مع انخفاض موثوقية الإعلام مع مرور الأيام تشهد تركيا إقبالاً كبيراً من مواطنيها على القنوات البديلة لكي يصلوا إلى المعلومة الصحيحة. وقد زادت الأزمة الاقتصادية من الحاجة للمعلومات حول الاقتصاد. لأن حياة المواطنين الواقعية لا تتفق مع تلك التي تظهر في الإعلام. وقد بلغ بالواقع درجة انضمام النقاشات الاقتصادية إلى الفعاليات التي لا يمكن حضورها إلا بشراء بطاقة. حيث نظّمت على سبيل المثال فعالية بتاريخ 9 فبراير (شباط) تحت اسم Eko Bakış (نظرة اقتصادية) شارك فيها الخبيران الاقتصاديان التركيان المهمان أتيلّا يشيلادا ومرت يلماز. وكان سعر بطاقة الفعالية التي نظمها مركز بروفيلو الثقافي 84.75 ليرة تركية وسعر بطاقة الطالب 65 ليرة تركية.
ثمة مصدر آخر يمكن الوصول إليه بسهولة أكبر وتكلفة أقل للراغبين في معرفة حقيقة ما يحصل في الاقتصاد: وهو الـ"يوتيوب". ولهذا السبب تشهد قنوات الـ"يوتيوب" التي افتتحها خبراء تركيا الاقتصاديون البارزون زيادة في المتابعين مع مرور الأيام.
يعلّق الخبير الاقتصادي مصطفى سونمز Mustafa Sönmez على هذا الأمر فيقول "هو نتيجة فقدان الإعلام المكتوب والمرئي في تركيا لجزء كبير من مصداقيته، وثمة بالطبع قناة أخرى باتت تستعمل بكثرة وهي وسائل التواصل الاجتماعي. حيث كَثُرَ مستخدموها ممن يعاني مشكلة التعبير عن نفسه من العلماء والخبراء الاقتصاديين، وربما ينضم لهم قريباً علماء وخبراء من مجالات أخرى. وهذا الأمر يزداد شيوعا نتيجة الإمكانات التي تتيحها التكنولوجيا وإمكانية الوصول من خلال هذا إلى الكتلة المستهدفة. بالإضافة إلى أن إعلانات غوغل تحقق دخلاً للاقتصاديين المهرة الذين يستخدمون هذه القناة، ويعتبر هذا حافزاً لهم".
يقول مصطفى سونمز إنه يعمل على إيصال رسائله عن طريق "تويتر" وأن عدد متابعيه 71 ألف متابع. وبيّن أنه مستمر في برنامجه الاقتصادي الذي يقدمه على قناة Artı TV، حيث قال "حتى القنوات مثل آرتي tv لا يمكنها الوصول إلى كثير من المتابعين إلا عبر الإنترنت".
أتيلّا يشيلادا (Atilla Yeşilada)
الخبير الاقتصادي أتيلّا يشيلادا هو شخصية مهمة في هذا المجال لدرجة أنه بات لمقالاته التي يكتبها في موقع الإنترنت Para Analiz (تحليل المال) متابعون متعصبون لها. بل ويوجد مجموعة افتراضية تحمل اسم "جمعية محبي أتيلّا يشيلادا". يبلغ من العمر 58 عاماً وقد تلقى تعليمه الاقتصادي من جامعة إيسترن إيلينوي في ولاية إيلينوي في الولايات المتحدة الأميركية. وقد تلقى تعليمه العالي بقسم الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في فرع سانتا باربارا، ثم الدكتوراة في قسم الاقتصاد التمويلي في معهد رينسيلار بوليتيكنيك، وعمل كباحث متخصص عام 1989 لمدة عام في معهد The Jerome Levy Institute وقد قدّم في الوقت ذاته أثناء دراسته الدكتوراة دروساً عن الاقتصاد والتمويل في مختلف الجامعات الأميركية. وله على الـ"يوتيوب" ما يزيد على 196 ألف مشترك، وقد حمَّلَ إلى الآن على قناته على الـ"يوتيوب" 115 فيديو. وقد حصلت التعليقات التي يقدمها على قناته التي افتتحها في 16 مايو (أيار) 2018 حتى الآن على 10 ملايين و573 ألف و124 مشاهدة. ويتابع تعليقاته على "تويتر" باهتمام أكثر من 156 ألف متابع.
