعد إلى إسلام قلعة، لكن ستُرسل إلى هناك قريباً".

وإسلام قلعة من أهم المعابر الحدودية في أفغانستان، ويمر من خلاله معظم التجارة المشروعة بين البلدين.

وحصلت كابول على إعفاء من واشنطن يسمح لها باستيراد الوقود والغاز الإيراني على الرغم من العقوبات الأميركية.

وإلى جانب إسلام قلعة، قال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن عناصر الحركة استولوا على معبر تورغوندي الحدودي مع تركمانستان.

انتشار المليشيات

وانتشر السبت مئات من مقاتلي ميليشيا إسماعيل خان في أرجاء مركز هرات الذي يسيطرون على مداخله، وفق ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في المكان.
وكان القيادي السابق في تحالف لقتال طالبان خلال الغزو الأميركي بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 قد قال في مؤتمر صحافي الجمعة "سنذهب قريبا جدا الى الجبهات الأمامية، وبعون الله نغير الوضع"، مؤكدا أن مئات المدنيين من جميع أنحاء البلاد تواصلوا معه وابدوا استعدادهم لقتال طالبان.
وأعلن حاكم بلخ محمد فرهاد عظيمي نشر 1500 عنصر من الميليشيات لتعزيز أمن هذه الولاية الشمالية.

وانضم مؤخرا آلاف المدنيين إلى الميليشيات التي شكلتها الحكومة لتعزيز صفوف الجيش، بينما يحشد زعماء الحرب الأفغان التاريخيون أنصارهم.
ويعزز ضعف الجيش الأفغاني موقف زعماء الحرب، ما يفاقم المخاوف من أن تغرق البلاد في حرب أهلية جديدة على غرار ما حصل عام 1992 إثر سقوط النظام الشيوعي بعد انسحاب الجيش الاحمر من البلاد عام 1989 الذي دعمه لعشرة أعوام في مواجهة تمرد إسلامي.

قلعة ناو
وقال حاكم بادغيس حسام الدين شمس السبت إن طالبان هاجمت مرة أخرى عاصمة الولاية قلعة ناو، لكن تم صدها. وقلعة ناو هي أول عاصمة ولاية تمكنت طالبان من اختراقها منذ بدء هجومها، إذ استولت على العديد من المباني الرسمية الخميس قبل طردها في اليوم التالي.
كما زعمت طالبان أنها سيطرت السبت على منطقة في ولاية لغمان المحاذية لكابول، في حين تشهد ضواحي غزنة عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه جنوب غرب كابول قتالا متقطعا منذ الخميس وفق ما قال رئيس مجلس الولاية ناصر أحمد فقيري لوكالة فرانس برس.
ولم تعد القوات الحكومية تسيطر بشكل رئيسي إلا على الطرق الرئيسية وعواصم الولايات التي يتم توفير الامدادات لبعضها عن طريق الجو.

تحذير باكستاني من تورط ميليشيات في محاربة طالبان

من جهته دعا السفير الباكستاني في كابول إلى تعزيز قدرات الجيش الأفغاني، محذرا من التورط "الخطر" لميليشيات أفغانية في النزاع ضد طالبان.
وصرح السفير منصور أحمد خان لوكالة لبصحافة الفرنسية أن "الحكومة الأفغانية هي الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وعلى جميع الدول التعاون لتحسين قدرات القوات الافغانية بما يمكنها من الاستجابة للتحديات الأمنية".
وحذر خان من أنه "إذا أسفر الوضع عن نوع من الحرب بين الميليشيات وطالبان، فسيكون ذلك خطرا (...) وسيستمر الوضع في التدهور". وأضاف "لذلك من المهم تعزيز قدرة الحكومة الأفغانية على الدفاع عن نفسها".

وقد حشد زعماء الحرب التاريخيون أنصارهم، ما يثير مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة. وأعلن الجمعة إسماعيل خان، احدى الشخصيات التي قاتلت السوفيات وطالبان، أنه سيحمل السلاح من أجل "تغيير الوضع" ضد طالبان.

وتابع السفير الباكستاني أنه "إذا استمر الوضع في التفاقم والتدهور في أفغانستان (...) فقد يتدفق لاجئون إلى باكستان". وشدد على أن "هدفنا الرئيسي (...) هو منع الأمور من التطور في هذا الاتجاه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الصين تعيد مواطنيها من افغانستان

على صعيد آخر، أعادت بكين 210 من رعاياها في أفغانستان، مع تسارع انسحاب القوات الأميركية، وفق ما ذكرت شركة الطيران التي تستخدمها الحكومة الصينية لنقلهم إلى وطنهم.
وأقلت طائرة تابعة لشركة "شيامن" للطيران من كابول إلى مدينة ووهان في مقاطعة هوباي الصينية هؤلاء الرعايا في الثاني من تموز (يوليو)، حسبما أعلنت الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي الخميس.
ذكر بيان صادر عن إدارة الشؤون القنصلية الخميس أن "الحكومة الصينية نصحتهم بمغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن لضمان سلامة الرعايا الصينيين في أفغانستان، وقدمت المساعدة اللازمة" من دون أن تحدد فيما إذا كان لا يزال هناك صينيون في البلاد أو عددهم.
ومن بين الذين تم إجلاؤهم 22 مصابا بفيروس كورونا. وأبلغت السلطات في هوباي بعد فترة وجيزة عن وجود 25 إصابة بالفيروس في المقاطعة، بينهم 22 شخصاً قادماً من كابول.

محادثات في موسكو

وكان وفد من قادة طالبان صرح في موسكو، الجمعة، أن الحركة تسيطر على نحو 250 من أصل 400 مقاطعة في أفغانستان، وهي معلومات يصعب التحقق منها بشكل مستقل وتنفيها الحكومة.

وقال فؤاد أمان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، "إذا كانوا (يسيطرون) على مثل هذه القطاعات من الأراضي فلماذا يقيم قادتهم في باكستان ولا يمكنهم المجيء إلى أفغانستان؟". وأضاف "لماذا يرسلون مقاتليهم القتلى أو الجرحى إلى باكستان؟".

وخسرت القوات الأفغانية التي باتت محرومة من الدعم الجوي الأميركي كثيراً من الأراضي، لكنها أكدت، الجمعة، أنها استعادت أول عاصمة ولاية هاجمها المتمردون هذا الأسبوع، وهي قلعة نو (شمال غرب).

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات