Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

1.3 تريليون دولار خسائر العملات الرقمية في زلزال افتراضي

10 أيام حمراء للمستثمرين مع تراجع بين 30 و50 في المئة من القيمة السوقية

أعلن إيلون ماسك أن "تيسلا" لن تستثمر بعد الآن في "بيتكوين" (رويترز)

خسرت سوق العملات المشفرة 300 مليون دولار أخرى قبل شروق صباح الاثنين، ليتفاقم الانهيار الهائل للسوق التي يبلغ حجمها 2.6 تريليون دولار، ما يفقدها نحو 50 في المئة من حجمها، خلال 10 أيام دموية. وكان سبب هذه الخسارة الفادحة تصريحات عدة، أهمها إعلان الصين تشديد إجراءاتها على عمليات التعدين، لتخسر العملات الرقمية كلها نحو 30 إلى 50 في المئة من قيمتها منذ ذروة السوق في 12 مايو (أيار)، الذي أعلن فيه إيلون ماسك على "تويتر" أن "تيسلا" لن تستثمر بعد الآن في "بيتكوين". وعلى الرغم من ذلك، دخلت السوق وبقوة، كيانات كبيرة للاستفادة من انخفاض الأسعار، مع توقعات وصول سعر "بيتكوين" إلى 500 ألف دولار، علاوة على إعلان بنوك يفوق ما تمتلكه 20 في المئة من الاحتياطي النقدي في العالم مساندة عملية التحول إلى العملات الرقمية.

10 أيام دامية

وقال محمود خير الله المتخصص في التجارة بالعملات المشفرة، "شهدت العملات الرقمية في الأيام العشرة المنصرمة 10 جلسات دموية فقدت خلالها العملات الرقمية كلها من 30 إلى 50 في المئة من قيمتها السوقية، وتراجع سعر العملة الأشهر والأغلى، "بيتكوين"، من مستوى 50 ألف دولار إلى مستوى 30 ألف دولار، في تحركات عنيفة تختلف عن المتعارف عليه في أسواق المال التقليدية". وأرجع خير الله ذلك إلى "طبيعة سوق العملات الرقمية كسوق ناشئة".

أضاف خيرالله، "لم تشهد أي سوق في العالم الأرباح التي سجلتها العملات الرقمية في السنوات الماضية، ما كان عنصر جذب للمستثمرين على مستوى العالم، لكن للأسف يطمع معظمهم في جني الأرباح السريعة، على الرغم من جهلهم بطبيعة السوق الجديدة، التي لا يزيد عمرها على عقد من الزمان". وتابع، "في حالة حدوث أي هزة قوية، تكون هذه النوعية من المستثمرين، أول من يقفز من القارب، ويقدمون على موجات من البيع، ما يعظم أثر موجة الهلع ويزيد أثر الانهيارات التي نراها حالياً".

كرة الثلج

ولفت خيرالله إلى أن "تصريح ماسك أن بيتكوين تسهم في تلويث البيئة، على الرغم من أن شركة تيسلا لم تبع ما تمتلكه من عملات بيتكوين، أدى إلى انهيار سعري مؤقت"، مضيفاً "تلاه ما يمكن وصفه بأنه تدحرج كرة الثلج، إذ توالت تصريحات دولية تحذر من تقلبات السوق، سواء من رجال أعمال مشهورين أو مواقف شبه رسمية، مثل إعلان الصين تشديد الرقابة على عمليات التعدين"، مذكّراً بأن ذلك "ليس أمراً جديداً، إذ أعلنت الصين سابقاً منع التعدين في أعوام 2016 و2017 و2018، وعلى الرغم من ذلك لا تزال هي المنتج الأول لمعدات التعدين في العالم".

وتابع، "في السياق نفسه، قررت الحكومة الأميركية فرض ضرائب على أي تداول على الأراضي الأميركية وعلى أي مدخرات في بيتكوين تتعدي 10 آلاف دولار، ما دفع البعض إلى التخلي عن مدخراته من العملات الرقمية خوفاً من الضرائب، إذ تنظر الحكومة الأميركية إلى العملات الرقمية وأرباحها على أنها وسيلة يمكن استخدامها في التهرب الضريبي".

منصة هوبي

وكانت هوبي، شركة صرافة العملات الرقمية، أعلنت الأحد إيقاف استضافة عمليات التعدين في الصين. وقالت الشركة، التي تعد من أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم، إنها ستتوقف عن تقديم خدماتها الاستثمارية للمستخدمين الجدد في عدد كبير من دول العالم. إلا أن خير الله أكد أن "إعلان الصين وقف التعدين ليس رسمياً، وهوبي لم توقف خدماتها بالكامل لأن خدماتها مستمرة للعملاء القدامى، وعددهم ليس بقليل، كما أن البنوك الصينية ملتزمة بتنفيذ عمليات العملاء وتحويلاتهم".