وقد علّقَ يشيلادا أثناء حديثه لـ"اندبندنت تركية" حول الإقبال الذي لاقته فيديوهاته على الـ"يوتيوب" ذات المحتوى الاقتصادي فقال: "يشهد الشباب تحولاً من مجرى الإعلام الرئيسي إلى يوتيوب، ثمَّ إن حرية الصحافة قد ضُيِّقت لدرجة لم يبق معها إقبال لأحد عليها. حيث لا يقدمون سوى وثائقيات البطاريق التي لا تجيد إلا فتح وإغلاق أفواهها. ثمة تعصب. وهم لا يستطيعون التدخل كثيراً بالـ(يوتيوب) لأنني وحسب ما فهمت لا يستطيعون التغلب على الأمر ولم يستطيعوا وضع فلاتر للفيديوهات. وليس الوعي في ذلك مقتصرا على المعارضة بل حتى ناخبي حزب العدالة والتنمية لاحظوا الفرق بين الوضع الاقتصادي القائم وبين ما يحكيه تيار الإعلام الرئيسي، ولذلك ألاحظ ازدياد الإقبال على يوتيوب. ولا أتحدث عن نفسي فقط بل عن الجميع، فقد كثرت الخيارات ولم يكن ليظهر كل هذا المحتوى السياسي والاقتصادي في تركيا قبل عامين. فقد حصل انفجار هائل. وقد باتت موارد الإعلانات تنتقل من الصحافة المكتوبة لتصب في يوتيوب، وهي استراتيجية غوغل الجديدة. إذ قامت سوق جديدة وستستمر بالتطور محاذية للخطوط العالمية طالما لا تخضع للرقابة"
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد علّق أتيلّا يشيلادا على التفاعل الكبير مع فيديوهاته فقال "لا ينال كل فيديو من فيديوهاتي أقل من 1000-1500 إعجاب و250 تعليق. لكن قسماً كبيراً من التعليقات تعليقات استغلالية، وقسم كبير من الأسئلة عن نصائح استثمارية وهذا يزعجني لأنني لا أقدم نصائح بالاستثمار. وكاقتصادي ذي ضمير اجتماعي أسعى إلى تقديم معلومات محايدة قدر الإمكان. وليس الأمر مقتصرا على يوتيوب فلديّ 156 ألف متابع على موقع أكشي سوزلك وتويتر. وأقرأ ما يصلني على تلك المواقع أيضاً. وأنا لا ألتفت كثيراً للمجاملات ولكنني أنتقد على مواقفي في كثير من المسائل، والبعض يشكرني. ولا تحدث نقاشات لكن الأفكار لا تولد وتنمو".
وتحدث يشيلادا عن التأثير المباشر لوسائل التواصل الاجتماعي فقال "أمارس هذا العمل منذ 28 عاماً وأتلقى استشارات من شركات معظمها أجنبي. لكنه وحتى السنة الماضية كمحفظة زبون تركي لم يكن أحد ينظر في وجهي. أما هذه السنة فتصلني عروض من شركات لا أعرفها أبدا تقول لي (تعال واشرح لنا أيضاً ما يجري). وبالتالي فلا أعلم مدى تطويري للوعي الاقتصادي لدى أي إنسان عادي الذي هو هدفي الرئيسي، لكنني في الأقل رأيت أن الشركات أدركت الخطر المحدق وأنهم استمعوا لي بعد أن دعوني ليروا (ماذا يقول هذا الرجل) حتى لو لم يصدقوا، أنا راضٍ بهذا. أنا كاتب في صحيفة منذ عشرين سنة، ومقالاتي لا تلقى استياء في Para analiz. ويتابعني ما يقارب 25 ألف شخص لكن يوتيوب عالم آخر".
