Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفصائل الفلسطينية إلى مصر لمناقشة الهدنة والمصالحة وإعمار غزة

الحوار يبدأ بعقد لقاءات ثنائية مع المعنيين بالملف في القاهرة ويختتم بأخرى موسعة وشاملة السبت المقبل

تتركز اجتماعات الفصائل الفلسطينية في القاهرة على مجموعة قضايا (أ ف ب)

بدأت وفود الفصائل الفلسطينية الوصول إلى القاهرة، أمس الثلاثاء، تلبية لدعوة مصر لإجراء حوار وطني يشمل مختلف التطورات السياسية والميدانية على الساحة الفلسطينية، وذلك بعد أعمال التصعيد الأخيرة بين إسرائيل وقطاع غزة الشهر الماضي.

وظهر الثلاثاء، وصل وفد "حماس" المشارك في الاجتماعات، بقيادة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي يزور مصر لأول مرة منذ 2019، ونائبه الشيخ صالح العاروري، و6 من أعضاء المكتب السياسي هم: موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، ومحمد نزال، وروحي مشتهى، وحسام بدران، وزاهر جبارين، فيما قالت مصادر مصرية لـ"اندبندنت عربية"، إن وفد "فتح" برئاسة جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية للحركة يصل في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء.

وتتركز اجتماعات الفصائل، التي من المقرر أن تبدأ أولاً على المستويات الثنائية، اليوم الأربعاء، مع الأجهزة المعنية المصرية قبل أن تختتم بعقد لقاءات موسعة وشاملة لكافة الفصائل المشاركة، على مجموعة من القضايا أبرزها ملف تثبيت الهدنة وإعادة الإعمار وآليته في غزة، فضلاً عن بحث النقاط العالقة في ملف الانتخابات والمصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.

أجندة الاجتماعات

بحسب مصدر دبلوماسي مصري، فإنه من المقرر أن تلتقي الوفود الفلسطينية بشكل منفصل مع القائمين على الملف في جهاز المخابرات العامة المصرية على مدار اليومين المقبلين، لاستكمال المباحثات التي أجراها الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية، في كل من قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة الأسبوع الماضي. 

والإثنين الماضي، زار رئيس المخابرات المصرية قطاع غزة وبحث خلال لقاء مع قادة الفصائل تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع، إلى جانب ملفي إعادة إعمار القطاع، وتبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، وذلك في أعقاب زيارة أتمها عباس كامل إلى رام الله وتل أبيب.

ووفق ما أعلنه حينها، يحيى السنوار، رئيس حركة "حماس" في غزة، فقد تم مناقشة تفاصيل تثبيت وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وكبح "العدوان على الشعب الفلسطيني"، مع الوفد المصري، مضيفاً أن هناك "فرصة حقيقية لتحقيق تقدم في ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل"، مبدياً استعداد حركته للدخول في مفاوضات عاجلة وسريعة لإنجاز ذلك.

وذكرت المصادر المصرية، أن "اجتماعات الفصائل الفلسطينية الحالية في القاهرة تأتي ضمن جهود القاهرة المكثفة لدعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات"، موضحة، "هناك تفاؤل كبير بإحراز تقدم على كافة الملفات الشائكة المطروحة على طاولة النقاش لا سيما مع حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على مواصلة الجهود والاجتماعات لحل مشكلة الانقسام الفلسطيني وإنجاز المصالحة فضلاً عن تثبيت الهدنة وإعادة إعمار القطاع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هل من أمل في الأفق؟

وقال مراقبون فلسطينيون تحدثوا لـ"اندبندنت عربية"، إن هناك "كثيراً من التفاؤل الحذر" بشأن ما قد تفضي إليه جولة المباحثات الجديدة التي تستضيفها القاهرة للفصائل الفلسطينية هذه المرة، لا سيما أنها تأتي بعد زخم واهتمام بالقضية الفلسطينية في أعقاب التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وكذلك دور مصر النشط لدعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات.

وفي 13 أبريل (نيسان) الماضي، تفجرت الأوضاع في فلسطين على خلفية أحداث العنف التي جرت في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، وامتد التصعيد إلى الضفة الغربية والمناطق العربية داخل إسرائيل، ثم تحول إلى مواجهة عسكرية في قطاع غزة، استمرت 11 يوماً، وانتهت بوقف لإطلاق النار برعاية مصرية، فجر 21 مايو (أيار) الماضي.

ويقول أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، "تختلف جولة المباحثات الفلسطينية الراهنة في القاهرة عن نظيرتها السابقة في فبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضيين، إذ تأتي في ظل حراك سياسي نشط بعد جولة التصعيد الأخيرة، وإصرار مصري لتذليل الخلافات بين الفصائل لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة".

وبحسب الرقب، "توحي التحركات الإقليمية والدولية الأخيرة باحتمالات بلورة حراك سياسي مغاير للقضية في الأفق، الأمر الذي يتطلب توحيد الجبهة الفلسطينية وفصائلها المختلفة، وهو ما تحاول القاهرة العمل عليه"، مضيفاً: "هذا الحراك السياسي قد يكون الدافع الرئيس للفصائل نحو إنهاء المشاكل العالقة فيما بينها".

بدروه، يقول، طه الخطيب المحلل السياسي الفلسطيني، "نأمل أن تستغل الفصائل الفلسطينية الدعم الإيجابي الذي شهدته القضية خلال الأسابيع الأخيرة، وتؤمن بضرورة التوصل لمواقف موحدة وجامعة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بما يخدم أبناء الشعب الفلسطيني".

ويوضح الخطيب: "تمر القضية الفلسطينية في هذه الأثناء بتطورات مهمة من بينها وجود إدارة أميركية في البيت الأبيض برؤى مغايرة لسياسات إدارة الرئيس الأسبق دونالد ترمب التي كانت داعمة بالكامل لإسرائيل على حساب الفلسطينيين، وتحركات إقليمية وعربية نشطة بهدف العمل على المضي نحو بلورة حل شامل للقضية، ما يجعل من الضرورة أن تنظر الفصائل إلى تلك التطورات بصورة أكثر شمولاً من المصالح الضيقة"، وتابع: "مجرد عودة الملف الفلسطيني ليتصدر مكانة متقدمة في أجندة المجتمع الدولي أمر بالغ الأهمية ويدعو للبناء عليه". 

وتتزامن الجهود السياسية المصرية لإنهاء الانقسام وتثبيت الهدنة مع جهود أخرى إنسانية وإغاثية، حيث أرسلت مصر دفعات من المساعدات الإنسانية لمواطني قطاع غزة، وعرضت إنشاء مدينة سكنية في القطاع باسم مدينة مصر السكنية، فضلاً عن تخصيص 500 مليون دولار للمساهمة في عمليات إعادة إعمار قطاع غزة من خلال الشركات المصرية.

والجمعة الماضية، أعلنت وزارة الأشغال والإسكان في قطاع غزة وصول عشرات الآليات المصرية إلى القطاع، للمساعدة في إزالة المباني الخطرة الآيلة للسقوط بفعل القصف الإسرائيلي الأخير.

المزيد من متابعات