قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة تتوقع أن تعمل كل دولة على استعادة مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الأميركي خلال زيارته لبريطانيا، في الوقت الذي اتّخذت فيه المملكة المتحدة إجراءات مشددة ضد المقاتلين في صفوف داعش، ممن يحملون الجنسية البريطانية، إذ سحبت بريطانيا هذا العام الجنسية من شابة كانت قد سافرت للانضمام إلى التنظيم.
وألقت قضية الشابة شميما بجوم، التي عرفت بـ"عروس داعش"، الضوء على الإشكاليات التي تواجهها الحكومات الأوروبية عند التعامل مع المقاتلين الأجانب المتشددين وزوجاتهم وأطفالهم، حيث جُرّدت الشابة البريطانية من جنسيتها ردا على مطلبها بالعودة إلى بلدها مع رضيعها بعد أربعة أعوام قضتها في سوريا، وقد تزوجت هناك من أحد عناصر داعش، وعمرها كان وقتها 15 عاما، في حين لم تبدِ ندما مطلقا على الانضمام للتنظيم.
وردا على سؤال، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني جيريمي هنت، عما إذا كان يشعر بالإحباط من إحجام بريطانيا عن استعادة مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف داعش، قال بومبيو "نتوقع أن تعمل كل دولة على استعادة مقاتليها الأجانب وتواصل احتجاز هؤلاء المقاتلين. نعتقد أن ذلك ضروري للغاية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي وقت سابق من العام الحالي، حثّ الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بريطانيا وفرنسا وألمانيا على استعادة ما يزيد على 800 مقاتل أجنبي في صفوف التنظيم. وقال بومبيو إنه ناقش هذه المسألة مع زعماء العراق أثناء زيارة إلى بغداد، الثلاثاء، وإن على الدول أن تعمل معا لضمان ألا يضطر الغرب "أبدا لقتال هؤلاء الإرهابيين أنفسهم مرة أخرى".
وأضاف بومبيو "ألقينا القبض عليهم. جرى احتواؤهم الآن ويتعين استمرار احتوائهم حتى لا يشكلوا أي خطر إضافي على أي شخص في أي مكان في العالم".
ولا تؤيد أغلب الدول الأوروبية سياسة الولايات المتحدة في هذا الأمر، ففي باريس أعلنت صباح أمس، وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورنس بارلي، أن بلادها ستقوم على الأرجح بإعادة أطفال يتامى أبناء إرهابيين فرنسيين من مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة الأكراد. وردا على سؤال لتلفزيون بي.إف.إم وإذاعة مونتي كارلو حول احتمال إعادة مزيد من الأطفال بعد إعادة خمسة منهم "يتامى أو مفصولين" عن أسرهم في 15 مارس (آذار)، قالت فلورنس بارلي "هذا مرجح جدا". وأضافت "نبذل قصارى جهدنا لإعادة الأيتام كما يتم تعريفهم على هذا النحو".
وكانت فرنسا قد عبرت في فبراير (شباط) الماضي، عن استعدادها للنظر في قضية مواطنيها حالة بحالة، وقالت إنها لن تستجيب لطلب الرئيس الأميركي بترحيل المقاتلين السابقين وعائلاتهم فورا. إذ يشكل عودة المقاتلين السابقين وعائلاتهم مخاوف لدى السلطات الأمنية في الدول الغربية، إذ يرى مسؤولون أمنيون أن هؤلاء المقاتلين السابقين "تلقوا تدريبات وحصلوا على مهارات وقدرات تجعلهم يشكلون خطرا أمنيا محتملا".
وتتخذ بريطانيا موقفا أكثر تشددا في هذه المسألة، إذ أعلن وزير الداخلية، ساجد جاويد، مرارا أنه لن يتردد في منع عودة البريطانيين الذين دعموا تنظيم داعش في الخارج. وأحصت دراسة أجريت عام 2016 ما بين 3900 إلى 4300 من مواطني دول الاتحاد الأوروبي التحقوا بصفوف داعش، أغلبهم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا، وعاد 30% منهم إلى بلدانهم.