Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما يقوله لاعبو كرة القدم مهم... المال لا يحمي من الآثار المدمرة للعنصرية!

التمييز العنصري مدمر أينما تعرض له الإنسان سواء في مساكن حكومية شعبية أو في مرافق رياضية عامة

نجم تشيلسي، كالوم هودسون أودوي، تعرض لإساءة عنصرية (رويترز)

الاختلاط بضحايا التمييز العنصري مؤلم وصادمٌ حتى في أفضل الظروف. ولا يغير في الامر شيء إذا كان هؤلاء الضّحايا من أصحاب الملايين ويرتدون ربطات عنق سوداء وساعات باهظة الثمن. فما اختبروه مزعج ومقلق. وأثناء مشاركتي نهاية الأسبوع الماضي في حفل توزيع جوائز "رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين"، وهو أحد أكثر الفعاليات إبهاراً على رزنامة المناسبات الرياضية، هالني تعاظم موجة التعصّب في أوروبا المعاصرة.

وعلى قدر ما هو مفاجئ وصادم، كلّ رياضي من الرياضيين ذوي الأجور العالية والمُدللين بحسب زعمهم، الذين تحدّثتُ إليهم خلال الحفل، تعرّض بطريقةٍ أو أخرى لمواقف تنمّ عن عنصرية بدءاً بـ فيرجيل فان دايك، صاحب جائزة أفضل لاعب في إنكلترا هذا العام والمُتحدّر من أب هولندي وأم سورينامية، وصولاً إلى اللاعبين الطّموحين المتحدّرين من أقلّيات عرقيّة ودينية الذين يلعبون حالياً في نوادي كرة قدم للهواة.

وكان رحيم ستيرلينغ الذي فاز بلقب أصغر لاعب هذا العام، التزم "التوعية" من مشكلة طارئة تؤدي إلى تعرّض لاعبين مثله للإهانة بسبب لون بشرتهم. وأتت مداخلة ستيرلينغ هذه على خلفية اضطرار ساديو ماني، المُهاجم السّنغالي اللامع الذي يلعب إلى جانب فان دايك في فريق ليفربول، إلى توجيه رسالة دعم إلى زميله في الفريق الدولي كاليدو كوليبالي، بعد تعرّضه لهتافات عنصرية مسيئة خلال مشاركته في مباراة في الدّوري الإيطالي. وكتب ماني برباطة جأش على مواقع التّواصل الاجتماعي "أشعر بالمرارة لا بل بالألم والاستياء بسبب ما تعرّضتَ له" من "أعمال فظيعة". فسلّط ماني الضّوء على شرور اللعبة.

وكان الضّيوف وصلوا إلى الحفل المُقام في فندق الخمس نجوم، "مايفير غروفنور هاوس" في بارك لاين، على متن سيارات ليموزين "مرسيدس" و"بي أم دبليو". وهذا واقع الحال اليوم في لعبةٍ يحظى محترفوها بأجرٍ يفوق ربع مليون جنيه إسترليني في الأسبوع ومعاملة خاصة تليق بالأمراء. على الرغم من ذلك، وبينما كنتُ أستمع إلى أحاديث اللاعبين الجانبيّة، لمستُ معاناتهم هم من حُكم عليهم بحياة من الذلّ والإحراج.

المال لا يحمي من آثار الإساءة. والممارسات العنصرية مدمّرة أينما تعرّض لها الإنسان، سواء في مساكن حكومية شعبيّة أو في مرافق رياضية حديثة.

لا شكّ في أنّ البنية السكانية للمُشجّعين داخل الملاعب الرياضية الرئيسة في أوروبا تغيّرت. فأسعار البطاقات المرتفعة باطراد وأنظمة الحجز المعقّدة التي كانت في السّابق حكراً على عروض المسارح وقاعات الحفلات الموسيقية، تؤدي اليوم إلى زيادة أعداد الجماهير المشجّعة من الطبقة المتوسطة. أما البلطجيون غير المتعلّمين الذين درجوا طوال ثلاثة عقود على التهجّم على اللاعبين من أصحاب البشرة السوداء من المدرّجات، فباتوا أقليّة قليلة – ولكنّ إرثهم باقٍ ولم يندثر.

"نحن عنصريّون وهذا ما نستسيغه"، هتف مشجّعو فريق تشيلسي خلال رحلة إلى باريس في العام 2017، قبل أن تعتقل الشرطة عدداً منهم لممارستهم أعمال عنف عنصرية ضدّ رجلٍ أسود داخل محطة مترو الأنفاق في العاصمة الفرنسية. وفيديو الواقعة المُشينة، وهو أدّى إلى صدور أربع إدانات جنائية بحق المعتدين، لم يضع حداً لمشجّعي النادي اللندني الذين عادوا بعد عام لحضور مباراة لفريقهم مع باريس سان جيرمان، وهم يؤدّون التحية النازية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكثرية الإساءات اليوم في عالم كرة القدم تتوجه إلى الأقليات الدينية، لا سيما المسلمين. فمحمد صلاح، حامل لقب لاعب الموسم في إنكلترا العام الفائت ونجم آخر من نجوم فريق ليفربول، وصفه مثلاً مشجعو نادي تشيلسي الذين كانوا يُرددون أغاني مهينة في براغ قبل أسابيع قليلة، بـ"المُفجّر". فهم يريدون الترويج لما هو غير صحيح أو مقبول- وهو ما يجمعهم بغيرهم من المتعصّبين والمحرّضين على الكراهية – أي تحميل من يُشاطر المجرمين القتلة المعتقد نفسه، شعوراً جماعياً بالذنب.

وعلى غرار نوادي كرة القدم الأخرى التي واجهت فضائح عرقيّة، حظّر نادي تشيلسي على العنصريين في عداد جمهوره، حضور مبارياته طوال حياتهم. لكن لا شك في أن المسألة لم تنتهِ بعد. ورأت منظمة "كيك إيت أوت"، وهي تعمل على مناهضة التمييز بالتعاون مع "رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين" وهي حظيت بقدرٍ كبيرٍ من الثناء من جانب رئيس الرابطة التنفيذيّ، غوردون تايلور، في حفل توزيع الجوائز، إنّ تزايد أعداد حوادث العنصرية هو "أزمة" حقيقية لا يُستخف بها. ويعتقد مدير حملة مكافحة التعصّب، تروي تاونسيند، بضرورة اتخاذ مزيدٍ من الإجراءات القاسية على وجه السرعة. وفي إشارة إلى الكراهية أو الإهانات التي تعرّض لها سترلينغ، قال تاونسنيد إنّ "الأمور تجري ببطء شديد" وما كان يجدر بنا انتظار "رحيم حتى يوجه رسالة على إنستغرام لنتحرّك ونقول "إننا نعمل على حلّ المسألة".

الأزمة فاقت حتماً كلّ ذلك. وصحيحٌ أنّ المبالغ المالية الخيالية تكافئ اللاعبين وهي قادرة على منح صاحبها شعور الرضى، ولكنّها غير قادرة على حماية لاعبي كرة القدم من سموم العنصرية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة