Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يشكل النواب الداعمون لبرنامج تبون نواة "حزب الرئيس"؟

وصول "الأحرار" إلى أن يصبحوا القوة الثانية في الجزائر ليس مفاجئاً على اعتبار أن السلطة راهنت على المجتمع المدني

لم يبد تبون رغبة حقيقية في تشكيل حزب سياسي (موقع التلفزيون الجزائري)

بدأت ملامح ولادة حزب سياسي جديد في الجزائر سيكون له شأن كبير، تلوح في الأفق، بعد إعلان نواب القوائم الحرة المنتخبين في تشريعيات 12 يونيو (حزيران) الحالي، دعمهم ومساندتهم لبرنامج الرئيس عبد المجيد تبون، "من أجل مواصلة مسعى بناء الجزائر الجديدة بمقومات سياسية وممارسات ديمقراطية تنشد التنمية في كل المجالات".

دعم وتثمين

وجاء في بيان صدر في ختام اجتماع 70 نائباً عُقد في العاصمة، "نحن منتخَبي القوائم الحرة في تشريعيات 12 يونيو سنكون أعضاء فاعلين ضمن كتلة وطبقة واسعة أكثر انسجاماً وفاعلية لدعم ومساندة برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون". وعبّر النواب الجدد عن "اعتزازهم ودعمهم للجهد والمسعى الصادق للرئيس تبون في بناء النهج الديمقراطي الذي شرع فيه"، مبرزين أن هذا الجهد "يرتكز على دولة المؤسسات والمقدرات الوطنية"، إضافة إلى "تطلعات التغيير الإيجابي التي أبان عنها الحراك الشعبي المبارك والأصيل".
وثمّن النواب الـ70 في بيانهم "التزام رئيس الجمهورية تنفيذ تعهداته باستكمال البناء المؤسساتي تكريساً لعهد جديد يطبع الجزائر الجديدة ضمن آليات دستورية وقانونية تكفل النزاهة والمصداقية في الممارسة الديمقراطية"، منوّهين بجهد اللجنة المستقلة للانتخابات الحثيث وأدائها في التحضير للعملية الانتخابية والإشراف عليها والإعلان عن نتائجها المؤقتة ضمن مقومات الشفافية والنزاهة واحترام القانون كمخرج من مخرجات التعديل الدستوري لعام 2020. وأشادوا باستعداد والتزام المؤسسة العسكرية وكل الأجهزة الأمنية تأمين العملية الانتخابية.

لا يريد حزباً

وقالت المرشحة السابقة في انتخابات 12 يونيو، فاطمة الزهراء نازف، إن "الرئيس تبون صرح بأنه لا يريد إنشاء حزب سياسي حالياً، كما أعلن أنه لا يعتزم الترشح لولاية رئاسية أخرى مستقبلاً، وعليه فإن النواب الأحرار الذين دعموا برنامجه، يكونون قد درسوه وأعجبوا بمحتواه". وأضافت "بالنسبة لي كمرشحة سابقة، درست برنامج وخطوات الرئيس تبون، ووجدت فيه أملاً كبيراً لو يتم تنفيذه بحذافيره. ومن بين ما يستهدف، تكسير الإدارات القديمة بعد إنشاء البرلمان الجديد". وأردفت "أنا لست مع أو ضد النظام الحالي، بل أنا مع مصلحة الدولة بمصطلحها الحقيقي".
وتابعت نازف، رداً على سؤال حول ما إذا كانت ستتخذ  الموقف ذاته لو حالفها الحظ في مقعد برلماني، "لم أكُن لأعلن أنني مع أو ضد، بل كنت سأسير على برنامجي الانتخابي الذي يخدم المواطن والجزائر كما وعدت سابقاً"، مبرزةً أنها تسعى إلى أن تكون العنصر الذي يأتي بإضافات وليس عنصر تبعية فقط. وختمت قائلةً إن "أي برنامج يعكس البناء، كذلك كنت سأدعمه بعد دراسته مثل أي مشروع آخر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تحرك وترقب

ودفع تحرك النواب المستقلين الطبقة السياسة والشارع إلى ترقب ولادة "حزب الرئيس". وقال الناشط السياسي الجزائري كمال دريس "للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات البرلمانية والمحلية، نقف أمام قوائم حرة لها قيادة مركزية، ما يعيد إلى الأذهان طريقة تشكيل حزب التجمع الديمقراطي عام 1997، إذ ظهر قوياً يهدد الحزب الحاكم آنذاك حزب جبهة التحرير، بخاصة أن الرئيس تبون يتحاشى عودة أحزاب ارتبطت بالنظام السابق على الرغم من أنها فازت في الانتخابات"، مبرزاً أن "وصول الأحرار إلى أن يكونوا القوة السياسية الثانية في البلاد ليس مفاجئاً، على اعتبار أن السلطة راهنت على المجتمع المدني لا على الأحزاب في محاولة لتغيير المشهد السياسي عبر وجوه جديدة".
واعتبر دريس أن "التسهيلات التي منحتها الحكومة للأحرار والشباب كفيلة بتوقّع فوز القوائم الحرة في الصف الثاني"، مشيراً إلى أن "التضييق" الذي أدى إلى إقصاء نحو 1200 قائمة، غالبيتها لأحزاب سياسية بتهمة محاربة المال الفاسد، أتاح للمستقلين احتلال المرتبة الأولى من حيث العدد، متفوقين على الأحزاب الـ28 المشاركة في الانتخابات مجتمعةً.

رئيس كل الجزائريين

وأعلن الرئيس تبون في وقت سابق، عدم رغبته بخوض تجربة إنشاء حزب سياسي خاص به، على غرار تجربة الرئيس الأسبق ليامين زروال، الذي أسس بداية عام 1997 حزب "التجمع الديمقراطي"، أو خلال حكم الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، الذي أنشأ تحالف ثلاثي جمع "جبهة التحرير" والتجمع الديمقراطي" و"حركة مجتمع السلم"، تحوّل إلى أدوات فساد وتلاعب بمقدرات البلاد وسمعتها. وقال تبون "أنا رئيس انتخبني الشعب، وسأكون رئيساً لكل الجزائريين وانتمائي الآن لكل الأحزاب الجزائرية".

المزيد من العالم العربي