وتستحوذ الصين على نحو 30 في المئة من عملات "بيتكوين" وحدها، وهي أكبر منتج لأجهزة التعدين في العالم. وتجدر الإشارة إلى أن أسواق العملات المشفرة تراجعت لفترة وجيزة في أبريل (نيسان) الماضي، بعد انقطاع للتيار الكهربائي. ما أثر في عمليات التعدين في الصين، فانخفض سعر "بيتكوين".

في الوقت نفسه، أشار خير الله إلى أن "معظم محدودي الخبرة فقدوا مدخراتهم بنسب قد تصل إلى 100 في المئة خلال الأيام العشرة، لأن هذه السوق الجديدة تتأثر بسلوك القطيع وتصريحات المشاهير، إذ لم تُنظّم بعد في أي دولة من دول العالم. وعند هذه النقطة يجب تحذير المبتدئين وعديمي الخبرة من التعامل فيه".

معاناة المعدنين

وفي خصوص موقف المعدنين خلال هذه الانهيارات، قال خير الله إن "التعدين مصدر دخل لعدد لا بأس به من الأفراد والشركات، وما حدث دفع العديد منهم إلى إيقاف عمليات التعدين والخروج من السوق إلى فترة حتى تستعيد السوق عافيتها".

وأوضح خير الله أنه "كلما كان هناك خاسرون، كان هناك رابحون، وعلى مستوى الأفراد في الفترة الماضية كانوا أصحاب الخبرة والدراية الكاملة بهذه السوق، وهؤلاء هم من قاموا بتسييل مدخراتهم إلى عملة الدولار الأميركي، وعادوا إلى السوق عند نقاط سعرية متدنية، أو من قاموا بفتح صفقات بيع للعقود الآجلة، لتحقيق أرباح من الانهيارات التي حدثت".

وعن استعادة سوق العملات الرقمية توازنها، قال خير الله "لا يستطيع أحد التكهن بالنقطة التي ستتوقف عندها موجة الهبوط الحالية، إلا بعد حدوث أمرين، الأول هو استقرار السوق في قاع لفترة، والثاني هو عودة التصريحات الإيجابية عن العملات الرقمية، وأعتقد أن السوق تقترب من قاع، وربما تستقر عند هذا المستوى لفترة".

مفاجأة ثقيلة

ويعتقد محمد جميل المتخصص في التجارة بالعملات الرقمية أن "سوق العملات الرقمية لن تتحول إلى فقاعة لثلاثة أسباب، الأول أن العالم منقسم إلى فريقين، الأول يؤيد العملات الورقية المدعومة بغطاء ذهبي من الحكومة، والثاني يؤيد العملات الرقمية، ومن المؤكد أن أحدهما سيربح، وفي تقديري إنه الفريق الذي يساند العملات الرقمية، لأن الفريق الأول ليس لديه جديد يقدمه في الاقتصاد الرقمي، الذي هو المستقبل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أن "السبب الثاني هو إعلان بنوك كبرى، على رأسها بي أن واي ميلون الذي يدير 44 ترليون دولار أو 20 في المئة من ثروات العالم، في عملية التحول إلى العملات الرقمية، بالتالي فإن أكبر مخزون احتياطي نقدي في العالم بدأ عملية الانتقال، لا بد وأن يكون له أثر إيجابي على السوق".

وبحسب جميل فإن السبب الثالث هو "تنافس شركات عالمية كبرى على قبول الدفع بالعملات الرقمية، مثل فيزا وماستر كارد وباي بال وأمازون، أما على المستوى الإقليمي، فإن مصر خامس أكبر دولة في العالم في استقبال التحويلات المالية من الخارج، بدأت إتمام هذه العمليات مع بنوك الإمارات بعملة ريبل الرقمية، قبل تعميم ذلك مع بنوك منطقة الخليج، يليها أميركا وكندا"، مشيراً إلى أن "مَن يدعم التحول الرقمي في التحويلات المالية بين مصر والإمارات هو بنك بي أن واي ميلون، وهذا في الواقع يشير إلى اختفاء العملات الورقية في المستقبل، وفي الأغلب ستكون هناك في النهاية عملة رقمية واحدة هي الأكثر استخداماً على مستوى العالم".

نصيحة للمستثمرين

ونصح محمد جميل المستثمرين في "بيتكوين" بالشراء عند السعر الحالي، وإذا استمر السعر في الانخفاض فإنه سيصل إلى 18 ألف دولار، وهنا يجب الشراء عند هذه النقطة لأن السعر سيرتفع إلى سقف أعلى مما كان عليه قبل الانهيار السعري الأخير، وهو 63 ألف دولار، وهذا ما أتفق عليه محللو التجارة في العملة الرقمية.

وكانت شركة "آرك إنفستمنت"، التي تمتلك 40 عاماً من الخبرة، وتدير 50 بليون دولار من الاستثمارات حول العالم، أعلنت أنها ضخّت استثمارات في "بيتكوين" خلال هذا التراجع السعري الضخم. وقالت كاثي وود المدير التنفيذي للشركة في مقابلة مع قناة "بلومبيرغ"، الأحد، إنها تتوقع وصول سعر "بيتكوين" إلى 500 ألف دولار في المستقبل المنظور.

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية