ينسب إلى القائد الفرنسي الشهير نابليون بونابرت قوله "وراء كل رجل عظيم امرأة"، ويقصد بها أن العظماء دائماً تقف خلفهم نساء تدعمهم وتساندهم للوصول إلى المجد، إلا أن لهذه المقولة معنى آخر خفي فليس دوماً وقوف المرأة خلف الرجل يجعل منه عظيماً، بل قد يكون سبباً في سقوطه وفقد ثروته.
ولعلنا في هذا التقرير نرصد بعض التحولات التي طرأت على ثروات الأثرياء بسبب النساء، والتي تظهر كيف سقط وتراجع هؤلاء "العظماء" بين قائمة أثرياء العالم بسبب النساء وأسباب ذلك.
أمامنا قصة حية نعيشها بكامل تفاصيلها هذه الأيام، وهي قصة طلاق مؤسس "مايكروسوفت" وعملاق التقنية في العالم بيل غيتس وزوجته ميليندا، والتي من المؤكد أنها ستجعل ثروة تقدر بـ 146 مليار دولار على المحك، وهي الثروة التي جعلت من غيتس رابع أغنى رجل في العالم، ومن المتوقع أن تزيحه من أعلى هذا الترتيب.
وباتت قضايا طلاق أثرياء العالم بسبب مبالغ التسويات التي تتم بين الطرفين (الزوج والزوجة) محط اهتمام كبير، والتي يقدر بعضها بمليارات الدولارات، حيث تحصل الزوجة دوماً على مبالغ كبيرة من ثروات أزواجهن بسبب الطلاق بينهما، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير في الثروة التي يملكها هؤلاء الأثرياء، بين ليلة وضحاها.
تقسيم الثروة بين الزوجين
وتقسيم تركة الزواج بين الطليقين بهذا الشكل يعود إلى قانون يطبق في أربعين ولاية أميركية، وعدد من الدول الغربية، يجيز تقسيم الممتلكات بين المطلقين؛ فالزوجة التي استمر زواجها لأكثر من 20 عاماً تستطيع الحصول على 50 في المئة من الأصول المالية لزوجها، أما إذا دام زواجها منه عشرة أعوام فقط فيحق لها المطالبة بـ 30 في المئة من تلك الأصول.
وهذا القانون يسري فقط على الممتلكات التي تكونت خلال فترة الزواج؛ بمعنى أن يصبح من حق الطرفين طالما بني خلال فترة زواجهما، أما إذا كان ملكاً لأحد الطرفين قبل الزواج فلا يحق للطرف الآخر المطالبة به، ولا تشمل القسمة الهدايا الشخصية حتى وإن كانت من أحد الزوجين للآخر، فتعد ملكاً خاصاً لا يجوز تقسيمه.
أغلى تسويات الطلاق
بحسب إحصاء نشرته صحيفة "اندبندنت" البريطانية، فإن قائمة أغلى تسويات الطلاق في العالم يتصدرها حتى الآن جيف بيزوس مؤسس أمازون وطليقته ماكنزي سكوت واللذان تطلقا عام 2019، إثر فضيحة جنسية للملياردير الأميركي.
وبلغت تسوية طلاقهما 38 مليار دولار، لتصبح زوجته ثالث أغنى امرأة في العالم بسبب تسوية الانفصال، واحتفظت ماكينزي بحصة 4 في المئة من شركة أمازون.
تلتها تسوية الطلاق بين رجل الأعمال أليك ويلدنشتاين وطليقته جوسلين التي وقعت عام 1999، واللذين بلغت تسوية طلاقهما 2.5 مليار دولار، في حين كلّف طلاق روبرت مردوخ رجل الأعمال الأسترالي وأحد أكبر المهيمنين على شبكات الإعلام في العالم وطليقته آنا ماريا مان 1.7 مليار دولار، بعد 31 سنة من الزواج نتج منه 3 أبناء، والمفاجئ أن مردوخ تزوج بعد ذلك بـ 17 يوماً من امرأة أخرى وتزوجت آنا برجل آخر بعد 6 أشهر.
ومن التسويات المليارية كانت تسوية طلاق بيرني إيكلستون مالك الحقوق التجارية لبطولة العالم لسباقات "فورمولا 1" وطليقته سلافيتسا راديتش عام 2009، بتسوية بلغت 1.4 مليار دولار، وكذلك تسوية طلاق هارولد هام وسو آن هام اللذين تطلقا عام 2015 وبلغت التسوية مليار دولار.
نساء يخسرن ثرواتهن لصالح الرجال
وعلى رغم أن الرجال هم في الغالب من يدفعون، إلا أن هناك قضايا وإن كانت قليلة دفعت فيها المرأة للرجل؛ فالممثلة المعروفة جين فوندا دفعت لزوجها توم هايدن 120 مليون دولار نظير عشرة دامت 16 عاماً.
واضطرت المغنية المعروفة مادونا لدفع 200 مليون دولار للحصول على طلاق من زوجها شين بيتي، أما بطل التنس جون لويد فرفض الانفصال عن زوجته اللاعبة كريس إيفريت قبل مشاركتها ثروتها التي تقدر بـ 200 مليون دولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سعودي في قائمة تسويات الطلاق الأعلى
في الوقت الذي نتذكر فيه بعض تلك التسويات المليونية أو المليارية في بعض الحالات، تظهر في قوائمها اسم رجل أعمال سعودي شهير.
فوفقاً لتقارير إخبارية فإنه في عام 1974 دفع رجل الأعمال السعودي الشهير عدنان خاشقجي، لزوجته الإنجليزية ساندرا ديلي ما عدّ في حينها أكبر تسوية طلاق في التاريخ، حيث بلغت 874 مليون دولار، وعلى رغم أن ساندرا اعتنقت الإسلام وغيرت اسمها إلى ثريا، وأنجب منها خمسة أبناء وبنات، إلا أن زواجهما جاء على الطريقة المدنية الإنجليزية.