أدى الاضطراب الشديد في سوق العملات الرقمية المشفرة إلى اختلال نصيب كل منها من السوق التي ما زالت قيمتها عند نحو تريليوني دولار، على الرغم من الهبوط الشديد في سعر العملة الرئيسة "بيتكوين" في الأسابيع الأخيرة، بعد ما خسرت قدراً كبيراً من نصيبها في سوق العملات المشفرة لصالح عملات غير مشهورة، مثل "إيثريوم" و"دوجيكوين".
وإلى جانب العملتين المعروفتين الآن في السوق غير "بيتكوين"، هناك عدة عملات أخرى مثل "أكس آر بي" و"تشين لينك" و"ستيلار وكاردانو"، وكلها ارتفع نصيبها من سوق العملات المشفرة على حساب "بيتكوين"، على الرغم من عدم إمكانية تحويلها إلى نقد أو حتى استخدامها في عمليات الدفع، إنما هي مجرد برامج رقمية يتم التداول فيها عبر شركات عملات مشفرة.
كما أن "بيتكوين" هي العملة المشفرة الوحيدة التي أصبحت إلى حد ما مقبولة لدى المستثمرين، وتخضع تعاملاتها في بعض الأحيان للإجراءات المنظمة لأسواق المال والأوراق المالية. لكن ذلك القبول لم يجعلها بعد ضمن الأصول المنظمة في أسواق المال التقليدية. وما زال التعامل بها، مثل بقية العملات المشفرة، يتم من قبل المستثمرين الأفراد عبر تطبيقات على الإنترنت. وهي الموجة التي سادت في الأسواق في العامين الأخيرين.
أقل من النصف
الملايين من المستثمرين الجدد، وأغلبهم من الشباب، قد لا تعنيهم كثيراً المعايير التي يأخذها المستثمرون المؤسساتيون في الاعتبار. ليس فقط من ناحية مخاطر الاستثمار في المشتقات الرقمية، ولكن أيضاً معايير من قبيل مدى اعتماد الأصل الاستثماري الرقمي من قبل الهيئات المنظمة للأسواق أو حتى إمكانية تسييله كنقد عادي.
كل ما يهم ملايين الشباب هؤلاء أن العملات المشفرة يتم التداول فيها على مدار الساعة، وليس كبقية المشتقات أو الأسهم المحكومة بساعات السوق وأيام العطلات. وأيضاً سهولة التعامل، حيث يتم الاشتراك في واحدة من شركات العملات المشفرة ويتابع على الشاشة 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع تحرك المؤشر ويستخدم محفظته في الشراء والبيع محققاً أرباحاً أو خسائر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولأن أغلب هؤلاء يقوم بالتعامل على تلك العملات المشفرة متأثراً بـ"بوستات" على مواقع التواصل، أو منتديات المحادثات الإلكترونية مثل "ريديت"، تشهد تلك العملات تذبذبات هائلة في قيمتها باستمرار. وهذا ما حدث مثلاً مع "بيتكوين"، أخيراً، بسبب سلسلة تغريدات من الملياردير الأميركي إيلون ماسك مؤسس شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية.
وبحسب شركة "كوين ميتريكس"، التي تتابع سوق العملات المشفرة، هبط نصيب "بيتكوين" من سوق تلك العملات إلى أقل من النصف (45 في المئة) بعد ما وصل هذا العام إلى 70 في المئة. كذلك تراجع حجم التداولات والمعاملات على "بيتكوين" في شركات التداول الرقمية للعملات المشفرة مثل شركة "بينانس" مثلاً. وبحسب بيانات شركة "كريبتو كومبير"، انخفض حجم تداولات "بيتكوين" على مؤشرات "بينانس" إلى النصف ليصل إلى 23 في المئة فقط من حجم التعاملات.
مع ذلك، تظل "بيتكوين" في مقدمة العملات الرقمية المشفرة بإجمالي قيمة سوقية تصل إلى 800 مليار دولار. كما أنها الوحيدة من بين العملات المشفرة التي تتقدم نحو اعتمادها ضمن أسواق المال التقليدية كمشتق استثماري رقمي.
منافسة ومضاربات
أثارت تغريدات إيلون ماسك الأسبوع الماضي موجة إقبال من مستثمري التطبيقات الأفراد على "دوجيكوين"، العملة المشفرة التي أطلقت عام 2013 كمزحة في البداية وتحمل علامتها صورة الكلب شيبا إينو، الشهيرة لدى مستخدمي "تويتر" و"تيك توك" كرمز.
وفي الأشهر القليلة الماضية من هذا العام، ارتفعت قيمة "دوجيكوين" بنسبة 10 آلاف في المئة. وفي الأسبوع الماضي فقط، ونتيجة تغريدات ماسك، ارتفع سعر "دوجيكوين" بنسبة 25 في المئة.
ووفق موقع العملة المشفرة، فإن "دوجيكوين" ليس لها سقف بالنسبة إلى عدد العملات التي يمكن توليدها رقمياً على شبكة "بلوكتشين". كما أن التداول فيها أكثر سهولة.
لكنها تظل في المرتبة الخامسة في سوق العملات المشفرة وبقيمة إجمالية في حدود 60 مليار دولار.
أما العملة التي يمكنها منافسة "بيتكوين" فهي "إيثريوم"، التي تبلغ قيمتها السوقية حالياً 380 مليار دولار، وتأتي في المرتبة الثانية في سوق العملات المشفرة بعد "بيتكوين". وتضاعف سعرها هذا العام أربعة أضعاف حتى الآن.
وتعتمد قدرة تلك العملات الأخرى في منافسة "بيتكوين" على مدى استمرار موجات التدفق من المستثمرين الأفراد من الشباب، وقدرتهم على تحمل الخسائر التي يمنى بها بعضهم باعتماده أساساً على مواقع التواصل في اتخاذ القرارات الاستثمارية.
