قُتل ثلاثة عاملين في منظمة "أطباء بلا حدود"، هم إسبانية وإثيوبيان، في هجوم في إقليم "تيغراي" الإثيوبي الذي يشهد نزاعاً، وفق ما أعلن الفرع الإسباني للمنظمة.
وفي الأيام الأخيرة، شهد الإقليم تصعيداً في النشاط العسكري، واستهدفت غارة جوية سوقاً فيها، مسفرة عن مقتل 64 شخصاً على الأقل.
اغتيال وحشي
وقالت المنظمة في بيان، "فقدنا الاتصال بهم وبالسيارة التي كانوا يتنقلون فيها، وهذا الصباح، عثِر على السيارة فارغة وعلى جثثهم على بعد بضعة أمتار منها"، منددة بـ"اغتيال وحشي".
وكانت ماريا هرنانديز الإسبانية الجنسية (35 عاماً) إحدى منسقات الحالات الطارئة للمنظمة في تيغراي، وكان القتيلان الآخران الإثيوبيان، وهما مساعد التنسيق يوهانس هالفوم رضا، والسائق تيدروس جبرمريم جبرميكايل.
أضافت المنظمة، "ماريا ويوهانس وتيدروس كانوا هناك لمساعدة السكان، ولا يمكن أن نتصور أنهم دفعوا حياتهم ثمناً لذلك".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية على "تويتر"، إن عمال الإغاثة الثلاثة قتِلوا في بلدة أبي عدي، على بعد 50 كيلومتراً غربي ميكيلي، عاصمة الإقليم، وأضافت أن "جبهة تحرير شعب تيغراي تعمل بنشاط" في هذه المنطقة.
ونددت وزيرة الخارجيّة الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا عبر "تويتر" بـ"اغتيال" العاملين الثلاثة، لافتة إلى أن مدريد على "اتصال بالسلطات الإثيوبية لتوضيح الوقائع وإعادة جثة" هرنانديز.
انتهاكات خطرة
ووصف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية راميش راجا سينغهام عمليات القتل بأنها "فاضحة ومثيرة للقلق"، وأضاف في بيان، "يتعين على السلطات الآن أن تحقق سريعاً" في جرائم القتل هذه التي تشكل "انتهاكات خطرة للقانون الإنساني الدولي".
وفي بروكسل، دان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل "بأشد العبارات" هذه "الفظائع" التي تعد "مثالاً مروعاً آخر على تصعيد الصراع في تيغراي وانتهاكاً صارخاً للقوانين الإنسانية الدولية"، بحسب ما جاء في بيان.
حزن عميق
من جانبها، عبرت الولايات المتحدة عن "حزن عميق" لمقتل موظفي منظمة "أطباء بلا حدود"، داعية إلى إجراء تحقيق مستقل لتقديم مرتكبي هذه الأعمال إلى العدالة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان، "في نهاية المطاف، تتحمل السلطات الإثيوبية المسؤولية الكاملة عن ضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني وكذلك حرية وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق".
نزاع طويل
ويشن الجيش الفيدرالي الإثيوبي منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، في "تيغراي" عملية أدت إلى إسقاط السلطات المحلية الانفصالية المنبثقة عن "جبهة تحرير شعب تيغراي"، لكن هذه العملية العسكرية تحولت إلى نزاع طويل على وقع اتهامات بارتكاب مجازر بحق المدنيين وعمليات اغتصاب ونزوح قسري للسكان.
ويشتبه في ارتكاب قوات من إريتريا المجاورة العديد من الفظائع، إذ جاءت هذه القوات للقتال إلى جانب الجيش الإثيوبي وما زالت موجودة في تيغراي.