Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس حزب جزائري يصف مرشحات على لوائحه بالفراولة ويثير موجة من السخرية

مواقف بعض السياسيين دفعت المواطنين إلى التشكيك بنوعية البرلمان المقبل في الجزائر

قدم مرشحون وعوداً طموحة في التنمية المحلية وبناء المستشفيات العالمية، بدت بعيدة كل البعد عن الواقع (موقع الإذاعة الجزائرية)

تحولت الحملة الانتخابية البرلمانية في الجزائر إلى محطة للسخرية والاستهزاء لدى المواطنين، وزاد مستوى الخطاب المعتمد من تراجع الاهتمام بالاستحقاق المقرر في 12 يونيو (تموز) المقبل، ما فتح المجال واسعاً أمام التشكيك في قوة البرلمان المقبل.

الفراولة ووعود خرافية واستخدام الدين

وباتت الحملة الانتخابية تصنع الحدث في الجزائر، ليس بسبب التنافس على البرامج، وإنما لإثارتها السخرية، بعد أن أصبح المرشحون يتناولون قضايا ومواضيع لا ترتبط بانشغالات المواطنين ولا بالمهمات المنتظرة من البرلماني، وهو الوضع الذي خلق جواً ممزوجاً بالغضب والاستهزاء.
ومن أكثر التصريحات غرابة، ما جاء على لسان الأمين العام لحزب "جبهة الحكم الراشد"، عيسى بلهادي، الذي قال إنه "يوجد ضمن الحسناوات المرشحات، الطبيبة والمهندسة والمديرة". وأضاف موجهاً كلامه للحاضرين في تجمعه، "استقدمنا لكم الفراولة، ولكن منتقاة، وليس تلك الموجهة لجنوب أفريقيا". وتابع أنه "على من يدخل البرلمان ألا يغير زوجته وهاتفه النقال".
وتحول حديث بلهادي إلى مادة دسمة ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي، وفجر لغطاً كبيراً لدى الرأي العام، ففي حين قابلت فئات واسعة تصريحاته بالسخرية، استهجنها كثيرون واعتبروها إهانة للمرأة، بينما دعا طرف ثالث المرشحات إلى الانسحاب من قوائم "جبهة الحكم الريد".
كما قدمت أحزاب تفسيرات وتأويلات غريبة لمختلف القضايا والمواضيع، بلغت حد استخدام النصوص القرآنية، بينما قدم مرشحون وعوداً طموحة في التنمية المحلية وبناء المستشفيات العالمية، بدت بعيدة كل البعد عن الواقع.

مخاوف من هوية البرلمان القادم

واعتبر أستاذ العلوم السياسية، كمال الدين بوسري، أن "ما يحدث بخصوص الحملة الدعائية يكشف عن ضعف مستوى بعض المرشحين الذين اعتقدوا أن العضوية في البرلمان وما تعنيه من قيمة نضالية، مجرد منصب مرصع بالحصانة والراتب والامتيازات الأخرى"، موضحاً أن "الحملة الانتخابية يفترض أن تشكل مناسبةً لطرح الأفكار والحلول الواقعية لمشاكل الشعب، وليست مسابقة ملكة الجمال، مثلما يحدث مع قوائم انتخابية عدة قدمت "حسناوات" في وضعيات وأشكال أقرب إلى نجمات السينما".
ورأى بوسري أنه "من الطبيعي أن يبدي الشارع مخاوفه من هوية البرلمان المقبل بعد الذي تم تسجيله من انحراف في خطابات الحملة الانتخابية"، مشدداً على أنه "لا يجب تعميم ما يحصل على كل المرشحين، على اعتبار أن هناك كفاءات ونخبة لهم من التقدير والاحترام ما يجعلهم قريبين من الواقع، ويؤهلهم لطرح الأفكار في البرلمان ومناقشة القوانين والتشريعات والقيام بواجبهم في الرقابة وطرح انشغالات المواطنين". وختم بالقول، إن "مسؤولية الناخب كبيرة في اختيار من يمثله بعيداً عن المحاباة والجهوية، بهدف قطع الطريق أمام الوصوليين المتسلقين".