مرت يلماز (Mert Yılmaz)
ثمّة خبير اقتصادي آخر على الـ"يوتيوب" هو مرت يلماز الذي يعمل مدير بيع في الأسواق الداخلية لدى شركة NoorCM Menkul Değerler A.Ş. ومدرّساً في جامعة إسطنبول كولتور، كما يقدّم تعليقات اقتصادية باسم شركة NoorCM. وهو من قدماء الـ"يوتيوب" حيث افتتح قناته في 15 مايو (أيار) 2013 وقد قدم فيديوهات حتى الآن نالت 5 ملايين و538 ألف و868 مشاهدة. وهو ما يقارب 64 ألف مشترك على قناته من الشخصيات التي تستعمل يوتيوب بشكل منتظم. فيعقد الحوارات كالصحفيين تماماً مع الخبراء الاقتصاديين ولا تنزل نسبة متابعة هذه الحوارات عن 100 ألف. كما يبدو من أعداد متابعيه على "تويتر" الذين يبلغون 60 ألف متابع أنه مستخدم جيد لـ"تويتر".
ممدوح بايراكتار أوغلو (Memduh Bayraktaroğlu)
نعرف ممدوح بايراكتار أوغلو من الأيام التي كان يعمل فيها مستشاراً لحكومة تشيللر. وهو اليوم في عامه التاسع والستين لكنه يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي استخداماً جيداً يفوق به الشباب غير مكترث لسنّه. يقول بايراكتار أوغلو عن نفسه اليوم إنه "اشتراكي ليبرالي" حتى أن له موقعاً على الإنترنت liberalsosyalist.com (الاشتراكي الليبرالي.com)، ويقدّم تعليقاته حول الاقتصاد في قناته على اليوتيوب منذ 14 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011. وعلى الرغم من النقد الذي يتعرض له على وسائل التواصل الاجتماعي جرّاء تعليقاته كتسميته بـ"جم يلماز الاقتصاد" إلا أنه هادئ للغاية. والدليل على ذلك اشتراكات قناته على الـ"يوتيوب" التي بلغت ما يقارب 93 ألف مشترك ومشاهدات فيديوهاته التي بلغت 20 مليون مشاهدة. ويظهر في فيديوهاته اطّلاعه الجيد على الأحداث اليومية، وكلما خطر في باله موضوع يصوّر فيديو فوراً ثم ينشره. أي أنه كمن يأتي بالخبر في آخر لحظة يعلّق على المواضيع القائمة على الساحة في لحظتها. ولعل أحد أسباب ازدياد عدد متابعيه بهذه السرعة هي سرعته هذه. بالإضافة إلى أنه يثري تعليقاته بفكاهات وقصص تناسب الموضوع. وتحتوي فيديوهاته قطعاً على معلومات موسوعية مما يزيد عدد متابعيه.
هالوك جانبرك (Haluk Canberk)
هالوك جانبرك اقتصادي آخر نجح حتى هذه اللحظة في تحقيق مشاهدات تخطت 652 ألف مشاهدة على قناته في موقع يوتيوب التي افتتحها في 14 يوليو (تموز) 2017. وعدد المشتركين في قناته في ازدياد متواصل وعندما اطّلعنا عليها كان عدد المشتركين قد قارب 10 آلاف مشترك. قام بإعطاء قناته شكل قناة مالية بحتة ويهدف، من خلال تزويد متابعيه بالمعلومات عبر تحليلات محدثة باستمرار، إلى الإسهام في التوعية ومحو الأمية المالية. وقال في التصريح الذي عرف به عن نفسه "سيتم تقييم موضوعات مثل كيفية استمرار الاتجاه التصاعدي للدولار أمام الليرة التركية وما هي نقاط المقاومة والدعم التي يجب مراقبتها عبر اتّباع معايير التحليل الأساسية والتقنية". ويقول كذلك أنه سيقوم بتعليقات حول الاتجاه التصاعدي للدولار أمام الليرة التركية في عام 2019. ويضيف أيضاً أنه سيفرد مجالاً لتحليلات محدثة للأسهم وسيبحث في الأسهم المتأثرة بالمؤشرات التقنية للبيع والشراء بشدة. ويقول "سيتم إجراء حسابات محدثة للنقاط المحورية وللتغيرات على أسعار صرف العملات الأجنبية وما هي الشركات الوسيطة التي أظهرت اهتماماً بالأسهم. وستكون هناك تعليقات محدثة في موضوع التعادلات والفوريكس". ويمتلك جانبرك الذي يتابعه أكثر من 15 ألف متابع على تويتر الموقع الإلكتروني التالي borsapivot.com.
