Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رسائل ميركافا أمام أعين القبعات الزرقاء في الجولان

استفزاز المدرعة ليس سوى جولة في حرب الأعصاب الباردة

حواجز الامم المتحدة في القنيطرة الجولان (اندبندنت عربية)

ليس انتهاك إسرائيل لمناطق منزوعة السلاح على الحدود السورية في الجولان المحتل بجديد، وما دبابات الميركافا التي توغلت واخترقت خط آلون، والتي تتموضع عليها قوى دولية أممية ممثلة بقوات الأندوف، إلا وقوع حادثة من اختراقات متكررة وبأشكال عدة، لكن هذه الأخيرة على شكل مدرعة عسكرية.

ضبط النفس

صورة المدرعة الإسرائيلية التي دخلت أمام أعين القبعات الزرقاء في منطقة بوابة شحار، الواقعة على خط آلون، في خراج جباتا الخشب، مقابل قرية بقعاتا المحتلة، حملت رسائل على ظهرها. وهي الميركافا الدبابة المصنوعة إسرائيلياً تتسع لأربعة جنود صنعتها في العام 1970 ورسخت صورتها في ذهن المشاهد العربي على مدى عقود عبر حضورها الشرس في أحداث وحروب عدة، في فلسطين والجولان في فض التظاهرات وتدمير البيوت واقتلاع الأشجار لتدفع الإسرائيليين بها في تحدٍ جديد.

 وبينما لم تمتثل لبيان أعضاء مجلس الأمن، الذي أعلن في وقت سابق في 27 مارس (آذار) بعد جلسة مشاورات مغلقة حول قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، على ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحفاظ على التواصل مع القوة في كل الأوقات.

حرب جديدة

استفزاز المدرعة الإسرائيلية الأخير ليس سوى جولة في حرب الأعصاب الباردة التي تمارسها إسرائيل لأرض عربية سورية، والتي عدتها الأمم المتحدة أرضاً سورية محتلة في العام 1967، ويتفنن الساسة الإسرائيليون باللعب على ورقة الأرض، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبرز ذلك حين زار الجولان في 23 أبريل (نيسان) الماضي وسطر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "ما أجملك يا أرض إسرائيل"، مستفزاً بذلك مشاعر السوريين.

الليكود المتطرف

وفي الوقت الذي حصد نتنياهو، نتائج الانتخابات لمصلحته وشكل فوزه صدمة لمعارضيه بعد أن خاض معركة واجه بها أحزاباً معارضة في التاسع من أبريل، كادت أن تطيح به مع محاكمته لكثير من الإدانات والتجاوزات التي يرتكبها في الداخل الإسرائيلي، سرعان ما عزز ذلك بالكثير من التحركات خارجياً منها زيارات متكررة إلى موسكو وواشنطن وبلا شك زادت أسهمه مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 25 مارس توقيع وثيقة سيادة إسرائيل على أرض الجولان والتي نالت الكثير من الردود الدولية المنددة.

دعم وغطاء للمسلحين

ويتجه مراقبون إلى أن إسرائيل أرادت توجيه رسائل لسوريا مفادها أننا على الأرض ويمكننا الدخول في أي وقت شئنا مع تقديم دعم ميداني لمسلحين سوريين من الجانب الإسرائيلي من الممكن أن تكون غطاء لتقديم دعم لهم، وأوضحت مصادر سورية مطلعة أن توغل المركبة يشكل انتهاكاً سافراً للاتفاقيات والمواثيق الدولية في وقت تقف القوى الأممية من دون ردود فعل أو إدانة لما تفعله تل أبيب على أراضي الجولان المحتل.

العودة وكسر الحصار

التصرفات الإسرائيلية تبدو واضحة المعالم وإن تبدلت الاختراقات بعد أن وقف العالم بأسره ضد إعلان ترمب ولم يفلح بثنيه عن قراره، وهذا بالضبط ما أرادت الميركافا قوله، خصوصاً أن القبعات الزرقاء لم تعلن حتى كتابة التقرير أي موقف، في وقت تتحضر الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار للمشاركة الجمعة 3 مايو (أيار) لإطلاق فعاليات جمعة (الجولان عربية سورية)، ودعا عضو الهيئة محمد الحرازين أهالي الجولان للمشاركة في فعاليات موازية الجمعة لتأكيد عروبة أرضهم.

الحرب واللا حرب

وتعيش سوريا فترة هدوء حذر على حدودها الجنوبية، في الوقت الذي ينظر أهالي الجولان ممن عاشوا نكسة حزيران 1967 بحسرة لما يجري في الجولان، خصوصاً بعد أن تناسى العالم بأسره قضيتهم وخفت ضجيج الإدانات الدولية إبان إعلان ترمب، عن وثيقة بيع سيادة الجولان. وبينما يعلم أهالي الأرض السورية المحتلة أن أرضهم لا تسترد إلا بالقوة تنكمش المقاومة الشعبية لتحرير الجولان ولا تحرك ساكناً عسكرياً، مكتفية بتحركات سياسية وبمسيرات تنديد، ليقتصر دورها بأن تعمل كمكاتب إعلامية سياسية وغير مجهزة ومدربة عسكرياً لتنفيذ مهمات قتالية.

منتصف العصا

من جانبها، تتمسك موسكو بموقفها القريب من الحليف السوري على الرغم من اقتراب العلاقات الروسية الإسرائيلية بشكل كبير أسفر عن إعادة رفات الجندي الإسرائيلي، زخاري باوميل المدفون في دمشق، والمفقود منذ معركة السلطان يعقوب في الحرب على لبنان عام 1982.

ويرى مراقبون أن روسيا تمسك العصا من منتصفها بالنسبة لعلاقتها مع سوريا وإسرائيل، غير آبهة بما يحدث من مواقف فردية كتسلل مركبة أو غيرها لأنها تعمل على كبح جماح أي قوة ضاربة باتجاه إشعال فتيل معركة على الجبهة السورية الجنوبية، والتي طالما كانت قيد التأجيل قبل الحرب السورية، كيف والبلاد تخوض معارك بعد في الشمال والشرق، الأمر الذي دفع المعارضين إلى الإمساك والتلويح بضعف الرد السوري كنوع من التقاعس، بحسب وصف مصادر من المعارضة.

نقاط مراقبة

وتتطلع موسكو لعملية عسكرية في حال لم تجد نفعاً من المفاوضات السرية مع الأحزاب الكردية للسيطرة شمالاً على مناطق سيطرة القوى الكردية وحتى إدلب، وجلّ إرادتها أن تضبط إيقاع الجبهات العسكرية بما فيها الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، من دون أي احتدام مسلح، ولأجل هذا هيأت ست نقاط مراقبة، داعمة بذلك قوات الأندوف، التي تراقب فض الاشتباك منذ عام 1974، وتوجد قوات شرطة عسكرية روسية في مرتفعات الجولان على خط برافو على الجانب السوري الشرقي.

المزيد من الشرق الأوسط