مع بداية سيطرة العالم على وباء كورونا نتيجة التوسع في استخدام اللقاحات المختلفة، يتوقع ارتفاع إنتاج السيارات حول العالم لمواجهة الزيادة في الطلب ونقص المخزون من الإنتاج، إذ نشطت سوق شراء السيارات في النصف الثاني من عام الوباء في 2020 مع استمرار بطء الإنتاج في المصانع نتيجة القيود المفروضة للحد من انتشار الوباء.
وتوقعت مؤسسة "ستاندرد آند بورز" في تقرير لها، الثلاثاء،11 مايو (أيار)، ارتفاع مبيعات السيارات هذا العام 2021 بنسبة تتراوح بين ثمانية و10 في المئة لتصل المبيعات حول العالم إلى ما بين 83 و85 مليون سيارة، مقابل نحو 77 مليون سيارة العام الماضي، وقدر التقرير تباين تعافي إنتاج ومبيعات السيارات في مناطق العالم المختلفة، إذ يتوقع أن تقود السوق الصينية هذا الانتعاش، تليها سوق الولايات المتحدة، بينما تأتي الأوروبية في المرتبة الثالثة.
والأرجح أن إنتاج ومبيعات السيارات الكهربائية سيحتل نصيباً أكبر هذا العام، إذ يقدر أن تصل حصة السيارات الكهربائية، بما في ذلك السيارات الهجينة التي يتم شحنها أيضاً، من سوق السيارات في 2021 إلى ما بين ستة إلى ثمانية في المئة، مقارنة مع حصة بنسبة 4.4 في المئة العام الماضي، وبنسبة 2.5 في المئة فقط في عام 2019، وستقود السوق في أوروبا هذا النمو في إنتاج ومبيعات السيارات الكهربائية.
إلا أن "ستاندرد آند بورز" تقول إن نقص أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، الذي بدأ مع عام الوباء وتعطل سلاسل التوريد، قد لا ينتهي قريباً، ويحد ذلك من التوسع في إنتاج السيارات لتلبية الطلب المتزايد مع استخدام أشباه الموصلات بكثافة في كل أنواع السيارات الآن.
تباين الأسواق
ويشير تقرير "ستاندرد آند بورز" إلى أن السوق الصينية ستقود الارتفاع في الطلب العالمي على السيارات تليها السوق الأميركية، وتقدر مبيعات السيارات في الصين هذا العام بأكثر من 26 مليون سيارة، بزيادة بنسبة سبعة في المئة عن العام الماضي 2020، بينما يتوقع ارتفاع مبيعات السيارات في الولايات المتحدة هذا العام بنسبة 15 في المئة عن العام الماضي لتصل إلى نحو 16.6 مليون سيارة، أما في السوق الأوروبية فيتوقع زيادة المبيعات هذا العام بنسبة 10 في المئة لتصل إلى نحو 18 مليون سيارة في كل دول منطقة اليورو.
وستكون نسبة الارتفاع الأكبر في المبيعات للمركبات الخفيفة، التي شهدت انتعاش المبيعات في النصف الثاني من العام الماضي مع تراجع فائض الإنتاج لدى المصانع، ذلك في الوقت الذي ما زال الطلب فيه على شراء السيارات قوياً، ويتوقع أن يزيد مع استمرار التعافي من أزمة وباء كورونا وفتح الاقتصادات حول العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومما يحافظ على قوة الطلب، الزيادة في شراء السيارات الخاصة في الصين، حيث ما زالت السوق تتمتع بطاقة استيعاب إضافية واسعة، فعلى سبيل المثال ما زال انتشار السيارات الخاصة في الصين ضعيفاً مقارنة بأميركا مثلاً، إذ إن عدد السيارات لكل 1000 من السكان البالغين في الصين يصل بالكاد إلى 25 في المئة من عددها في الولايات المتحدة، أما في أميركا، فما يشجع زيادة الطلب في سوق السيارات برامج الدعم المالي والنقدي المباشر من الحكومة للأسر الأميركية، بينما يظل الطلب في أوروبا بمعدلات نمو ضعيفة بالمقارنة مع الصين وأميركا.
السيارات الكهربائية
وعلى عكس التباين في إنتاج ومبيعات السيارات إجمالاً، توقع تقرير "ستاندرد آند بورز" أن يقود الاتحاد الأوروبي النمو في إنتاج ومبيعات السيارات الكهربائية هذا العام، وبحسب تقديرات التقرير، ستشكل السيارات الكهربائية، سواء التي تعمل ببطارية فقط أو الهجينة التي يتم شحنها، ما بين 15 و20 في المئة من سوق السيارات الأوروبية هذا العام على أن تصل حصتها إلى نحو 30 في المئة بحلول عام 2025. أما في الصين مثلاً، فقد حددت الحكومة هدفاً لأن تشكل السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة حصة بنسبة 20 من مبيعات السيارات بحلول عام 2025، مقابل حصة بنسبة 5.5 في المئة العام الماضي 2020.
وفي الولايات المتحدة، تعهدت إدارة الرئيس جو بايدن بإنفاق 174 مليار دولار لتسريع التوسع في استخدام السيارات الكهربائية، وبحسب تقديرات "ستاندرد آند بورز"، يتوقع أن تصل حصة السيارات الكهربائية من السوق الأميركية إلى نسبة 10 في المئة بحلول عام 2025، مقابل حصة بنسبة اثنين في المئة فقط العام الماضي 2020.
وتظل مشكلة النقص العالمي في أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية أهم العوامل التي تحد من العرض نتيجة تباطؤ الإنتاج بسبب ذلك النقص الذي تقدر "ستاندرد آند بورز" أنه لن ينتهي قريباً وربما يظل ضاغطاً على السوق حتى نهاية العام.