ميهمت يلدزلي (Mehmet Yıldızlı)
ميهمت يلدزلي هو أحد خبراء "بارادوكس فينانس" (Paradox Finans) وهو نشط على موقع يوتيوب منذ عام 2006 وقد وصلت مشاهدات الفيديوهات على قناته، التي وصل عدد مشتركيها إلى 22 ألف، إلى مليون و240 ألف مشاهدة. ينشر يلدزلي على قناته فيديوهات متعلقة بالدولار واليورو ومقارنتها ومؤشر الدولار و"بيست 100"، بالإضافة إلى التحليلات الاقتصادية التقنية. ويستفيد أثناء إجراء التحليلات التقنية من دراسات الاتجاه والدعم ومستويات المقاومة وتفسير بعض المؤشرات. ويقترح الانتباه إلى طرق تحليل مختلفة عند اتخاذ قرارات الاستثمار. لكنه يؤكد أن التحليلات التي يقوم بها على قناته "ليست نصيحة للاستثمار" ولهذا يقول "إن مسؤولية الخسائر المالية التي قد تحدث للاستثمارات التي سيتم القيام بها استناداً على التعليقات والتوضيحات والتحليلات المنشورة عائدة لكم". كما يؤكد يلدزلي الذي لا يورد في تحليلاته توقعات للأسعار أن الفيديوهات تهدف إلى التوعية والتعليم.
براق أرزوفا (Burak Arzova)
البروفيسور الدكتور براق أرزوفا هو عضو آخر من هيئة التدريس يمتلك قناة خاصة على يوتيوب. يمارس مهنة التدريس في كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في جامعة مرمرة. بدأ أرزوفا الذي يمتلك حساباً على تويتر يتابعه أكثر من 55 ألف متابع بالإضافة إلى الموقع الإلكتروني الذي يحمل اسمه، باستخدام قناته على الـ"يوتيوب" التي افتتحها عام 2008 بشكل مؤثر وفعال في الفترة الأخيرة. تتمتع قناة يوتيوب الخاصة به بعدد مشاهدات وصل لـ 87 ألف مشاهدة وما يقارب 4200 مشترك. ومن المحتمل أن تكون نسبة المشاهدات المنخفضة نابعة من عدم قيامه بمزامنة وربط حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي قبل استخدامها.
أركين شاهينوز (Erkin Şahinöz)
أركين شاهينوز هو أحد أشهر الأسماء المعروفة على تويتر، وهو يمتلك مجموعة من المتابعين تجاوزت 124 ألف متابع. وهو محلل اقتصادي كثير المشاركات والظهور على الشاشات التلفزيونية فيما يخص الاقتصاد. وهو يقوم بالنشر منذ عام 2016 على الموقع الإلكتروني والقناة الحاملين اسمه. وقد وصلت عدد المشاهدات لفيديوهاته التي لا يحدثها بشكل متواصل إلى ما يفوق 168 ألف مشاهدة، أما عدد متابعيه فقد وصل إلى أكثر من 10 آلاف متابع.
أوميت أكتشاي (Ümit Akçay)
الأستاذ المساعد الدكتور أوميت أكتشاي هو أحد الخبراء الاقتصاديين المعارضين الحاصلين على تصنيف مهم في الفترة الأخيرة. وهو يقوم بالتدريس في المعهد الدولي للاقتصاد السياسي في برلين كعضو ضيف في هيئة التدريس. وقد مارس من قبل مهنة التدريس في كل من جامعة "بيلغي" وجامعة "آتيليم" وجامعة الشرق الأوسط التقنية (ODTÜ) وفي جامعات عديدة في الولايات المتحدة الأميركية بين أعوام 2011-2015. ولا يمتلك أكتشاي قناة يوتيوب خاصة به لكنه يحل كضيف على البرامج المتعلقة بالاقتصاد على قناة "ميديا سكوب تي في" (Medyascope TV) وتحقق فيديوهات البرامج التي يشارك فيها عدد مشاهدات قياسي على موقع يوتيوب. ويحقق كل برنامج يشارك فيه ما بين 7 و10 آلاف مشاهدة على أقل تقدير. فإذا كنتم تعانون من نقص في وجهات النظر البديلة فقد يستطيع أوميت أكتشاي مساعدتكم. علاوة على أن موقع (kriznotlari.blogspot.com) الذي ينشر أكتشاي مقالاته عبره هو موقع يستحق المتابعة. كما أن أكتشاي هو أحد الكتاب في زوايا موقع "غازيته دوفار" الإلكتروني.
أور غورسس (Uğur Gürses)
أور غورسس هو أحد الأسماء التي تفرض نفسها بقوة عند الحديث عن التحليلات الاقتصادية. استكمل غورسس حياته المهنية التي بدأها في البنك المركزي في القطاع الخاص اعتباراً من عام 1994. وتولى مهام إدارية عليا في البنوك التجارية حتى أواخر عام 2000. وكان غورسس الذي عرفه الرأي العام التركي عبر شاشات "سي إن إن تورك" يكتب لسنوات طويلة في موقع "راديكال". ثم بدأ يكتب في صحيفة "حرييت"، لكنه لم يستمر طويلاً. لا يملك غورسس، الذي يتابعه ما يقارب 200 ألف متابع على تويتر، قناة يوتيوب خاصة به، لكن البرامج التي يشارك فيها تحظى بمتابعة كبيرة مثل المسلسلات التلفزيونية. وقد حقق البرنامج الذي شارك فيه على شاشة (DW Türkçe) 138 ألف مشاهدة. حتى أن الدعابة التي قالها أخيرا مع شيرين بايزن، والتي استغرقت 42 ثانية قبل التصوير على شاشة (t24) حققت 42 ألف مشاهدة.
تُظهر بعض القنوات الاقتصادية التي تم فتحها على يوتيوب، بالإضافة إلى الخبراء الاقتصاديين، مدى الاهتمام الذي يظهره الناس بوسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة ما يحدث حولهم.
قضية الاقتصاد (Mesele Ekonomi)
أولى هذه القنوات على يوتيوب البرنامج الاقتصادي المسمى "قضية الاقتصاد". لم يمضِ على هذا البرنامج الذي يستضيف الاقتصاديين عام كامل، فقد بدأ النشر منذ شهر مايو (أيار) 2018. لكن على الرغم من ذلك فقد عرض فيديوهات حققت ما يقارب 800 ألف مشاهدة. وحصلت القناة الموجودة على يوتيوب على أكثر من 21 ألف مشترك بالإضافة الى وجود زاوية يطلق عليها اسم "أسبوع في 9 دقائق"، يتم فيها مناقشة التطورات الاقتصادية التي حدثت خلال أسبوع في تسعة دقائق.
سنان أك غوناي وسميح صقللي هما مؤسسا قناة "قضية الاقتصاد". كلاهما من الاقتصاديين الشباب من خريجي جامعة "بيلكنت". يجريان على قناتهما في يوتيوب لقاءات مع خبراء اقتصاديين كل أسبوع لمناقشة الاقتصاد الكلي. ويقول أك غوناي "هدفنا أن نقول كل شيء كما هو". كما يقول أن الاقتصاد يمتد إلى فروع أخرى بين الحين والآخر مثل قطاع المأكولات والمشروبات والأكاديمية الرياضية. أما زاوية "9 دقائق" فقد صمماها على شكل حلقة تناقش أسئلة مثيرة للاهتمام في هذا الأسبوع يطرحها ويجيب عليها مراد صاغمان. ووضح أك غوناي أنهما كانا يبحثان لأنفسهما عن منصة يستطيعان عرض وجهات نظر مختلفة من خلالها عبر قوله "يقومون على التلفاز بإحضار الخبراء الاقتصاديين من طرف واحد سواء كان من السلطة أو من المعارضة ويجعلونهم يتكلمون".
أما سميح صقللي فقد نوّه بأن السياسة والمجالات الأخرى قد توجهت نحو يوتيوب قبل الاقتصاد ثم قال "لقد فتح تصدر الاقتصاد للأجندات في الفترة الأخيرة المجال أمام القيود وبحصول هذا اتجه الاقتصاديون الراغبون بإيصال أصواتهم إلى يوتيوب". ويشير صقللي إلى أن المحتوى الاقتصادي ليس محتوى يواجه الاتهامات المباشرة بأنه معارض مثل المحتوى السياسي ثم يكمل بقوله "لا يوجد تصنيف مباشر في الاقتصاد كما هو الحال في السياسة. فلا ينقسم معظم طارحي الأفكار بشكل واضح كمؤيدين أو معارضين للسلطة. لأن الاقتصاد علم تتكلم فيه الرياضيات"
ثم يقول إن "توجه الاقتصاديين إلى يوتيوب عائد إلى سببين اثنين، الأول أن معظم هذه الأسماء يعملون في المجال الرقمي وضرورة العمل تقتضي منهم متابعة التيارات الرقمية. لهذا السبب هم يتكيفون مع التكنولوجيا بشكل أسرع ويكونون أصحاب رؤية. أما السبب الثاني فهو اتجاه الأنظار بشكل كامل نحو الاقتصاد بعد الانتخابات العامة وهذا شكّل طلباً كبيراً، ولأن الإعلام المركزي لم يستطع تلبية هذا الطلب فقد اتجه الناس نحو الوسيط الرقمي لتلبيته"
ويقول صقللي، الذي أشار إلى ازدياد كبير للاهتمام بقنوات يوتيوب في فترة أزمة سعر الصرف، إن متابعي يوتيوب قد سكنوا بعد سكون الاقتصاد. وأكمل صقللي كلامه بالقول إن الوضع الحالي للاقتصاد سيستمر لعدة سنوات أخرى وأن الاهتمام سيتواصل أيضاً ثم أنهى كلامه بالقول "لأن السجالات السياسية قد انحصرت في مكان ولا تستطيع تقديم الحجج، أما الناس يريدون أن يصبحوا على علم بشيء جديد وهذا ليس ممكناً كثيراً في السجالات السياسية".
المحلل المخضرم
المحلل المخضرم هي قناة أخرى، وهي قناة مجهولة المصدر. وقد حققت هذه القناة التي تم افتتاحها في سبتمبر (أيلول) 2018 عدد مشتركين يقارب الـ 25 ألف في فترة قصيرة تبلغ أربعة أشهر، أما نسبة المشاهدات فقد وصلت إلى مليون و250 ألف مشاهدة. ويؤكد أصحاب القناة أن التعليقات والنصائح الواردة في القناة ليست استشارات ونصائح استثمارية، بل هي تعليقات وآراء شخصية.
كانال فينانس (Kanal Finans)
كانال فينانس واحدة من أكثر القنوات الاقتصادية تحقيقاً للمشاهدات على يوتيوب. تمت مشاهدة قناة كانال فينانس التي تستمر في البث منذ 1 سبتمبر (أيلول) 2011 من قبل ما يقارب 4 ملايين و300 ألف شخص، وحصلت حتى اليوم على نحو 40 ألف مشترك. وتعرف الشركة نفسها على أنها قناة معلومات مالية وناشرة للأخبار الاقتصادية وأخبار الذهب والبورصة والفوريكس و(viop) وناشرة للفيديوهات ذات المحتوى التعليمي في مجال الاقتصاد.