رد بعد لغط

وبعد اللغط الذي أحدثته تصريحات عيسى بلهادي، سارع الأخير إلى الرد قائلاً "لم أقصد بكلامي الإساءة إلى المرأة الجزائرية التي اعتز بها كمواطن وابن"، مضيفاً "كنت أقصد رفع اللبس عن مرشحاتنا اللاتي تم وصفهن من قبل معلقين كثر أنهن عارضات أزياء وحسناوات". وأبرز أن القصد من حديثه هو أن "الحزب قدم للناخبين مرشحات تم انتقاؤهن بعناية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مادة للسخرية

من جانبه، اعتبر المرشح للانتخابات البرلمانية، أسامة لبيد، أن "ما يحدث تعدى الخطابات السياسية ووصل حد التهريج"، مبرزاً أن "الحملة تحولت إلى رقصات وخزعبلات وخرافات وتجارة بالدين وبالقضية الفلسطينية، ويعتبر ذلك إفلاساً سياسياً حقيقياً". وأضاف أن "الشعب أصبح واعياً لا يقبل خطابات الكذب واستغلال همومه ومشاكله، عشية كل موعد انتخابي، بل بات يعرف الكفاءات التي يثق بها ويمنحها صوته لتمثيله في السلطة التشريعية".
وتساءل لبيد، "ماذا تنتظر من سياسي يستغل الحسناوات وخطابات الرداءة؟ وآخر يستغل اللاعب الدولي رياض محرز ويجعل منه مجاهداً؟ وغيرها من الغرائب، كأن الشعب الجزائري ليس بحاجة لإصلاح أحواله الاجتماعية، والجزائر ليست بحاجة إلى اقتصاد قوي"، مشدداً على أن "الجزائري متعطش لخطاب سياسي مقنع ولكفاءات حقيقية تتمتع بحكمة سياسية تخدم مصالح الجزائر". وتابع، "من المؤسف أن تتحول الحملة الانتخابية إلى مادة للسخرية عبر منصات التواصل وعلى نطاق واسع".

خطابات متباينة

وتباينت خطابات الأحزاب خلال الحملة الانتخابية، بعد أسبوع عن انطلاقها، فأكدت بعضها على أهمية الموعد الانتخابي للخروج من الوضعية التي تعيشها البلاد، فيما أبدى بعضها الآخر تخوفاً من التجاذبات السياسية التي قد تمس بمصداقية الاستحقاق الاشتراعي.
وشدد حزب "جبهة المستقبل"، على أن "التشريعيات المقبلة تشكل فرصة من أجل تجسيد دولة الحق والقانون عن طريق تشكيل مؤسسة دستورية تكتسي أهمية بالغة متمثلة في البرلمان"، بينما أوضح حزب "الفجر الجديد" أن "إعادة تنشيط الممارسة السياسية تتوقف على مشاركة المواطنين من إطارات وكفاءات في هذا المسعى من أجل تجسيد إرادة الشعب الذي يعد مصدر السلطة كما ينص عليه الدستور"، في حين أبرز حزب "صوت الشعب" أن "اختيار الكفاءات في تشريعيات 12 يونيو القادم من شأنه أن يضمن مؤسسة تشريعية قوية".
وأشارت جبهة "العدالة والتنمية" إلى ضرورة "المحافظة على الوحدة الوطنية وثوابت الأمة وتفويت الفرصة على أعداء الجزائر من دعاة المراحل الانتقالية والمتآمرين عليها"، بينما قالت حركة "النهضة" إن "الانتخابات المقبلة ستمكن من الشروع في القيام بإصلاحات سياسية عميقة تضمن تكافؤ الفرص بين المواطنين دون تمييز أو إقصاء". كما شددت حركة "مجتمع السلم" أن "الانتخابات المقبلة لن تكون مزورة، خاصة إذا أقدم الناخبون على مراكز الاقتراع بقوة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي