Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مهندسو بوينغ عرفوا مشكلة تنبيهات السلامة قبل أشهر من حادثي التحطم المميتين

بعد وقت قصير من اقلاع الطائرة للمرة الاولى في العام 2017 أدركت الشركة أنّ ضوء التنبيه في أحد المجسّات لا يعمل إلا إذا اشترت خطوط الطيران ميزة اختيارية منفصلة

أثار تحطم طائرتا "بوينغ ماكس" أسئلة عن معايير السلامة في التقنيات المتطوّرة المعتمدة فيهما (وكالة أ.ب.)

أدركت شركة "بوينغ" لتصنيع الطائرات أنّ تنبيه السلامة في قُمرة القيادة لم يكن يعمل كما يلزم في طائرة "737 ماكس" لكنّها لم تكشف عن ذلك لشركات الخطوط الجويّة أو الجهات التنظيميّة.

وأقرّت الشركة أنّها كانت على علم بمشكلة الطائرة قبل وقوع حادث تحطم مميت في إندونيسيا في أكتوبر/تشرين أول الماضي، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان ممكناً تجنّب تلك الكارثة لو عمل التنبيه على النحو المنشود.

وصُمّمت تلك الميزة لتحذير الطيّارين عندما يُعطي مجسٌّ رئيس، معلومات غير صحيحة حول درجة انحدار مقدمة الطائرة، وهو أمر فائق الأهمية في عمليات الإقلاع والهبوط. ولكن، خلال أشهر من إقلاع الطائرة للمرّة الأولى في العام 2017، أدرك مهندسو "بوينغ" أنّ ضوء التبيه في ذلك المجس لم يكن يعمل إلا عندما تشتري شركات الخطوط  الجويّة أيضاً خاصيّة منفصلة اختياريّة.

تعطّلت المجسّات أثناء رحلة في شهر أكتوبر في أندونيسيا وأخرى في مارس/آذار في أثيوبيا، ونجم عن ذلك أن برنامج الطائرة عمل على دفع مقدّمتها نحو الأسفل.

وفي الحالتين، لم يستطع الطيّارون استعادة السيطرة على الطائرة، ما أدّى إلى تحطّمهما ومقتل 346 شخصاً.

ليس واضحاً إذا ما كان من شأن وجود أداة الضوء في المجس، أن يحول دون وقوع حادثتي تحطّم طائرتا شركة "ليون إير" الأندونيسيّة في أكتوبر 2018 والخطوط الجويّة الأثيوبية في مارس 2019 قرب "أديس أبابا".

في المقابل، أثارت معلومات أفشتها "بوينغ" يوم الأحد 05 مايو/آيار، أسئلة جديدة حول مدى صراحة الشركة مع الهيئات التنظيميّة وعملائها من شركات الطيران.

ومرّة اخرى، أوردت "بوينغ" أنّ الطائرة كانت آمنة للتحليق من دون وجود أداة ضوء التنبيه الذي يُسمّى "ضوء الاعتراض على زاوية الهبوب"، بمعنى أنه ينبّه إلى وجود خطأ في الزاوية التي يتّخذها هيكل الطائرة أثناء عملية الإقلاع.

وأضافت الشركة أنّ أجهزة القياس الاخرى تعطي الطيارين معلومات تكفي لأن تطير بأمان، تشمل بيانات سرعة الطائرة وارتفاعها وأداء المحرك وعوامل أخرى.

وأوضح متحدث باسم "الإدارة الفيدرالية للطيران" الأميركية أنّها أُخطِرَتْ عن تعطّل ضوء التنبيه في نوفمبر، بعد تحطّم طائرة شركة "ليون إير" الأندونيسيّة في 29 أكتوبر 2018.

وأشار إلى أنّ خبراء "الإدارة الفيدرالية للطيران" قرّروا أنّ تعطّل ضوء ذلك المجس في قمرة القيادة يشكّل خطراً ضئيلاً.

وجاء في بيان عن ناطق بلسان تلك الإدارة، "مع ذلك، فإنّ التواصل بين "بوينغ" وشركات الخطوط الجويّة في وقت مناسب أو سابق، كان من شأنه المساعدة تقليص أو إزالة أي ارتباك محتمل".

كان من المفترض أن يقوم ضوء التنبيه بإعلام الطيارين عندما يظهر تضارب في المعلومات الواردة من المجسّات المتنوّعة التي تقيس درجة انحدار مقدّمة الطائرة، وهي علامة على أنّ معلومات مجس زاوية الهبوب غير موثوقة.

وأبلغت "بوينغ" شركات الطيران أنّ ضوء التنبيه كان من المعدّات المعياريّة في كل طائراتها من نوع "ماكس".

ولكن سرعان ما علم مهندسو "بوينغ" أنّ ضوء التحذير لا ينجح إلا إذا اشترت شركات الطيران أيضاً أداة اختياريّة تخبر الطيارين عن اتّجاه مقدّمة الطائرة بالنسبة إلى الهواء المندفع.

قرّرت الشركة حلّ المشكلة عن طريق فصل التنبيه عن المؤشرات الاختياريّة في التحديث المخطط أن يكون تالياً في برنامج منصّة قمرة القيادة، إذ قرّر الخبراء التابعون للشركة أنّ الضوء المُعطَّل لا يؤثّر على السلامة.

في منتصف مارس بعد تحطّم الطائرة في أثيوبيا، أوقف حوالي 400 طائرة من طراز "ماكس" في شركات الطيران عالمياً.

المزيد من الأخبار