Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صحيفة "آبل ديلي" تتحدى سلطات هونغ كونغ غداة مداهمتها

توجه أكثر من 500 شرطي إلى مقرها واعتقلوا خمسة مسؤولين بينهم رئيس التحرير والمدير العام

الصفحة الأولى لصحيفة "آبل ديلي" غداة مداهمتها واعتقال خمسة من مسؤوليها (أ ف ب)

وجهت صحيفة "آبل ديلي"، المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ، صباح الجمعة 18 يونيو (حزيران)، رسالة تحدٍ إلى السلطة الموالية للصين، غداة مداهمة جديدة لمقرها، ونشرت على صفحتها الأولى عنوان "يجب أن نستمر".

ولطالما كانت الصحيفة ومالكها قطب الإعلام جيمي لاي المسجون حالياً، موضع مراقبة من بكين، بسبب دعمها المعسكر المنادي بالديمقراطية، وانتقاداتها المتكررة للقادة الصينيين.

لكن يبدو أن المسؤولين الصينيين باتوا مصممين على إسكات هذه الصحيفة في إطار فرض بكين قبضتها على المستعمرة البريطانية السابقة التي يفترض أنها تحظى بحكم ذاتي واسع.

مداهمة واعتقالات

وتوجه أكثر من 500 شرطي، الخميس، إلى مقر الصحيفة، ونفذوا عملية مداهمة. وقالت السلطات، إن ذلك بسبب مقالات نشرتها الصحيفة "تدعو إلى فرض عقوبات" على هونغ كونغ والقادة الصينيين.

وأوقف خمسة من مسؤولي الصحيفة، بينهم رئيس تحريرها، ريان لو، ومديرها العام شونغ كيم-هونغ، بسبب وقائع مرتبطة بتواطؤ مع قوى أجنبية بموجب قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين في هونغ كونغ الصيف الماضي.

ووجهت التهم، الجمعة، إلى لو وشونغ. وبموجب قانون الأمن القومي، يرفض منح غالبية الأشخاص الذين توجه إليهم التهم إفراجاً بكفالة، ويمضون أشهراً خلف القضبان قبل محاكمتهم.

استكمال العمل

وفي ختام هذه المداهمة، عاد الصحافيون إلى قاعة التحرير التي صادرت منها الشرطة بعض أجهزة الكمبيوتر والأقراص الصلبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن هيئة التحرير عملت طوال الليل تحت أنظار عديد من الصحافيين من وسائل إعلام أخرى لكي تصدر الصحيفة التي تأسست عام 1995، في عدد الجمعة.

وقررت رئاسة التحرير نشر افتتاحية قاتمة على صفحتها الأولى مع وجوه الأشخاص الخمسة الذين اعتقلوا مع عبارة "شرطة الأمن القومي تداهم صحيفة "آبل"، تعتقل خمسة أشخاص وتصادر 44 قرصاً صلباً من التحرير".

وتحتها وبالخط العريض الأصفر كتبت "يجب أن نستمر"، وهي الكلمات التي توجه بها شونغ إلى أحد موظفيه حين كانت تقتاده الشرطة وهو مكبل اليدين.

عدد "تاريخي"

وقررت المجموعة طبع 500 ألف نسخة، وهو أعلى ست مرات من عدد نسختها العادية، مراهنةً على أن سكان هونغ كونغ الذين نزلوا بأعداد كبرى عام 2019 لدعم المعركة من أجل الديمقراطية، سيسارعون إلى شراء هذا العدد التاريخي.

وفي حي مونغكوك الشعبي، اصطف عشرات الأشخاص في وقت مبكر، الجمعة، لشراء الصحيفة حتى قبل أن يتم تسليم الأعداد.

وقال صاحب كشك للبيع رافضاً الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية، "في الأوقات العادية نبيع 60 نسخة، لكن هذه المرة قمنا ببيع 1800 عدد". وأضاف، "لقد بيعت كلها، وطلبنا ثلاثة آلاف، وننتظر أن تصل إلينا الأعداد".

وقالت بولي، وهي امرأة في الأربعين من العمر، إنها اشترت 10 أعداد. وأوضحت، "على مدى سنوات، حظينا بحرية صحافة، وكان بإمكاننا قول ما نشاء، لكن خلال سنة، تغير كل شيء. تدهور الوضع، وكل شيء حدث بسرعة شديدة".

وقال زبون آخر يدعى ستيفن شو، البالغ من العمر 45 عاماً، إنه اشترى ثلاثة أعداد. وأوضح أن "وسائل الإعلام المثالية غير موجودة، لكن صحيفة "آبل ديلي" تشكل صوتاً فريداً في هونغ كونغ". وتابع، "لسنا ملزمين تأييدها، لكن أعتقد أنه يجب تركها تعبر عن رأيها والسماح لها بالاستمرار، هذا أمر مهم".

تأسيس "آبل ديلي"

وسبق أن تعرضت صحيفة "آبل ديلي" الصيف الماضي لمداهمة نفذها مئات من عناصر الشرطة الذين أوقفوا لاي، الملياردير الذي صنع ثروته في تجارة الملابس.

وبعد إعادة المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين في عام 1997، برزت صحيفة "آبل ديلي". ففي حين كان عديد من سكان هونغ كونغ قلقين حيال حرياتهم المستقبلية، أصبحت صوت مناصري الديمقراطية والمشككين حيال بكين.

وأصبح لاي الذي دعم "حركة المظلات" في عام 2014، عدواً لبكين وتصفه وسائل الإعلام الرسمية بانتظام بأنه "خائن" و"رجل مافيا".

ودعم الصحيفة للتظاهرات الضخمة المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ عام 2019، زاد من عدائية بكين لها.

واستغلت السلطة الصينية عام 2020 من انتشار وباء كوفيد-19 لكي تقوم بحملة قمع ضد المعسكر المطالب بالديمقراطية، لا سيما عبر قانون الأمن القومي.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات