Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تربية النعام تزدهر في العراق رغم غلاء أسعاره

للحمه وبيضه قيمة غذائية وجلده وريشه يمكن أن يستخدما في الصناعة

الأجواء الحارة في العراق بيئة مشابهة لموطن النعام الأصلي (فضل الفؤادي)

وسط مدينة الديوانية التي تبعد حوالى 180 كيلومتراً إلى الجنوب من بغداد، ينهمك المهندس الزراعي فضل الفؤادي في عمله لإكثار طير النعام وتربية فراخه والاهتمام بتغذيته داخل الأقفاص، التي أنشئت ضمن أرض مساحتها 2500 متر، خصص جزء منها لبيع أشجار الزينة والورود وبذورهما، ليكون أول مرب لهذا الطير في المحافظة.

نجحت في العراق

وعلى الرغم من أن موطن النعام هو أفريقيا، إلا أن الأجواء الحارة في العراق كانت بيئة مشابهة لموطنه الأصلي، ما شجع عدداً من المربين على تربيته، على الرغم مما يتطلبه من عناية كبيرة في أشهره الأولى، قبل أن يقوى عوده ليقاوم تقلبات الظروف الجوية والأمراض.

ويتحدث الفؤادي من مكتبه الزراعي، الذي يقع في المدينة الأكثر فقراً على المستوى العراقي بحسب إحصاءات وزارة التخطيط، والأكثر تراجعاً في مستوى الخدمات، عن نجاحه في تربية وإكثار النعام، مبيناً أن الطائر يصل وزنه عند البلوغ إلى حوالى 150 كيلوغراماً.

والقيمة الغذائية للحم وبيض النعام القريب من اللحوم، من الميزات المهمة لتربيته التي تحقق أرباحاً جيدة نظراً لأسعاره المرتفعة.

ويضيف الفؤادي، الحاصل على شهادة ماجستير في تربية الدواجن من كلية الزراعة في جامعة بغداد، أن لحم طير النعام فيه فوائد صحية كبيرة، كما أن ريشه وجلده يستخدمان في الصناعة، وبذلك فإن بيعه له منافع اقتصادية كبيرة، موضحاً أن سعر البالغ منه يصل إلى 1000 دولار، بينما سعر فرخه في عمر ثلاثة أشهر يبلغ 100 دولار، حيث يتراوح وزنه بين ثلاثة وخمسة كيلوغرامات.

بيع 1000 طائر صغير

واستطاع الفؤادي بيع 1000 طائر صغير خلال العام الماضي، على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تسببت بها جائحة كورونا. ويخطط حالياً لتربية الطيور حتى سن بلوغها بسبب زيادة الطلب عليها من قبل بعض المطاعم.

وتظهر علامات البهجة على وجه الفؤادي الذي يتحدث عن قرب بلوغ المئات من أفراخ النعام التي تمت عملية تفقيسها بنجاح في عدد من الحاضنات بعد ثلاثة أسابيع من العمل الجاد.

ويتوقع الفؤادي أن يكون طير النعام الطبق المفضل في المائدة العراقية خلال المستقبل القريب في حال تم إكثاره من قبل المربين بأعداد كبيرة، لا سيما بعد انخفاض أسعار فراخه من 450 ألف دينار (300 دولار) إلى أقل من 150 ألف دينار  (100 دولار)، لافتاً إلى أن شراءه حالياً يقتصر على  الميسورين.

الطلب على البيض

وأبدت مطاعم استعدادها لشراء بيض النعام بهدف تقديمه كوجبة إفطار في مطاعمها، إلا أنه يباع في وقت قياسي لفوائده الصحية، بحسب الفؤادي، الذي بين أن سعر البيضة الواحدة يتراوح بين 10 و15 ألف دينار (8 إلى 10 دولارات).

ويشير إلى أن تربية النعام البالغ تحتاج إلى مساحات واسعة، لأن العائلة الواحدة تتطلب ما يقارب 200 متر مربع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعد الديوانية، التي تبلغ مساحتها 8153 كيلومتراً، من المحافظات التي تعتمد على الزراعة في اقتصادها وتشتهر بعض مناطقها بإنتاج الأرز العراقي الشهير المسمى بـ"العنبر"، وإنتاج الحنطة والشعير وعدد كبير من الخضروات، فضلاً عن تربية الحيوانات. ويوجد فيها أكبر حقل للدواجن في البلاد، تبلغ مساحته أكثر من 13 ألف دونم، وينتج حوالى 30 في المئة من الإنتاج المحلي السنوي البالغ وفق إحصاءات وزارة الزراعة عام 2020 نحو 7 مليارات بيضة.

وحتى نهاية الأربعينيات ومطلع الخمسينيات من القرن الماضي، كانت هناك تربية للنعام على شكل واسع في عدد من المدن العراقية، قبل أن تختفي بشكل كامل وتعود بعد عام 2003 في الحلة والديوانية والكوت، كهواية لبعض المهندسين الزراعيين وأصحاب الأراضي الزراعية.

ولم يكن طائر النعام مألوفاً في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وقد يشاهد هذا الطير الضخم داخل حدائق الحيوان أو في المزارع والقصور الرئاسية خلال فترة حكم صدام حسين بأعداد محدودة جداً.

طعام الملوك

وعلى الرغم من ازدهار تربيته في عدد من المحافظات، إلا أن أسعاره المرتفعة جعلت الإقبال على شراء لحومه محصوراً بالأغنياء، فبات يسمى طعام الملوك لغلاء ثمنه مقارنة مع اللحوم الحمراء والبيضاء التي يفضلها العراقيون كونها أرخص ثمناً، لكن ذلك لم يمنع من أن يكون لحم النعام طعاماً في الولائم كنوع من التفاخر.

مزارع متخصصة

بدوره، يرى مستشار وزير الزراعة الأسبق لشؤون الثروة الحيوانية حسين أبو السعود، أن تربية طائر النعام توسعت من الهواية إلى إنشاء مزارع متخصصة لتربيته، مشيراً إلى حاجة هذا المجال إلى مستثمرين.

ويضيف أبو السعود أن المربين استوردوا في البداية أعداداً محدودة من طير النعام، ثم توسعوا لإنشاء مزارع في واسط والديوانية وبابل، إلا أنها لا تزال صغيرة، ولم تصل إلى المستوى التجاري لكون كل حقل يحتوي ما بين 100 إلى 150 طيراً، مؤكداً أن لحومها من الناحية الصحية جيدة ومنخفضة الكولسترول وتصل أوزانها إلى 150 كيلوغراماً، فيما يستخدم الريش للزينة والمفروشات والجلد للصناعات الجلدية والبيض للتفقيس والاستهلاك.

ويشير أبو السعود إلى أن الاستثمار في هذا المجال سيحقق مردوداً اقتصادياً كبيراً، موضحاً، أن القوانين الجديدة تمنح خمسة دونمات للمشاريع الزراعية والحيوانية أو إنشاء  المصانع الزراعية.

وازدهرت تربية النعام في عدد من الدول العربية مثل مصر التي اتجهت إلى تصديره إلى عدد من الدول الأوروبية، فيما لا يزال لحم النعام أحد الأطباق الرئيسة في دول الخليج العربي، لا سيما في الولائم.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير